1396141
1396141
المنوعات

مؤتمر اتحاد الوكالات العربية يناقش تحديات الأخبار الكاذبة والمضللة وزير الإعلام: نمر بتحديات كبيرة تتعلق بالمعلومة وتدقيقها

15 ديسمبر 2019
15 ديسمبر 2019

محمد العريمي رئيسا لاتحاد وكالات الأنباء العربية لعامين -

كتبت ـ شذى البلوشية -

قال معالي الدكتور عبدالمنعم بن منصور الحسني وزير الإعلام: «إن مسؤولية وكالات الأنباء كبيرة ومهمة في نقل الرسالة الإعلامية في ظل التحديات المتعلقة بانتشار الأخبار الكاذبة والمضللة»، وأكد الحسني خلال افتتاحه أمس أعمال المؤتمر السابع والأربعين للجمعية العمومية لاتحاد وكالات الأنباء العربية: «إننا نمر بتحديات كبيرة تتعلق بالمعلومة وتلقيها وتفنيد الأخبار الكاذبة»، مؤكدا أن هذا المؤتمر له أهمية كبرى لكافة وكالات الأنباء العربية وأن هناك تعاونا وتكاملا بين وكالة الأنباء العمانية ووكالات الأنباء العربية عبر اللقاءات والنشرات المشتركة التي تقدمها هذه الوكالات وتنشر بصور متزامنة بالتعاون والتنسيق بينها».

وانطلقت صباح أمس في فندق ملينيوم أعمال مؤتمر الجمعية العمومية لاتحاد وكالات الأنباء العربية وسط حضور رسمي وبمشاركة رؤساء تحرير وكالات أنباء الدول العربية. ووضع المؤتمر على طاولة نقاشاته الكثير من القضايا الإعلامية وفي مقدمتها التحديات والمشكلات التي تعترض مسيرة العمل الإعلامي فيما يخص وكالات الأنباء على وجه الخصوص.

واختارت الجمعية العمومية لاتحاد وكالات الأنباء العربية الدكتور محمد بن مبارك العريمي رئيس تحرير ومدير عام وكالة الأنباء العمانية ليكون رئيسا لاتحاد وكالات الأنباء العربية لدورة من عامين، خلفا لمعالي الشيخ مبارك الدعيج الإبراهيم الصباح مدير عام وكالة الأنباء الكويتية.

وانطلق المؤتمر بكلمة ألقاها الدكتور محمد بن مبارك العريمي مدير عام ورئيس تحرير وكالة الأنباء العمانية أوضح أهمية احتضان مسقط لفعاليات المؤتمر لهذا العام، مشيرا إلى أن الاجتماع لا تكمن أهميته في الموضوعات المطروحة فيه فقط وإنما لأنه يعقد في سلطنة عمان دولة السلام التي أراد لها حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ويرعاه ـ أن تكون داعية للسلام والحوار والوضوح والصراحة والشفافية في الأداء الإعلامي وأن تحلّ مختلف القضايا بالطرق والوسائل السلمية، بما يعزز فرص التقارب والالتقاء بين شعوبنا العربية ولصالح كل دول وشعوب المنطقة.

وأضاف العريمي في كلمته: «في ظل ما تمرّ به المنطقة، خليجيا وعربيا وإقليميا من تحديات، وما يعيشه الإعلام من تطور متواصل، فإنه من المؤكد أن مسؤولية كبيرة، وعبئا ثقيلا يقعان على عاتق وكالات الأنباء العربية، باطلاع المواطن العربي على مجريات الأحداث والتطورات عربيا وإقليميا ودوليا، بأكبر قدر من الوضوح والصراحة والمصداقية، وتعزيز توجهات السلام والحوار البناء بين دول المنطقة، وحل مختلف النزاعات بالطرق السلمية».

وأعرب الدكتور عن تطلعات وكالة الأنباء العمانية التي تستضيف المؤتمر في تمكن رؤساء وكالات الأنباء العربية وسعادة أمينها العام والإعلاميين العرب والأوروبيين من التعرف على بعض جوانب التطور الكبير الذي حققته السلطنة في مختلف المجالات التنموية والسياسية خلال العقود الأخيرة.

