1396445
1396445
العرب والعالم

إحراق مكتبي «تيار المستقبل» و«الوطني الحر» شمال لبنان ومواجهات مع قوى الأمن

15 ديسمبر 2019
15 ديسمبر 2019

جامعة الدول العربية: الإسراع في تشكيل الحكومة يسهم في تخفيف حدة التوتر

بيروت-«عمان»- حسين عبدالله-(وكالات):

أقدم مجهولون على إشعال النار في مكتبي «تيار المستقبل» و«التيار الوطني الحر» في عكار بشمال لبنان .وذكرت «الوكالة الوطنية للإعلام» أن مجهولين دخلوا الليلة قبل الماضية إلى المكتب الرئيسي لـ «تيار المستقبل» في بلدة خريبة الجندي بعكار عبر كسر زجاج أحد الأبواب الخلفية، واشعلوا النار في القاعة الرئيسة.ووفق الوكالة ، حضرت عناصر من الأدلة الجنائية وعناصر من القوى الأمنية وباشرت التحقيقات لكشف الفاعلين.

من جانبه أدان «التيار الوطني الحر» الاعتداء على أحد مكاتبه في بلدة جديدة الجومة العكارية. وقالت اللجنة المركزية للإعلام في «التيار الوطني الحر» إن بعض المجموعات أقدمت على دخول المكتب وتحطيم محتوياته وإحراقها ، معربة عن استغرابها من هكذا تعديات لبنان مقبلة على استشارات نيابية يأمل اللبنانيون أن تؤدي إلى تكليف رئيس حكومة جديد.

ووضعت الهيئة ما جرى في «عهدة الأجهزة الأمنية للتحقيق، تمهيدا لمعاقبة الفاعلين وفق القانون، لضمان عدم تكرار مثل هذه الأعمال».

وكان مجهولون أقدموا فجر أمس على الاعتداء على مكتب هيئة «التيار الوطني الحر» في بلدة جديدة الجومة - عكار عبر كسر الباب الزجاجي الخارجي وإضرام النار فيه، وفروا إلى جهة مجهولة.

وشهدت الشوارع على موجات كرّ وفرّ بين عدد من المتظاهرين وقوات مكافحة الشغب، الذين أصرّوا على إخلاء الساحات بالقوّة. ونفضت بيروت امس غبار العنف، فيما همّ عمّال النظافة لإعادة الحياة إليها وإزالة بقايا العبوات الدخانية والحجارة التي رميت عشوائياً، فيما الحركة شبه مشلولة من الصيفي إلى ساحة الشهداء مروراً بمداخل ساحة النجمة». وقالت قوات الأمن الداخلي إن ما لا يقل عن 20 شرطيا أصيبوا. وأشارت وزيرة الداخلية والبلديات في ​حكومة​ ​تصريف الأعمال​ ​ريا الحسن​ إلى انه «تابعت طيلة ليل أمس الأول ، بقلق وحزن وذهول ما جرى من مواجهات في محيط ​مجلس النواب​ وفي ​شوارع بيروت​ أدى إلى احتكاك بين ​القوى الأمنية​ والمواطنين وسقوط جرحى من الجانبين، وبسبب دخول عناصر مندسة وتوزع المهمات المنوطة ب​القوى الامنية​، ومنعاً لضياع المسؤوليات، وحفاظا على حقوق ​المتظاهرين​، طلبت من قيادة ​قوى الأمن الداخلي​ إجراء تحقيق سريع وشفاف لتحديد المسؤولين عما جرى والمسؤوليات ليبنى على الشيء مقتضاه».

وفي بيان لها، دعت الحسن «المتظاهرين الى التنبه من وجود جهات تحاول استغلال احتجاجاتهم المحقة أو التصدي لها بهدف الوصول الى صدام بينهم وبين القوى الأمنية التي تعمل على حمايتهم وحماية حقهم في التظاهر، من أجل أهداف سياسية».

وتعرض فجر امس مكتب «تيار المستقبل» في خريبة الجندي في عكار، لعملية اعتداء أدت إلى إحراق قاعة الاجتماعات الرئيسية في الطابق الأرضي، بعد كسر زجاجها ومحاولة خلع بابها. وأدان «تيار المستقبل» هذا الاعتداء بشدة، ووضعه في عهدة الأجهزة الأمنية والقضائية المختصة التي بدأت تحقيقاتها لكشف الملابسات والخلفيات .

إلى ذلك أعربت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، امس عن قلقها إزاء أنباء الاشتباكات المتزايدة التي وقعت في لبنان مؤخرا بشكل خاص عن قلقها إزاء الصدامات التي حدثت مساء أمس الأول بين المتظاهرين اللبنانيين وقوى الأمن، وكذلك الاعتداءات التي وقعت على المتظاهرين وقوى الأمن في بيروت.

وأكد مصدر بجامعة الدول العربية أن الأمانة تهيب بكافة الأطراف اللبنانية وقوى الأمن والجيش اللبناني بضرورة الالتزام بضبط النفس والابتعاد عن أي مظاهر للعنف، حفاظا على الاستقرار والسلم الأهلي اللبناني، والحيلولة دون الانزلاق نحو ما يهدد المصلحة الوطنية العليا، خاصة في هذه المرحلة الدقيقة التي يمر بها لبنان .

وأضاف المصدر أن الإسراع في تشكيل الحكومة من شأنه الإسهام في تخفيف حدة التوتر الذي يشهده لبنان، والبدء في اتخاذ الإجراءات التي تفتح الطريق أمام التعامل مع الأزمة الاقتصادية الحادة التي تعاني منها البلاد.ويشهد لبنان منذ شهر أكتوبر احتجاجات شعبية في مناطق مختلفة من لبنان، احتجاجا على الفساد والنظام السياسي القائم، وأدت تلك التظاهرات إلى استقالة حكومة سعد الحريري بعد أسبوعين من اندلاعها.

ولا تزال مسألة تشكيل حكومة جديدة تواجه الكثير من العقبات، في ظل أسوأ أزمة اقتصادية يواجهها لبنان منذ عقود. وقد خيم الهدوء صباح امس على وسط بيروت بعد ليلة متوترة شهدت مواجهات عنيفة بين عناصر قوى مكافحة الشغب وشرطة مجلس النواب وعدد من المتظاهرين، حيث أسفرت عن إصابة أكثر من خمسين محتجا بحالات إغماء وكسور .وبدت جميع الطرقات في بيروت سالكة، وشهد تقاطع الصيفي ساحة الشهداء وصولاً إلى ساحة النجمة هدوءاً حذراً.