صحافة

المحافظون يحققون فوزاً ساحقاً وتظاهرات ضد جونسون

17 ديسمبر 2019
17 ديسمبر 2019

حقق حزب المحافظين بزعامة بوريس جونسون انتصاراً ساحقاً في الانتخابات العامة الأسبوع الماضي، بحصوله على أغلبية مطلقة في مجلس العموم بلغت 365 مقعدا من أصل 650 مقعدا، فيما حصل غريمه حزب العمال المعارض على 203 مقاعد فقط. وبهذا الفوز الساحق عزز جونسون رصيده الشعبي في هذه الانتخابات المبكرة بالمقارنة مع انتخابات عام 2017، التي فقدت فيها تريزا ماي الأغلبية النيابية واضطرت للتحالف مع الحزب الأيرلندي الشمالي لتشكيل الحكومة وقتها.

واعتبر جونسون هذا الفوز بمثابة «تفويض ليس، لإنجاز بريكست فقط بل لتوحيد بريطانيا والنهوض بها»، حيث كانت أزمة البريكست هي العقبة الكبيرة منذ ثلاث سنوات ونصف، وجاءت هذه الانتخابات التاريخية لتعطي حكومة المحافظين فرصة احترام الإرادة الديمقراطية للشعب البريطاني لتغيير هذه البلاد للأفضل.

وكان جونسون يردد خلال حملاته الانتخابية شعار «دعونا نحقق بريكست Get Brexit Done!». وكان يطلب من الناخبين منحه الأغلبية في البرلمان ليحقق لهم ما طلبوه في استفتاء 2016 بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وتناولت جميع الصحف البريطانية الفوز الساحق الذي احرزه رئيس الوزراء بوريس جونسون وحزب المحافظين في عناوينها الرئيسية وتقاريرها الإخبارية وتحليلاتها السياسية وافتتاحياتها خلال الأيام التالية لظهور نتيجة الانتخابات.

صحيفة «ديلي ميل» رأت انها مناسبة مفرحة، حيث نشرت تقريرا بعنوان من كلمة واحدة هي «البهجة Rejoice»، وقالت في سياق التقرير أن موظفي مقر رئاسة الوزراء في 10 داوننج ستريت رحبوا بعودة رئيس الوزراء المتهلل بوريس جونسون إلى مقره بعد التأكد من حصوله على الأغلبية المطلقة.

ونشرت الصحيفة صورة لجونسون وصديقته كاري سيموندز خارج مقر رئاسة الوزراء وهو يلقي خطاب الفوز، ونشرت معها تقرير بعنوان يقول: «فعلناه We Did It» في إشارة إلى فوزه بالأغلبية التي ستحقق الخروج من الاتحاد الأوروبي.

أما صحيفة «التايمز» فقالت إن بريكست وجونسون أعادا رسم الخريطة الانتخابية عن طريق تحطيم «الجدار الأحمر» للمقاعد العمالية في شمال انجلترا وميدلاندز. واقتبست من خطاب جونسون عبارة وضعتها عنوانا رئيسيا «دعونا نبدأ العلاج»، حيث قالت الصحيفة انه عرض «غصن الزيتون» على الناخبين الذين دعموه من الأحزاب الأخرى وانه لن يتجاهل الذين عارضوا البريكست وطلب مساعدتهم في بناء علاقة جيدة مع الاتحاد الأوروبي.

صحيفة «ديلي اكسبريس» رحبت بهذا الفوز الساحق للمحافظين وقالت انه تصويت حاسم لصالح البرلمان الذي يحترم نتيجة استفتاء الاتحاد الأوروبي ويحرر المملكة المتحدة من حكم بروكسل. واعتبرت الصحيفة أن هذا الفوز الكبير أعاد بهجة «عيد الميلاد الأبيض White Christmas»، مشيرة إلى أن جونسون «يحلم بالتركيز على وحدة المملكة المتحدة».

