الاقتصادية

«الوطني للأعمال» يختتم برنامج التوجيه لـ «20» مؤسسة صغيرة ومتوسطة

17 ديسمبر 2019
17 ديسمبر 2019

جلسات مكثفة لرواد الأعمال ساهمت في تمكين الشركات -

اختتم المركز الوطني للأعمال، التابع للمؤسسة العامة للمناطق الصناعية - مدائن، أمس في فندق هرمز جراند مسقط، فعاليات برنامج التوجيه تم تدشينه في شهر مارس الماضي، والذي استهدف (20) مؤسسة صغيرة ومتوسطة من المؤسسات المحتضنة بحاضنتي المركز و«ريادة»، حيث يهدف البرنامج إلى تسهيل الوصول للقادة والخبراء من الصناعيين وأصحاب الأعمال كموجهين وداعمين للشركات المحتضنة للتكيف مع بيئة العمل سريعة التغير بالإضافة إلى المساهمة في تمكين هذه الشركات وفتح القنوات المتعددة لتعزيز تطوير منظومة العمل الريادي بها.

بدأ حفل الختام بكلمة مدير عام المركز الوطني للأعمال، ناصر بن مبارك المالكي، حيث أوضح من خلالها أن برنامج التوجيه الذي استمر 6 أشهر استضاف (20) موجها ومتخصصا من مجالات متعددة (كالصناعيين، المصرفيين، التقنيين، الأكاديميين، والمتخصصين في ريادة الأعمال)، والذين قاموا بتقديم جلسات مكثفة للشركات المحتضنة في حاضنتي المركز المؤسسة العامة للمناطق الصناعية - مدائن، وأضاف المالكي: إن «مدائن» كان لها السبق في مجال احتضان المشاريع الصغيرة والمتوسطة وتوجيهها في بيئة عمل تتناسب مع ريادة الأعمال منذ عام 2004 ومن خلال مشروع منجم المعرفة بواحة المعرفة مسقط والذي كان يستهدف احتضان المبادرات والمشاريع المتخصصة بقطاع تقنية المعلومات والاتصالات والشركات الفردية وأصحاب الأفكار الابتكارية، ولنجاح التجربة والنتائج التي تحققت قامت «مدائن» بتوسعة منجم المعرفة في الواحة بتحويله إلى مركز متخصص لاحتضان وتنمية المشاريع الصغيرة في المجالات ذاتها تحت اسم المركز الوطني للأعمال، حيث يأتي إنشاء هذا المركز إيمانا من المؤسسة العامة للمناطق الصناعية - مدائن بأهمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والدور الذي تلعبه في تنمية الاقتصاد الوطني، وقد تم تدشين المركز خلال العام 2013 ليكون الحاضنة الرئيسية للمشروعات الصغيرة والمتوسطة وذلك من خلال تقديمه للدعم الفني والإداري واللوجستي والتوعوي للمشاريع الناشئة والأفكار المبتكرة بغية الوصول لمشاريع ذات نفع اقتصادي وقيمة مضافة للبلاد انطلاقا من دور المركز في تطوير المجتمع العماني بدفع عجلة النمو الاقتصادي من خلال إيجاد الوعي حول ريادة الأعمال وإلهام الجيل الجديد من الشباب لاستكشاف إمكانياتهم وقدراتهم على تأسيس وريادة الأعمال الخاصة حيث يهدف المركز بشكل أساسي إلى تأسيس قنوات للحوار والتواصل بين المجتمعات وأصحاب المبادرات التجارية ورجال الأعمال وتشجيع الشركات الصغيرة والمتوسطة على البروز في الأسواق المحلية والخارجية.

