الاقتصادية

«إياتا» تتوقع 29.3 مليار دولار صافي أرباح قطاع النقل الجوي في 2020

12 ديسمبر 2019
12 ديسمبر 2019

(جنيف) - كشف الاتحاد الدولي للنقل الجوي «إياتا» عن توقعاته بتحقيق قطاع النقل الجوي العالمي لصافي أرباح بقيمة 29.3 مليار دولار أمريكي خلال عام 2020، الأمر الذي يمثل تحسناً ملحوظاً بالمقارنة مع القيمة المتوقعة لعام 2019 والبالغة 25.9 مليار دولار أمريكي (والتي جرى تخفيضها خلال شهر يونيو عن 28 مليار دولار أمريكي المتوقعة سابقاً). وسيمثل 2020 في حال النجاح بالوصول إلى ذلك الرقم، العام الحادي عشر على التوالي الذي يُحقق خلاله قطاع النقل الجوي معدل أرباح إيجابي. وتشمل أبرز محاور الأداء المتوقعة خلال عام 2020 أن يبلغ العائد على رأس المال المستثمر نسبة 6.0%، بارتفاع عن النسبة المتوقعة في 2019 والتي تبلغ 5.7%، وارتفاع هامش الربح الصافي بنسبة 3.4%، بزيادة عن نسبة 3.1% عام 2019. وارتفاع إيرادات القطاع الإجمالية لتصل إلى 872 مليار دولار أمريكي، بارتفاع بنسبة تزيد عن 4.0% عن 838 مليار دولار أمريكي المسجلة عام 2019. كما تفيد التوقعات بزيادة تكاليف العمليات ضمن القطاع بنسبة 3.5%، لترتفع من 796 مليار دولار أمريكي عام 2019 إلى 823 مليار دولار أمريكي عام 2020. ومن المتوقع ارتفاع أعداد المسافرين إلى 4.72 مليار مسافر، ما يمثل زيادة بنسبة 4.0% عن الرقم المسجل عام 2019 والبالغ 4.54 مليار مسافر

كذلك تشير التوقعات إلى انتعاش معدل أطنان الشحن المنقولة لتصل إلى 62.4 مليون طن، بزيادة بنسبة 2.0% عن 61.2 مليون طن المسجلة عام 2019، والتي مثلت المعدل الأكثر انخفاضاً خلال فترة ثلاثة أعوام

كما سيسهم النمو الاقتصادي القوي في دعم نمو حركة المسافرين (التي تُقاس بإيرادات الركاب لكل كيلومتر) بنسبة 4.1%، وهو معدل مساوٍ تقريباً لنظيره الخاص بعام 2019 (والبالغ 4.2%)، إلا أنه يبقى أقل من الاتجاهات السابقة

وأن يبلغ متوسط الربح الصافي عن كل مسافرٍ 6.20 دولار أمريكي (بالمقارنة مع 5.70 دولار أمريكي عام 2019)

معدلات الأداء لعام 2019

شهد عام 2019 أداءً اقتصادياً أضعف من المتوقع خلال وقت إعداد توقعات شهر يونيو. ويأتي هذا التراجع بالتوازي مع النمو الضعيف للناتج المحلي الإجمالي العالمي، الذي بلغ 2.5% بالمقارنة مع 2.7% الواردة في توقعات شهر يونيو، وللتجارة العالمية، التي سجلت نمواً بنسبة 0.9% فقط بالمقارنة مع 2.5% الواردة في التوقعات. وأدت هذه التطورات السلبية إلى تراجع الطلب على السفر وحركة الشحن، والتي ترافقت مع نمو أضعف في الواردات، الأمر الذي سبب تراجع عائدات المسافرين بنسبة 3.0% وعائدات الشحن بنسبة 5.0% بالمقارنة مع عام 2018.

من جانبها، سجلت التكاليف التشغيلية ارتفاعاً أقل من المتوقع، إذ بلغت 3.8% بالمقارنة مع 7.4% في توقعات شهر يونيو، الأمر الذي يعود بشكل كبير إلى تكاليف الوقود التي جاءت أقل من المتوقع، إلا أن ذلك لم يكن كافيا لتعويض تراجع الإيرادات.

وقال ألكساندر دو جونياك المدير العام والرئيس التنفيذي للاتحاد الدولي للنقل الجوي: «واجه قطاع النقل الجوي بيئة أعمال أصعب بكثير من المتوقع، وذلك نتيجة اجتماع عدة مؤثرات سلبية، من تراجع النمو الاقتصادي والحروب التجارية، ووصولاً إلى التوترات الجيوسياسية والاضطرابات الاجتماعية، إلى جانب حالة عدم اليقين المستمرة ذات الصلة بقرار بريكست».

وأضاف دو جونياك: «على الرغم من هذه المؤثرات، تمكن القطاع من تحقيق أرباح صافية إيجابية لعشرة أعوام متتالية، مستفيداً من الفوائد المستمرة التي تقدمها جهود إعادة الهيكلة وتقليص النفقات. ويبدو أن عام 2019 سيكون محطة التراجع الأخيرة ضمن الدورة الاقتصادية الحالية، مع توقعات أكثر إيجابية بشأن عام 2020. ويتمثل السؤال الأبرز للعام القادم في كيفية تطوّر معدلات السعة، وبشكل خاص مع العودة المتوقعة لطائرات بوينغ 737 ماكس إلى الخدمة، وحلول موعد إنجاز عمليات التسليم المتأخرة».