ومن جانبها، قالت صحيفة «الصن» إنها نتيجة افضل بكثير مما توقعه المحافظون. ونشرت الصحيفة تقريرا بعنوان «بريطانيا أحسنت.. وبوريس احسن». وفي عدد اليوم التالي وصفت الصحيفة خطاب جونسون بأنه «ممتاز» في مزحة التلاعب بالألفاظ كعادتها حيث كتبت في عنوانها الرئيسي تقول «Brexcellent»، وقالت إن جونسون طلب من الناخبين أخذ استراحة من البريكست في فترة أعياد الميلاد، مؤكدا على انه سيغادر الاتحاد الأوروبي بنهاية شهر يناير المقبل كما وعد.

وفي الوقت نفسه نشرت صحيفة «آي» تقريرا بعنوان رئيسي يقول «جونسون اطلق العنان»، مشيرة إلى توقع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي خلال 49 يوما. لكنها ذكرت في عدد آخر آن جونسون يواجه «تحدي رهيب» يتمثل في الحفاظ على وحدة المملكة المتحدة خاصة بعد فوز الحزب الوطني الاسكتلندي بـ48 مقعدا من أصل 59 ما دفع زعيمة الحزب ستيرجيون إلى تكرار دعوتها المطالبة باستقلال اسكتلندا، الأمر الذي عارضه جونسون احتراما لاستفتاء 2014.

صحيفة «الجارديان» نشرت صورة لرئيس الوزراء بوريس جونسون على الصفحة الأولى بالكامل مع عنوان من ثلاث كلمات هي «الخطوة التالية البريكست Next stop, Brexit»، وأشارت الصحيفة إلى أربع نقاط (1) تنفيذ البريكست في غضون ستة أسابيع. (2) تنحي كوربين مطلع العام القادم. (3) ضغط ستيرجيون لاستقلال اسكتلندا. (4) جونسون يبدأ البناء.

وما لم يكن متوقعا عقب هذا الفوز الكبير للمحافظين هو تجمع بضع مئات من المتظاهرين البريطانيين وسط العاصمة لندن للاحتجاج على نتائج الانتخابات وفوز جونسون بأغلبية أصوات الناخبين. وتوجه المتظاهرون إلى مقر رئاسة الوزراء مرددين الشعارات المناهضة لبوريس جونسون، ومناهضين للنازية والعنصرية، وذكرت تقارير إعلامية أن المتظاهرين اشتبكوا مع الشرطة التي استخدمت الهراوات المطاطية لتفريقهم.

ورفع المحتجون لافتات كتب عليها «بوريس بوريس .. ارحل ارحل» و«لا لبوريس جونسون» و«لا للعنصرية ورفض حكم المحافظين». وهو ما لم يرق لصحيفة «الصن» التي نشرت تقريرا كتبه بريتوني فونو أشار فيه إلى اشتباك المحتجون الغاضبون مع رجال الشرطة في مشاهد وصفتها بـ»القبيحة» رغم فوز بوريس التاريخي في الانتخابات.

وركزت صحف نهاية الأسبوع على الخطوات التالية لجونسون بعد الانتخابات. صحيفة «صنداي تايمز» قالت إن رئيس الوزراء يخطط لما اسمته «حكومة ثورية» حيث سيواجه ثلث أعضاء مجلس الوزراء الطرد، كذلك إلغاء إدارات «ويتهول» وإصلاحات في الخدمة المدنية. وتعتبر صحيفة «صنداي تلجراف» إصلاحات جونسون المرتقبة محاولة منه لإظهار أن الحكومة تعمل لمصلحة الشعب.

وتطرقت صحيفة «صنداي اكسبريس» إلى خطاب الملكة الذي ستلقيه يوم الخميس المقبل الذي ستحدد فيه الأجندة التشريعية لحكومة بوريس جونسون بعد فوزها في الانتخابات وتشمل تعهدا بإعادة طرح مشروع اتفاق الانسحاب من الاتحاد الأوروبي على البرلمان قبل عيد الميلاد، كذلك تفاصيل مشروعات القوانين التي تعتزم الحكومة سنها للعام المقبل.