1394993
1394993
العرب والعالم

المحافظون في بريطانيا يفوزون بالأغلبية في انتخابات مبكرة

13 ديسمبر 2019
13 ديسمبر 2019

كوربين يعتزم التنحي عن رئاسة حزب العمال -

لندن - (د ب أ)- فاز المحافظون بزعامة رئيس الوزراء بوريس جونسون بأغلبية في البرلمان البريطاني في انتخابات مبكرة، حيث حصلوا على نحو 362 من أصل 650 مقعدًا بعد فرز الأصوات في أغلبية الدوائر الانتخابية باسثناء أربعة دوائر فقط سيجري الإعلان عن نتائجها في وقت لاحق.

وحصل حزب العمال المعارض الرئيسي على 203 مقعدا بعد خسارته عشرات المقاعد لصالح المحافظين في معاقلهم التقليدية في شمال ووسط إنجلترا،حيث صوت الكثيرون لصالح خروج بريطانيا في استفتاء عام 2016 .

وبحسب هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، فقد بلغت نسبة التصويت الأولية لصالح حزب المحافظين نحو 6ر43 بالمائة فيما يمكن وصفها بأنها أقوى نتيجة يحققها أي حزب بريطاني منذ عقود، فيما يعتقد بأن حزب العمال قد حصل على 3ر32 بالمائة.

وقد عزز الحزب القومي الاسكتلندي وجوده في البرلمان البريطاني بحصوله على 48 مقعدا حتى الآن، بزيادة بنحو 13 مقعدًا.

وفي أول رد فعل قال رئيس حزب العمال البريطاني جيريمي كوربين في وقت مبكر من أمس انه سيتنحى عن زعامة الحزب، بينما سيظل عضواً في البرلمان عن دائرة إزلينجتون الشمالية.

وأوردت وكالة أنباء بلومبرج الأمريكية أمس أن زعيم حزب العمال قال إنه سيستمر في قيادة الحزب حتى يتم اختيار خليفة له.

ووصف كوربين الانتخابات بأنها كانت «ليلة مخيبة للآمال للغاية» لحزب العمال.

وأضاف كوربين «لن أقود الحزب في أي حملة انتخابات عامة مستقبلية». وتابع «يتعين أن تكون هناك عملية تفكير بشأن اتجاه حزب العمال. سأقود الحزب خلال تلك الفترة لضمان إجراء مناقشات ويمكننا المضي قدما في المستقبل».

وهذا مؤشر على أن كوربين ومن يقفون حوله يريدون أن يحاولوا السيطرة على اتجاه حزب العمال وضمان أن حلفاءه لديهم قبضة محكمة على منظمته. لكن يسود غضب شديد بين النقاد في الحزب بعد نتائج أمس الأول التي ربما تجبره على الخروج عاجلا.

بينما كانت نتيجة الانتخابات بمثابة ليلة مخيبة للآمال لحزب الديمقراطيين الأحرار المناهض لخروج بريطانيا من التكتل الأوروبي، حيث فشل الحزب في زيادة حصته من المقاعد عقب عدد من الانشقاقات داخل حزب المحافظين. وفاز الحزب حتى الآن بـ 10 مقاعد.

وقالت زعيمة حزب الديمقراطيين الأحرار جو سوينسون عقب خسارتها لمقعدها النيابي في دائرتها الانتخابية إيست دنبارتونشاير في غرب اسكتلندا، إن السبب في هذه النتيجة هو تنامي «موجة من القومية» في اسكتلندا وإنجلترا. وقد فاز مرشح الحزب القومي الاسكتلندي بأغلبية 149 صوتا في هذه الدائرة. وأضافت سوينسون:«أتوجه لملايين الأشخاص في بلادنا، هذه النتائج ستجلب الخوف والاستياء».

وأعلنت سوينسون استقالتها من قيادة الحزب وذلك عقب خسارتها لمقعدها في الانتخابات البرلمانية البريطانية، وذلك بحسب بيان صادر عن الحزب أمس الجمعة نقلته وكالة أنباء برس أسوسيشن البريطانية ووسائل إعلام أخرى.

من جانبها، تعهدت زعيمة الحزب القومي الاسكتلندي نيكولا ستورجن بإجراء استفتاء ثانٍ على استقلال اسكتلندا، بعد أن كانت قد صوتت الأغلبية ضده في عام 2014 .

وقالت ستورجن في تصريحات لبي بي سي:« أقر بأن بوريس جونسون بعد هذه الانتخابات لديه تفويض بإتمام خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، لكن ليس لديه تفويض بإخراج اسكتلندا من الاتحاد الأوروبي». وأضافت ستورجن:«لدي تفويض مُجدد وقوي لكي أقدم لشعب اسكتلندا خيار مستقبل مختلف ، مضيفة أنها بحلول فترة أعياد الميلاد ستطلب تفويضا رسميًا لإجراء استفتاء ثان».

وقد يضع هذا الاستفتاء ستورجن في صدام مع جونسون، الذي استبعد إجراء استفتاء ثان في اسكتلندا.

وقال جونسون في كلمة له عقب فوزه بمقعده النيابي في غرب لندن «لقد منحت حكومة المحافظين ذات الدولة الواحدة تفويضا قويا لإتمام خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي».

وأضاف جونسون أن الانتخابات «التاريخية» ستسمح للحكومة «باحترام الإرادة الديمقراطية للشعب» ، في إشارة إلى 52 في المائة الذين صوتوا لصالح خروج بريطانيا من التكتل الأوروبي في عام 2016.

كما توجه جونسون خلال كلمته إلى أنصار حزب العمال الذين صوتوا لحزب المحافظين، قائلا: « ربما تكونوا قد قدمتم لنا صوتكم فقط وربما لا تفكرون في انتمائكم لحزب العمال ... أشعر بالتواضع لأنكم وضعتم ثقتكم بي وأنكم وضعتم ثقتكم فينا».

وقد أشارت هيئة الإذاعة البريطانية إلى أن نسبة الإقبال على الانتخابات بلغت 2ر67 بالمائة، وهو ما يمثل انخفاضا في نسبة التصويت مقارنة بالانتخابات البرلمانية التي جرت في عام 2017. من جانبه، هنأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون بفوز حزبه بأغلبية كبيرة في الانتخابات البرلمانية التي جرت أمس الأول. وقال ترامب في تغريدة له على «تويتر»: «تهانينا لبوريس جونسون على فوزه الكبير».

وأضاف ترامب «بريطانيا والولايات المتحدة ستتمتعان الآن بالحرية في إبرام اتفاق تجاري جديد ضخم بعد إتمام خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وهذا الاتفاق يمكن أن يكون أكبر بكثير وأكثر ربحية من أي اتفاق يمكن إبرامه مع الاتحاد الأوروبي».

ويعتزم جونسون، الذي وعد بخروج بريطانيا من التكتل الأوروبي في 31 يناير، التفاوض بعد بريكست على اتفاقات تجارية حرة مع الولايات المتحدة ودول أخرى من خارج الاتحاد الأوروبي.