lama
lama
أعمدة

ذات: ثبات قلب ٍوروح

18 ديسمبر 2019
18 ديسمبر 2019

لمى دعدوش -

[email protected] -

قد تكون في مكان ما وزمان ما وحال ما، تدور بك الحياة في وديانها قد تزهر معك فتضحكك وتسعدك، وقد تعصف بك فتبكيك وتنهكك، فتجد نفسك في أصدق حال من أحوال العبد هو الضعف و«خُلق الإنسان ضعيفا».

هي أحوال العبد البشرية التي لا بد أن يمر بها في حياته كمنعطفات يظهر بها صدق إيمانه وثباته، وقوته ويقينه وصبره، وستدرك تماما أن لا حول ولا قوة لك إلا ما منّ الله به عليك في أعماقك من ثبات أو إيمان أو يقين ينقذك وينتشلك في أوقاتك الصعبة.

قد تثق ظنا منك بعقلك أو علمك أو عملك أو مالك أو و...، ستظن بجدل عقيم جاهل أنك ذا قوة وتستطيع أن تتخطى.

ولكن والله ما تخطيت شيئا إلا بيد ربانية امتدت إليك من حوله وقوته هو، وما رفعت رأسك ولا قلّبت وجهك ولا تفكّرت بفكرة إلا بعطاء إلهي أذِن لك بهِ وألهمك إياه وأنار به بصرك وبصيرتك، وما زال عنك من غم أو هم أو عسر إلا وكان يسره ولطفه ووُدّه سابقا إليك بأيادي الرحمة والعطاء واللطف.

هي تلك العلاقة التي إن أدركتها أدركت كنوزا في معالم السير إليه والفهم عنه، قد تأتيك مهمات ملمات تأخذ بلُبِك وعقلك وتلقيك حائرا، حتى تتداركك تلك النفخات التي لن تأتيك ما لم تكن مألوفة لديك في داخل روحك من قبل، وما لم يكن قلبك معتادا على ورد ِحب يرد منك إليه ويأتيك واردُّ منه جزاء عطاء منه سبحانه.

ستجد ثبات قدمك وجسدك وسمعك وبصرك حين وجدت قبله ثبات قلبك وروحك في معاني أسمائه وصفاته وفي روح محبته ومناجاته.

وستجد حتما ما زرعت ووضعت، فما ربك بظلام للعبيد، وهو ارحم الراحمين ويحب المحسنين، وما أحسن ُإحسان من ما صنعتهُ وقدمتهُ لنفسك بيديك.

فارجع لداخلك واعتن بروحك وبما سقيتها، فهي صندوق أعمالك وأقوالك وصدق نواياك، ومفتاح باب عروجك إليه في دنياك قبل آخرتك.