أهمية البرنامج

وأوضح عدد من الموجهين في برنامج التوجيه أهمية الحضور في مثل هذه البرامج التي تساعد المؤسسات الصغيرة والمتوسطة على تجاوز التحديات التي تواجهها ووضع خطط مدروسة للتوسعات المستقبلية، حيث تقول رائدة الأعمال زوينة البداعية، موجهة في البرنامج، بكل تأكيد كانت تجربتي مع برنامج التوجيه إيجابية وممتعة بصورة عامة، فمن وجهة نظري استطاع البرنامج أن يحقق الأهداف الموضوع له، وهي المرة الأولى التي أشارك فيها كموجهة في برامج دعم ريادة الأعمال، وأعتقد أن هذا الاتجاه الذي يتبناه المركز الوطني للأعمال والمتمثل في وضع ما يشبه الدليل الإرشادي لرواد ورائدات الأعمال يقدّم نظرة جيدة حول الكيفية التي تمكّن المؤسسات الصغيرة والمتوسطة من تنفيذ خططها وبرامجها وجعلها ناجحة. من جانبه، قال ويليام كرو، مؤسس شركة الحلول الملهمة، «موجه في البرنامج، بلا شك أن برنامج التوجيه الذي أطلقه المركز الوطني للأعمال هذا العام عملي ومفيد ومهم لرواد ورائدات الأعمال المبتدئين، وبمجرد التفكير أن تعمل كاستشاري خارجي وموجه في مثل هذه البرامج وتحمل خبرة من الأعمال الخاصة أو الخبرة العملية، فإنه لأمر عظيم أن تشارك الآخرين من رواد الأعمال طوال ما اكتسبته خلال الفترة الماضية بصورة تطوعية، فمثل هذه البرامج تعد تطوعية ويقوم الموجهون والمختصون من خلالها بتسخير أوقاتهم وخبراتهم لمساعدة ودعم الأجيال الجديدة من رواد الأعمال، ومن الضروري أن يقوم الخبراء في البرنامج بالاعتماد على خبرتهم الدولية في حل الإشكاليات التي تواجه أصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وتطويعها بما يتناسب مع البيئة المحلية لرائد العمل. في حين أوضح كاميلو فليك، موجه في البرنامج، أنه عندما نتحدث عن برنامج التوجيه، فإننا لا نتحدث عن مشاركة الخبرات والمعرفة، ولكن نتحدث أيضا عن مشاركة عنصر الصبر، فواحدة من الأشياء الأساسية في التوجيه، ففي بعض الأحيان نجد أن رائد أو رائدة الأعمال يمتلكون الخبرة والمعرفة ولكنهم لا يصبرون على تحقيق النتائج، فمن وجهة نظري أعتقد أنه من الأهم الفوائد التي تقدمها مثل هذه البرامج أنها تمنح المشاركين الأساليب التي تمكنهم من التكيف مع بيئة العمل والصبر على تحقيق النتائج.

ومن جانب آخر، استعرضت رائدة الأعمال فايزة المزروعية، صاحبة مشروع مطعم سافانا، المحتضن في المركز الوطني للأعمال، والمتخصص في المأكولات الإفريقية وتموين الحفلات والمناسبات من المطابخ العالمية وتجهيز الخفائف، تجربة مشاركتها في برنامج التوجيه، حيث أوضحت أن البرنامج كان مفيدا جدا، فكانت خبرتي السابقة في قطاع الأغذية تركز على الجانب التجاري، وبعد انتسابي لبرنامج التوجيه الذي ينظمه المركز الوطني للأعمال اقتربت من الجانب الصناعي بصورة كبيرة وأصبحت على دراية واطلاع حول كيفية تقييم المنتج وتحديد سعره قبل إرساله إلى السوق للبيع، كما اطلعت على مراحل الإنتاج الصناعي والتحديات التي تواجهها، ولله الحمد تم وضعي خلال برنامج التوجيه في المكان المناسب، وبالتحديد في شركة أريج للزيوت النباتية ومشتقاتها، فبعد محاولات متعدد مع مصانع مختلفة قمت بزيارتها في ماليزيا لإيجاد منتجي الخاص، تمكنت بعد هذا البرنامج من الاتفاق مع شركة أريج على إصدار المنتج الخاص بي، والذي سيرى النور قريباً. ومن جانبه، قال المهندس سالم بن ناصر البرطماني، الرئيس التنفيذي لشركة أريج للزيوت النباتية ومشتقاتها، إنه سعيد بالتعاون مع المركز الوطني للأعمال في برنامج التوجيه، مشيراً إلى أن الشركة تقوم بتلبية احتياجات المطاعم والمخابز وبعض مصانع الأغذية وشركات التموين من الدهون والزيوت الغذائية من خلال خطوط إنتاج متنوعة والموجودة في مقر الشركة بمدينة الرسيل الصناعية، حيث تأسست الشركة عام 1982 وبدأت بطاقة إنتاجية إجمالية بحوالي تسعة الآف طن في السنة وبخط إنتاج واحد فقط ومرت بمراحل توسع مختلفة إلى أن بلغت الطاقة الإنتاجية مؤخرا أكثر من ( 240 ) مائتين وأربعين ألف طن في السنة، وذلك لتلبية الطلب المتنامي على منتجات الشركة من الأسواق الخارجية، الأمر الذي يعزز ثقتنا لتقديم أفضل المنتجات والخدمات بمستوى عالمي.

يذكر أن هذا البرنامج يأتي ضمن التسهيلات والخدمات التي يقدمها المركز الوطني للأعمال لأصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة المحتضنة، حيث تنقسم الخدمات التي يوفرها المركز إلى ثلاث مراحل تتمثل في خدمة ما قبل الاحتضان والتي تهدف إلى بث الوعي وتنمية فكرة المشروع، والمراجعة الدورية لمسودة المشروع، بالإضافة إلى دعم تخطيط الأعمال، أما خدمات فترة الاحتضان فتتمثل في تفعيل مخطط المشروع، وفتح قنوات تسويقية، وتطوير المنتج /‏‏ الخدمة، وصقل الشخصية (غرس الحس التجاري ) إلى جانب صقل الشخصية (غرس الحس التجاري)، أما مرحلة تسريع نمو الشركات فيسعى المركز من خلالها إلى تطوير نمو الشركات في السوق، وغرس التنافسية، والتركيز على الاستقرار الإداري والمالي، علاوة على ضمان حصص السوق المحلي.