1395557
1395557
العرب والعالم

جريفيث : الطريق إلى السلام يتطلّب التخلّي عن آمال الحسم العسكري

14 ديسمبر 2019
14 ديسمبر 2019

«رابطة أمهّات المعتقلين» تطالب بالإفراج عن أبنائهنّ في عدن -

صنعاء- «عمان»- جمال مجاهد

قال المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن جريفيث إنه بدأ يرى في قلوب وعقول أولئك الذين يتخذون القرارات حول الحرب، الرغبة في صنع السلام والاعتراف، على المستوى الأساسي، بأنه لا يوجد أي احتمال لتحقيق تقدّم عسكري، وأنه لا يوجد شيء يمكن كسبه في ساحة المعركة، وأن هناك انتصاراً كبيراً بالطبع يمكن تحقيقه على ساحة المفاوضات.

وأوضح في حديث مع موقع «أخبار الأمم المتحدة» الجمعة، بمناسبة مرور عام على توقيع اتفاق استوكهولم بين الحكومة اليمنية «الشرعية» وجماعة «أنصار الله» أن «أي حل سياسي، في أي مكان، في أي صراع، هو أمر بالغ الصعوبة. ويستلزم إرادة سياسية من المستوى الذي يتطلّب الكثير للانتقال من الحرب إلى السلام، ويتطلّب من هؤلاء الذين يقودون الحرب تغيير الطريقة التي ينظرون بها إلى مناصريهم، وتغيير الطريقة التي ينظرون بها إلى إمكاناتهم، ووضع حد لآمالهم بنصر عسكري والبدء في التواصل مع أعدائهم وجعلهم جزءا من المستقبل. إنه تحوّل كبير في أي حرب أهلية، إنه تحوّل هائل! ما أعتقد أنه يحدث الآن في اليمن هو أننا أخيرا بدأنا نرى هذا التحوّل».

وشدّد جريفيث على أنه «إذا كان هناك أي حجّة تؤكد الحاجة إلى السرعة في تحقيق حل سياسي لهذه الحرب، فهي وضع أولئك الأشخاص .. تلك الأسر التي تعاني يوميا من آثار الصراع.. العائلات التي لم يذهب أطفالها إلى المدرسة منذ خمس سنوات.. والأسر التي تكافح من أجل الحصول على الطعام يوميا. كل ذلك يخبرنا أننا بحاجة إلى حل سياسي بدلاً من إثارة شكوكنا في إمكانية تحقّق ذلك».

واعتبر أن هناك بعض القضايا التي لن يتم حلها عن طريق الاتفاقات على المستوى دون الوطني (اتفاقيات محدّدة في أماكن مختلفة)، وأنه يجب معالجة القضايا الأساسية المتمثّلة في السيادة والشرعية من خلال اتفاق لإنهاء الحرب.

وأعرب عن اعتقاده أن «اتفاق استوكهولم أظهر أن الأطراف يمكن أن تتّفق فعلياً على طريقة مختلفة للخروج من الأزمة. ولكن صحيح أن هناك أشياء يجب أن تتم بشكل أفضل بكثير. لا يزال يتعيّن علينا أن نرى عمليات إعادة انتشار كبيرة لتجريد مدينة الحديدة من السلاح، وهذا لم يحدث بعد، ما زلنا نتفاوض عليه، والأمم المتحدة لن تتخلّى عن الاتفاق». ونوّه المبعوث الأممي إلى أن عناصر اتفاق استوكهولم، والتي شملت الحديدة، (المدينة الساحلية على ساحل البحر الأحمر في اليمن)، ونقطة الدخول الأساسية للبرنامج الإنساني في اليمن، قد أدّت إلى تجنّب معركة مروّعة كان متوقّع حدوثها في المدينة. ورأى أن «العديد من الناس، وأنا واحد منهم، يعتقدون أنه كان بإمكاننا القيام بعمل أفضل بكثير في تنفيذ اتفاق ستوكهولم في بنوده الـ 12. كان ذلك بالنسبة لكثيرين منّا، ولكن بشكل خاص لليمنيين الذين تعد القضية بالنسبة لهم أمراً أساسياً، خيبة أمل من نواح كثيرة».

وفي معرض ردّه على سؤال حول «اتفاق الرياض» ذكر المبعوث الخاص أنه «من المهم حقاً أن يطبّق هذا الاتفاق في أساسياته على الأقل. أعتقد أنه من المبكّر بعض الشيء القول إن هذه الاتفاقية لا تسير على ما يرام. صحيح أنها لا تسير وفقاً لتلك الخطط، ولكن تواصلت بالأمس بينما كنت متوجّهاً إلى نيويورك مع كبار المسؤولين في الحكومة السعودية حول احتمالات تطبيق اتفاقية الرياض، التي توسّطوا لإبرامها، وأكدوا لي أنهم يحرصون على ذلك».

من ناحية أخرى ، أفادت «رابطة أمهّات المختطفين» بمحافظة عدن (جنوب اليمن) بتدهور صحة أبنائهنّ المعتقلين داخل سجن «بير أحمد»، وارتفاع حالات الإغماء بينهم جرّاء إضرابهم المستمر عن الطعام.

وقالت في بيان صحفي أمس إنه «منذ صدرت أوامر الإفراج عن ستة من المعتقلين بعد اعتقال استمر ثلاث سنوات، لم يتم تنفيذها، وما زالت المماطلة مستمرة في الإجراءات القانونية لبقية المعتقلين».

ووثّقت الرابطة 38 مخفيّاً قسراً و56 معتقلاً تعسّفياً داخل سجن «بير أحمد»، منذ أكثر من ثلاث سنوات، مشيرة إلى أن منظّمة «هيومن رايتس ووتش» ذكرت في تقريرها الذي نشر في 12 ديسمبر الحالي، أنها وثّقت حالات اعتقال تعسّفي لـ 40 شخصاً منذ الاشتباكات التي وقعت بين الحكومة وقوات «المجلس الانتقالي الجنوبي» في أغسطس وسبتمبر الماضيين.