صحافة

توسعة: هل وصلت الإصلاحات إلى طريق مسدود؟!

15 ديسمبر 2019
15 ديسمبر 2019

تحت هذا العنوان أوردت صحيفة (توسعة) تحليلاً نقتطف منه ما يلي:

بعد الاحتجاجات التي شهدتها عدد من المدن الإيرانية منتصف الشهر الماضي إثر رفع سعر البنزين من قبل المجلس الأعلى للتنسيق الاقتصادي في البلاد، ظهرت على السطح مجددًا دعوات تؤكد على ضرورة إجراء إصلاحات تضمن حقوق المواطنين في مختلف المجالات من ناحية، وتحول دون تكرار أعمال العنف التي رافقت الاحتجاجات والتي أدت إلى مقتل وجرح العشرات وتخريب الكثير من المباني الحكومية والخاصة من ناحية أخرى.

وأكدت الصحيفة أن الشعب الإيراني يدرك تمامًا أهمية الأمن والاستقرار في حفظ الوحدة الوطنية وتهيئة الأرضية لمعالجة المشاكل التي نجمت عن الحظر المفروض على إيران على خلفية أزمتها النووية مع الغرب من جهة وما نجم عنه من مصاعب اقتصادية، مشيرة إلى أن الإجماع الشعبي والحكومي على ضرورة حفظ الأمن هو الذي ساهم في تهدئة الأوضاع وترجيح تحمل المشاكل الاقتصادية باعتبار أن الأمن والاستقرار يشكّل أولوية لا يمكن التفريط بها في شتّى الظروف.

ودعت الصحيفة إلى أن تكون الإصلاحات التي تعتزم تنفيذها حكومة الرئيس حسن روحاني والجهات الأخرى ذات العلاقة ملبية لطموحات وتطلعات الشعب الإيراني، محذّرة من أي تلكؤ في هذا المجال خصوصًا أن البلاد على أعتاب انتخابات تشريعية تحظى بأهمية بالغة في رسم شكل البرلمان القادم الذي يلعب دورًا كبيرًا في إقرار القوانين ودعم الحكومة في تحقيق الأهداف التي تسعى لها في شتّى الميادين.

وحذّرت الصحيفة كذلك من خطورة إدخال السياسة في أتون الإصلاحات الاقتصادية ، مشددة على أن تكون هذه الإصلاحات في إطار استراتيجية طويلة الأمد يتم اعتمادها وتنفيذها بغضّ النظر عن الأشخاص والتيارات السياسية التي تعتلي المناصب الحكومية الرئيسية في الدولة.

ودعت الصحيفة كافّة الأطراف السياسية المؤثرة في الساحة الإيرانية إلى تقديم المصالح العليا للبلد على المصالح الحزبية والفئوية وطرح أفكار وخطط تسهم في حلّ المشكلات أو الحدّ من آثارها السلبية على أقل تقدير وعدم الانشغال بالشعارات التي لا تغني ولا تسمن بهدف كسب الأصوات خلال الانتخابات، مؤكدة أن الشعب الإيراني لم يعد يسمح بالشعارات التي لا يمكن تطبيقها على أرض الواقع لأنها لا تمتلك مقومات حقيقية ونابعة من تجارب ناجحة على هذا الصعيد.

وختمت الصحيفة مقالها بالقول إن الإصلاحات لا يمكن أن تصل إلى طريق مسدود، شريطة أن تكون البرامج والإجراءات المتخذة في هذا الإطار منسجمة مع الواقع من جانب، وآخذة بعين الاعتبار المطالب المشروعة التي دعت المحتجين السلميين للتأكيد على ضرورة التفاهم والإسراع بالإصلاحات ووضع حدّ للمتصيدين في الماء العكر ممن يسعى لتقويض عملية الإصلاح وتحقيق مآربه الخاصة على حساب المصلحة العامة.