صحافة

هزيمة قاسية للعمال وكوربين يعتذر ويتعهد بتعلم الدرس

17 ديسمبر 2019
17 ديسمبر 2019

في مقابل الفوز الساحق للمحافظين، مني حزب العمال بأسوأ هزيمة تحدث له منذ العام 1935 بحصوله على 203 مقاعد وفقدانه عشرات من المقاعد في دوائر انتخابية يفترض انها محسوبة تاريخيا له. وقال زعيم حزب العمال، جيريمي كوربين، الذي يشعر بخيبة أمل شديدة، في خطاب فوزه بمقعده الانتخابي في منطقة ايسلنجتون بشمال لندن للمرة العاشرة أن«هذه قطعا ليلة مخيبة للآمال بالنتيجة التي حصلنا عليها»، معلنا «أنه لن يقود الحزب إلى الانتخابات المقبلة، وعبر عن أمله في أن يبدأ حزبه التفكير في نتيجة الاقتراع وسياسته المستقبلية».

وتقول التقارير الإعلامية أن كوربين بهزيمته النكراء هذه دفع ثمن موقفه الملتبس بشأن الخروج من الاتحاد الأوروبي (بريكست)، إذ دعا إلى استفتاء جديد من غير أن يتخذ موقفاً محددا تجاه هذا الأمر، كذلك دفع ثمن عدم اتخاذه خطوات حازمة تجاه اتهامات موجهة لحزبه بمعاداة السامية.

ورغم مرارة الهزيمة غير أن كوربين اعتبر انه من الخطأ «الهروب من مسؤولية الهزيمة»، ملقيا باللوم في الهزيمة على الحملة الإعلامية التي قادها كبير حاخامات الطائفة اليهودية في بريطانيا عليه شخصيا وعلى حزبه فيما يتعلق «بمعاداة السامية». كذلك موقفه الغامض تجاه البريكست، حيث لم تفلح محاولته إمساك العصا من المنتصف في هذا الموضوع، بعكس حزب الأحرار الديمقراطيين الذين عارضوا البريكست علنا وأيدوا البقاء في الاتحاد الأوروبي.

صحيفة «ديلي ميرور» نشرت تقريرا قبل الانتخابات طالبت فيه الناخبين البريطانيين بالتصويت لحزب العمال، معددة أسباب تلك الدعوة وهي هيئة الصحة وحريق برج غرينفيل وفقر الأطفال والتشرد. لكنها وصفت الهزيمة النكراء للحزب بأنها «كارثة»، مشيرة إلى أن أعضاء الحزب حثوا كوربين على الاستقالة فورا من منصبه والبدء في إعادة بناء الحزب.

صحيفة «الجارديان» لسان حال يسار الوسط والمؤيدة لحزب العمال، نشرت تقريرا بعنوان رئيسي يقول: «حزب العمال في حالة انصهار كامل بعد حصول جونسون على الأغلبية». وأشارت إلى ما جاء في كلمة كوربين من انه لن يقود الحزب في الانتخابات العامة المقبلة لكنه ينوي التشبث بزعامة الحزب خلال «فترة إعادة النظر والتفكير لحين اختيار قيادة جديدة للحزب.

وفي تقرير حصري كتبه نايجل نيلسون لصحيفة «صنداي ميرور» الأسبوعية بعنوان «جيريمي كوربين يصدر أول اعتذار له في رسالة شخصية يقول فيها آسف لكارثة الانتخابات» ذكرت الصحيفة أن كوربين تعهد بأن حزب العمال سوف يتعلم درسا من كارثة الانتخابات والاستماع إلى الناخبين الذين تركوا الحزب. وأوردت الصحيفة نص رسالة كوربين لقرائها التي قال فيها:

«أعزائي قراء صنداي ميرور، كانت نتيجة الانتخابات يوم الخميس ضربة قوية لكل من يحتاج بشدة إلى تغيير حقيقي في بلدنا. أقول شكرا من أعماق قلبي لكل شخص أدلى بصوته لصالح حزب العمال، كل من شارك في الأمل في أن تكون بريطانيا بلداً أكثر عدالة يعمل لصالح الكثيرين وليس القلائل.

إلى صنداي ميرور وقرائها أقول كان دعمكم مصدر قوة. كنت أرغب في توحيد البلد الذي أحبه لكني آسف أننا قصرنا وأتحمل مسؤوليتي عن هذا التقصير، وما زلت فخوراً بالحملة التي خضناها. أنا فخور أنه بغض النظر عن مدى انحدار خصومنا، فقد رفضنا الانضمام إليهم في انحدارهم للحضيض. وأنا فخور بأن رسالتنا كانت رسالة أمل وليس خوفًا.

رأى الملايين من الناس في بياننا مستقبلاً أفضل لأنفسهم ومجتمعاتهم. كانت سياساتنا لحماية NHS، وإنهاء التقشف، والاستثمار في كل جزء من بلدنا ومعالجة عدم المساواة الشائعة لدى الناخبين الذين رأوا من خلال حملة تشويه وخوف شرسة ضدنا. ولكن على الرغم من بذل قصارى جهدنا ، كانت هذه الانتخابات في نهاية المطاف تدور حول البريكست. وتمكنت حملة المحافظين، التي ضخمتها معظم وسائل الإعلام، من إقناع الكثيرين بأن جونسون هو الوحيد الذي يستطيع تنفيذ البريكست».

وختم كوربين رسالته بالقول «سوف نتعلم دروس من هذه الهزيمة بالاستماع إلى ناخبي حزب العمال الذين خسرناهم في مجتمعات الطبقة العاملة. هذا الحزب موجود لتمثيلهم. سوف نكسب ثقتهم مرة أخرى. لا تخطئ بل أعلم أن حزب العمال هو أعظم قوة للتغيير التدريجي الذي عرفته هذه الدولة على الإطلاق، وعلى الرغم من أن هذا لم يكن وقتنا، إلا أن وقتنا سوف يأتي مرة أخرى تحت قيادة جديدة. لن نتخلى عن الالتزام والتصميم لبناء مجتمع أكثر عدالة وكرامة.