فيما قال معالي الشيخ مبارك دعيج الإبراهيم الصباح رئيس مجلس الإدارة المدير العام لوكالة الأنباء الكويتية رئيس اتحاد وكالات الأنباء العربية في كلمته التي ألقاها خلال الافتتاح: «لقد قطعنا خلال الفترة الماضية شوطا مهما في مسيرة اتحاد وكالات الأبناء العربية وحققنا نجاحا ملموسا في تطوير عمل الوكالات، سواء في الأداء والأدوات والخطاب الإعلامي نفسه، وإن كنا نحمد الله على ذلك، إلا أننا نؤكد أن ذلك لا يلبي كل أهدافنا وتطلعاتنا، فإن طريق النجاح لا يتوقف عند حد معين، بل لا زال أمامنا الكثير من المهام التي تتطلب المزيد من الجهد والعمل والتعاون».

وأضاف: «إن من أهم التحديات الكبيرة التي تواجهنا هي أمتلاك المعلومة والمعرفة وامتلاك القدرة، وهذا لن يتحقق إلا باستثمار طاقتنا البشرية من خلال تزويدهم بالأدوات والأساليب الحديثة وتعزيز المهارات من خلال صقلها بالبرامج والمؤتمرات والندوات».

واختتم مبارك الصباح كلمته بقوله: «إنني على يقين بأن الدكتور محمد بن مبارك العريمي سيكون خير من يقود سفينة اتحاد وكالات الأنباء العربية والعبور بها إلى بر الأمان والتقدم والنجاح، وإن شاء الله سنكون جميعا خير سند وعون له ودعم قدراته في تطوير الاتحاد ولن ندخر جهدا في سبيل ذلك».

وألقى الدكتور فريد أيار الأمين العام لاتحاد وكالات الأنباء العربية كلمته أيضا التي قال فيها: «لم يكن الإعلام العربي المتضامن والمتفاعل ضرورة ملحّة وأساسية كما هو اليوم، فالتحديات كثيرة ومتشعبة، وتفرض عملا إعلاميا علميا ومؤثّرا، وإذ لم نسارع إلى تأكيد هذا التضامن فإن الصورة قد تختلف، والتطورات قد تجعلنا أسرى الماضي عوض أن نكون رواد المستقبل».

وأكد أن اتحاد وكالات الأنباء العربية أدرك ذلك وسعى إلى إبراز التفاعل الإيجابي بين وسائل الإعلام العربية لما له مردوده الفاعل والمؤثر في تطويرها لترتقي إلى مصاف المؤسسات الإعلامية الدولية، والاهتمام بالإنسان، بالإعلامي العربي، وتأهيله وتدريبه وزيادة قدراته ومده بالخبرات والثقافات والتجارب الإقليمية والدولية له نتائج أساسية في انطلاقة المؤسسات الإعلامية العربية وفي قيامها بالدور المطلوب منها.

وأضاف الدكتور أيار في كلمته: «يعتبر اتحاد وكالات الأنباء العربية اليوم واحدا من أهم ثلاث منظمات دولية فاعلة في نطاق وكالات الأنباء في العالم فقد ترأس ولستّ مرات في ستة مؤتمرات دولية لوكالات الأنباء أهم الجلسات التي تناقش وتعالج وتقدم الحلول للمشاكل التي تعترض وكالات الأنباء في العصر الحالي ومنها الأخبار والصور والفيديوهات المزيفة التي تنشر بشكل واسع في الوقت الحاضر وتسيء للمجتمعات ولأجهزة الإعلام ووكالات الأنباء».

