1398283
1398283
العرب والعالم

برنامج الأغذية العالمي : 11 مليون يمني يكافحون للحصول على الغذاء

17 ديسمبر 2019
17 ديسمبر 2019

جريفيث بحث في صنعاء أهمية «تعزيز الخطوات الإنسانية» -

صنعاء- «عمان»- جمال مجاهد -

أعلن «برنامج الأغذية العالمي» (التابع للأمم المتحدة) أن ما يزيد على 11 مليون شخص في اليمن، لا يزالون يكافحون بشكل يومي من أجل الحصول على ما يكفيهم من الغذاء، وفقاً لأحدث بيانات البرنامج الخاصة برصد الأمن الغذائي.

وقال في تقرير أمس إن التوسّع الكبير في المساعدات الإنسانية التي يقدّمها البرنامج في اليمن هذا العام، أسهم في التخفيف من وطأة المعاناة الكبيرة التي يشهدها اليمن وتفادي المجاعة حتى الآن.

وعلى الرغم من انخفاض أسعار بعض السلع الأساسية طوال الـ 12 شهراً الماضية، أوضح التحليل الذي أجراه البرنامج أن ما يقرب من 22 مليون شخص في اليمن لا يزالون يجدون أنفسهم مضّطرين لتقليص عدد الوجبات أو التخلّي عنها من أجل الحفاظ على ما لديهم من المخزون الغذائي الضئيل لأطول فترة ممكنة.

وقام البرنامج في هذا العام بزيادة أعداد المستفيدين من مساعداته الغذائية في اليمن زيادة غير مسبوقة بنحو 50% بعد أن كان عددهم ثمانية ملايين مستفيد في مطلع هذا العام، ويوفّر البرنامج حالياً مساعدات غذائية شهرية لنحو 12 مليون يمني. وأكد «برنامج الأغذية العالمي» أنه تم مضاعفة المساعدات الغذائية للمناطق الأكثر تضرّراً جرّاء الصراع الدائر والانهيار الاقتصادي اللذان خلّفا قرابة 240 ألف شخص ممّن يواجهون أوضاع أقرب ما تكون إلى المجاعة.

وبحسب ما أظهره مسح الأمن الغذائي الذي صدر مؤخّراً، فإن مستويات انعدام الأمن الغذائي التي تنذر بالكارثة شهدت تراجعاً في 29 مديرية من أصل 45 مديرية المصنّفة على أنها الأشد تضرّراً من الجوع.

وقال الممثّل والمدير القطري لـ «برنامج الأغذية العالمي» في اليمن، لوران بوكيرا: أسهمت المساعدات التي يقدّمها البرنامج في إنقاذ العديد من الأطفال والنساء من الانزلاق نحو المجاعة، إلا أنهم لا يزالون عرضة للخطر، ومن الضروري مواصلة تقديم الدعم لليمن». وأضاف: «اليمن بحاجة إلى السلام.. سلاماً دائماً يمكّن البلاد من إعادة الإعمار».

وخلال عام 2019، قدّم البرنامج مبلغ 35 مليون دولار كتحويلات نقدية للأسر المستحقّة المسجّلة بالنظام البيومتري (نظام البصمة) الذي من خلاله تتسلّم هذه الأسر مستحقّاتها من البنوك. وأشار البرنامج إلى أنه «يمكن تطبيق هذا النوع من المساعدات في المناطق التي تعمل بها الأسواق والتي يمكن أن يستخدم فيها البرنامج نظام التحقّق البيومتري».

وتقدّر نسبة المستفيدين من هذا النهج من المساعدات بحوالي 3% من عدد المستفيدين.

وفي مناطق أخرى من اليمن، يواصل البرنامج تقديم الحصص الغذائية العينية وقسائم السلع التي يتم استبدالها بمواد غذائية عبر شبكة التجّار التابعة للبرنامج.

ولفت البرنامج في تقريره إلى أنه «قام بإعداد كافة قوائم المستفيدين بشكل مركزي، كما عمل على تعزيز العمليات الرقابية للحد من أي تأثير خارجي على أنشطة العمل الإنساني التابعة للبرنامج في كافة أنحاء اليمن».

ويواصل البرنامج الدفع نحو توسيع نطاق عملية التسجيل عبر النظام البيومتري الذي يوفّر ضماناً رقمياً مهماً لوصول المساعدات الغذائية إلى مستحقّيها.

ويعتبر نظام التسجيل البيومتري الخاص بـ «برنامج الأغذية العالمي» في اليمن أحد أكثر مشاريعه طموحاً على مستوى العالم نظراً لكثرة المستفيدين .

من جانب آخر غادر العاصمة صنعاء أمس المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن جريفيث بعد زيارة رسمية، التقى خلالها قائد جماعة «أنصار الله» عبد الملك الحوثي ورئيس «المجلس السياسي الأعلى» مهدي المشّاط .

وأفادت وكالة الأنباء اليمنية (التي يديرها أنصار الله) أمس بأن قائد «أنصار الله» جدّد التأكيد على «الموقف الثابت والحرص الدائم على السلام، والتعاطي الجاد والمسؤول مع كل المساعي التي تبذل في هذا الاتجاه بغية الوصول للحلول العادلة والمنصفة».

وشدّد على أهمية «تعزيز الخطوات الإنسانية في ما له علاقة بالأسرى والمعتقلين خاصةً في ظل التعامل اللاإنساني بحقّهم في سجون دول التحالف والقوات الموالية للشرعية والذي تجاوز التعذيب إلى الإعدام في حالات تكرّرت في سياق مأساوي مؤسف، إضافة إلى استمرار احتجاز سميرة مارش التي تم اختطافها من قبل عناصر إجرامية واحتجازها في أحد سجون محافظة مأرب في تعد صارخ على كل المبادئ الدينية والأخلاق الإسلامية والأعراف القبلية والاجتماعية».

وقال الحوثي: «تأكيدًا للحال الإنساني المتردّي الذي فاقمته الحرب والحصار، واستمرار إغلاق مطار صنعاء أمام المرضى والجرحى والعالقين والطلاب والمسافرين، وبقاء مدينة الدريهمي تحت الحصار الخانق منذ اتفاق السويد العام الماضي، باتت جوانب مهمة يجب أن تحتل مزيداً من الاهتمام والتنفيذ من قبل الأمم المتحدة».