1396417
1396417
عمان اليوم

تدشين ركن ألعاب ذوي الإعاقة لخدمة 8 آلاف طفل بتمويل من الشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال

15 ديسمبر 2019
15 ديسمبر 2019

متنزه الصحوة يحقق حلم «عبدالملك» ويرسم ابتسامة «رقية»

تغطية - نوال الصمصامية:-

دخلت رقية مساء أمس منتزه حدائق الصحوة وابتسامة عريضة تعلو محياها.. كان الأمر استثنائيا بالنسبة لرقية، فثمة ما ينتظرها في الداخل.

كنتُ أترقب دخولها ولحظة وصولها ولأول مرة في الركن الجديد «ركن ألعاب ذوي الإعاقة». وقبل أن أرصد ذلك الشعور الذي تملأه سعادة كبيرة، جربت رقية على كرسيها المتحرك وبكل أريحية لعبة «الزحلوطة».. كان الأمر بالنسبة لها مختلفا جدا، تجربة جديدة لم تعتد عليها.

اقتربت منها للحديث معها ومعرفة الشعور الأول للعب في مثل هذه الألعاب. لم يكن الأمر عاديا أبدا لرقية، كانت لحظة فارقة بالنسبة لطفولتها كما قالت عمتها وهي تصف سعادة رقية منذ لحظة انطلاقهم من نزوى إلى المتنزه.

تقول رقية بنت يعقوب النعمانية: «فرحانة واجد، أول مرة ألعب مثل هذه الألعاب، أتمنى تكون موجودة في نزوى وفي كل مكان».

وبالقرب من رقية صديقة لها، اقتربت منها أيضا لأرصد شعورها الأول، لم تكن قادرة على الكلام بسبب إعاقتها ولكن الضحكة والفرحة هي عنوان مسائها وهي إجابتها التي رصدتها.

وبعد أن رصدت هذه المشاعر السعيدة في يوم استثنائي يسجله هؤلاء الأطفال من هذه الفئة في منتزه الصحوة.

سمعت صوت يقول «من حقي أن ألعب» هذه هي بداية القصيدة التي قدمها عبدالملك الكندي في حفل تدشين مشروع «ركن الألعاب للأشخاص ذوي الإعاقة».

٨ آلاف طفل

وقد دشن المشروع وزارة التنمية الاجتماعية بالتعاون مع بلدية مسقط، وبتمويل من المؤسسة التنموية للشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال بتكلفة مالية تصل إلى 116 ألف و140 ريالا. وذلك لخدمة ما يزيد عن 8 آلاف طفل من جميع أنواع الإعاقات واضطراب طيف التوحد من محافظة مسقط والولايات الأخرى القريبة منها، ويأتي هذا التدشين تزامناً مع اليوم الدولي للأشخاص ذوي الإعاقة الذي يصادف الـ3 ديسمبر، ويتزامن أيضا مع اليوم العربي للأشخاص ذوي الإعاقة الذي يصادف الـ 13 من ديسمبر.

رعى حفل التدشين معالي المهندس عصام بن سعود الزدجالي رئيس بلدية مسقط، وحضور معالي الشيخ محمد بن سعيّد الكلباني وزير التنمية الاجتماعية، وعدد من أصحاب السمو وأصحاب السعادة ومسؤولي وزارة التنمية الاجتماعية، وبلدية مسقط، والشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال، وجمع من المدعوين.​

تحقيق مبدأ الشراكة

وأكد صالح بن عيسى الأغبري مدير الشؤون الإدارية والمالية بالمديرية العامة لشؤون الأشخاص ذوي الإعاقة في كلمة وزرة التنمية الاجتماعية على أن تنفيذ هذا المشروع يأتي تأكيداً لمبدأ الشراكة والعمل التكاملي بين كافة القطاعات، حيث عملت الوزارة على اقتراحه وخططت له وعرضت فكرته على بلدية مسقط لتوفير المكان المناسب لإقامته، وبعد موافقتها طرحت الوزارة على مؤسسات القطاع الخاص لتمويله، حيث بادرت المؤسسة التنموية للشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال مشكورة لتبني ودعم إقامته على مساحة تبلغ 1730 مترا مربعا.​

وأشار الأغبري إلى أن هذا المشروع يأتي ضمن التزام السلطنة بالمادة الــ 30 من اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة بشأن المشاركة في الحياة الثقافية وأنشطة الترفيه والتسلية والرياضة، وتنفيذاً للمادة الــ 10 من قانون رعاية وتأهيل الأشخاص ذوي الإعاقة، ومما لا شك فيه أن هذا المشروع أداة مهمة من أدوات دمج ذوي الإعاقة في المجتمع، ويساعد الأسر للخروج من البيت مع أبنائهم من ذوي الإعاقة بهدف التنزه والترفيه، حيث صممت الألعاب لتسهيل اندماج هذه الفئة مع غيرها من الأطفال.​

بيئة ترفيهية للأطفال ​

من جانبه أوضح الأحنف بن أحمد الزبيدي رئيس قسم برامج المسؤولية الاجتماعية بالمؤسسة التنموية للشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال في كلمة المؤسسة أن المشروع يعد الأول من نوعه في السلطنة، ويسهم في إيجاد بيئة ترفيهية للأطفال من ذوي الإعاقة، وخلق متنفس ترفيهي وترويحي لهم، فضلا عن زيادة الوعي المجتمعي بقضاياهم، إلى جانب تشجيع أسرهم وعائلاتهم للخروج من البيت إلى الفضاء الخارجي بوجود مثل هذه المرافق التي تخدمهم، مشيرا إلى أن المؤسسة سبق أن قامت بتقديم دعمها ضمن برنامجها للاستثمار الاجتماعي لمختلف الجمعيات التي تهتم بذوي الإعاقة مثل مراكز الوفاء الاجتماعي، وجمعية رعاية الأطفال المعوقين، وجمعية النور للمكفوفين، ومعهد عمر بن الخطاب للمكفوفين، حيث تهدف هذه المبادرات إلى تعزيز الخدمات المقدمة لهذه الشريحة من أبناء المجتمع لتتناسب واحتياجاتِهم.​

وأردف رئيس قسم برامج المسؤولية الاجتماعية: المؤسسة تفخر دائماً باحتضانها عدداً من المبادرات الاجتماعية التي أسهمت في دفع عجلة قطاعات تنموية وحيوية كالصحة، والتعليم، والبيئة، وتدريب القوى الوطنية، فضلاً عن دعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ورواد الأعمال، والتي بلا شك كان لها الأثر البارز في تعزيز الفرص الاقتصادية للسلطنة ، كما تقوم المؤسسة بتبني العديد من جهود الحكومة في قطاع التنمية الاجتماعية تتمثل في تعزيز وتشجيع العمل التطوعي ودعم برامج الأسرة العمانية، والتي خلقت قصص نجاح ألهمت للمضي قدماً في هذا الجانب المشرق من العمل.​

وشهد الحفل التجول في المعرض المصاحب الذي يجسد مراحل تنفيذ هذا المشروع، وتنفيذ فعاليات متنوعة على المسرح المصاحب غمرت قلوب هؤلاء الأطفال فرحة كبيرة ستبقى خالدة في ذكريات الأطفال ذوي الإعاقة وأسرهم.