الأخبار المضللة في طاولة الحوار

وانطلقت خلال حفل الافتتاح الجلسة الحوارية «وكالات الأنباء في مواجهة الأخبار الكاذبة وسياسة التضليل الإعلامي» التي أدارها البروفيسور عبدالله الكندي، أستاذ الصحافة والنشر الإلكتروني بجامعة السلطان قابوس، مناقشا في الجلسة التجارب الإعلامية لكل من: الدكتور فريد أيار الأمين العام لاتحاد وكالات الأنباء العربية، وكلايف مارشال رئيس مجموعة البريس اسوسييشن البريطانية، وماكسيم منشيف المدير العام لوكالة الأنباء البلغارية رئيس المؤتمر الدولي السادس لوكالات الأنباء.

ناقشت الجلسة التجارب الإعلامية لكل من الضيوف المشاركين في مواجهة الأخبار المزيفة والأخبار الكاذبة، والتي لها تأثيرها على صناعة الخبر، ونشر الخبر غير الموثوق في الوسائل المختلفة، ودور وكالات الأنباء في عملية التحقق من الأخبار ومصادرها.

حيث بدأ مارشال بتقديم تجربته متحدثا عن المشكلات التي تحدثها الأخبار المضللة، مؤكدا على كثرة المخربين المؤثرين في سير العمل الإعلامي من خلال نشر الأخبار المضللة، وأيضا فإن بعض السياسيات تلجأ إلى الأخبار المضللة بشكل كبير، وذكر مارشال في كلمته مجموعة من الأمثلة الحية للجوء السياسات للأخبار المضللة، أبرزها لجوء دونالد ترامب إليها حوالي 400 مرة.

وأكد مارشال على خطورة تداول الأخبار المضللة لاسيما عند وصولها إلى وكالات الأنباء وهو ما وقعت فيه وكالة الأنباء الأسترالية في فترة عمل مارشل فيها قبل 20 سنة، وكان النشر بعد التثبت الطويل من المصدر إلا أن الخبر كان غير دقيق والمصدر أيضا وهمي، وهو ما أوقع الوكالة في مشكلة كبيرة على إثر نشر الخبر، وتداوله من قبل العديد من الجهات بسرعة كبيرة، وواجهت الوكالة صعوبة في مقدرتها على الحد من انتشار الخبر.

وأوضح كلايف مارشال ضرورة أن يكون الصحفي شكاك تجاه أي خبر قد يرده، وأن يبحث طويلا في مصدر الخبر ودقة وقائعه، والتريث قبل النشر والتأكد من صحة المعلومة.

وقدم ماكسيم منشيف بعدها تجربته الإعلامية في وكالة الأنباء البلغارية، والتحديات التي واجهتها الوكالة لمجابهة مشكلة الأخبار المظللة، ولعلّ أبرز ما أكد عليه منشيف هو ضرورة رفع الوعي لدى الناس لمجابهة هذه المشكلة، واستعرض دراسة نشرت في تويتر حول الأخبار المضللة ، والتي بلغت 70% من الأخبار المنشورة.

مؤكدا على أن الأخبار الحقيقية كان يمكن أن تسهم في إنقاذ أشخاص، أو تحسين أوضاع اقتصادية، ولكن نشر الأخبار المضللة تسبب في تغيير مسار الأوضاع، طارحا تجارب وأمثلة متنوعة حول ذلك.

وقدم أيضا الدكتور فريد أيار تجربته في هذا الجانب، ساردا تفاصيل القضية وكيفية مجابهة التحدي دون انتشاره وتفاقمه أكثر، وركز على أهمية وعي الجمهور في كيفية التحقق من مصداقية الخبر، كما أكد على أهمية تأسيس منصة في وكالات الأنباء العربية تكون مسؤولة عن التحقق من الأخبار المضللة.

وتجول راعي الحفل والحضور في معرض التصوير الضوئي الذي أقيم على هامش المؤتمر، حمل بين طياته عبقا ساحرا من أرض السلطنة، انتقى زوايا الالتقاط مصورون عمانيون، تأخذ الزوار في جولة عمانية بين معالمها الطبيعية والمعمارية، وأبرز جوانبها التراثية والثقافية، التي تؤكد على عراقة هذه التراث وأهميته لدى أبناء هذا البلد.