محركات الأداء لعام 2020

النمو الاقتصادي: من المتوقع ارتفاع الناتج المحلي الإجمالي العالمي بنسبة 2.7% خلال عام 2020، بزيادة هامشية عن نظيره المسجل عام 2019 والبالغ 2.5%. كما تشير التوقعات إلى انتعاش نمو التجارة العالمية من 0.9% عام 2019 إلى 3.3% خلال العام المقبل، مستفيداً من الضغوط نحو تخفيف التوترات التجارية مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية. كما يأتي النمو مدعوماً بخطوات إيجابية من البنوك المركزية، إلى جانب الحد من صرامة السياسات المالية.

تكاليف الوقود: أسهم النمو الاقتصادي الذي جاء أبطأ من المتوقع عام 2019 في تقليل الطلب على الطاقة، ما أدى إلى انخفاض أسعار النفط الخام إلى عتبة 65 دولار أمريكي للبرميل (خام برنت) بالمقارنة مع 71.60 دولار أمريكي عام 2018، فيما ارتفعت إمدادات النفط وأدت إلى زيادة كبيرة في المخزون العالمي. ونتيجة لذلك، من المتوقع أن تسجل أسعار النفط انخفاضاً إضافياً خلال عام 2020 لتصل إلى 63 دولار أمريكي للبرميل (خام برنت). وتشير التوقعات أيضاً إلى انخفاض سعر وقود الطائرات (الكيروسين) ليسجل 75.60 دولار أمريكي للبرميل وسطياً، بالمقارنة مع 77 دولارا أمريكيا عام 2019. ومن المتوقع أن يبلغ استهلاك القطاع من الوقود قيمة 182 مليار دولار أمريكي، ما يعادل 22.1% من النفقات الكليّة، وبانخفاض عن 188 مليار دولار أمريكي - أو 23.7% من النفقات الكليّة- المسجلة عام 2019.

القوى العاملة: من المتوقع أن يصل عدد العاملين لدى شركات الطيران إلى 2.95 مليون عامل عام 2020، بارتفاع بنسبة 1.6% بالمقارنة مع عام 2019، كما تشير التوقعات إلى ارتفاع الإنتاجية (التي تُقاس بالأطنان المتوافرة لكل كيلومتر بالنسبة لعدد الموظفين) بنسبة 2.9% بالمقارنة مع 2019، تزامناً مع نمو معدلات السعة. وبدورها، من المتوقع أن تحافظ تكاليف وحدة العمل (التي تُقاس بتكاليف العمالة الخاصة بالأطنان المتوافرة لكل كيلومتر) على معدل ثابت عند 0.12 دولار أمريكي، وذلك بفضل دور معدلات الإنتاجية الأعلى في تعويض ارتفاع الأجور.

المسافرون: من المتوقع أن يسجل طلب المسافرين (الذي يُقاس بإيرادات الركاب لكل كيلومتر) زيادة بنسبة 4.1% عام 2020، مواصلاً نموه الذي حققه عام 2019 والبالغ 4.2%. وفي الواقع، تعكس هذه الأرقام ارتفاعاً مدفوعاً بنمو الناتج المحلي الإجمالي، والذي أعقب انخفاض معدل النمو الرئيسي إلى أقل من 4.0% خلال 2019. وعلى الرغم من ذلك، ومع ارتفاع سعة الركاب (التي تُقاس بعدد المقاعد المتاحة لكل كيلومتر) بواقع 3.5% عام 2019، من المتوقع أن تسجل نمواً بنسبة 4.7% عام 2020، وذلك تزامناً مع الزيادة الملحوظة في عمليات تسليم الطائرات، والتي ستؤدي إلى انخفاض عامل الحمولة من 82.4% عام 2019 إلى 82% عام 2020. وستفرض هذه الناحية ضغطاً متواصلاً على العائدات، والتي يُتوقع أن تنخفض بواقع 1.5% عام 2020، بعد تراجعها بنسبة 3.0% في 2019. من المتوقع أن تزداد إيرادات المسافرين، باستثناء الإيرادات الفرعية، لتصل إلى 581 مليار دولار أمريكي، بارتفاع بنسبة 2.5% عن 567 مليار دولار أمريكي المسجلة عام 2019.

الشحن: سجلت حركة الشحن أداء سلبيا خلال العام المنصرم، وذلك للمرة الأولى منذ عام 2012، كما مثل تراجع الطلب السنوي بنسبة 3.3% الانخفاض الأكبر من نوعه منذ الأزمة المالية العالمية عام 2009. وبالتزامن مع ذلك، انخفضت أحجام الشحن من 63.3 مليون طن عام 2018 إلى 61.2 مليون طن عام 2019. وتشير التوقعات إلى حصول انتعاش معتدل في حركة الشحن مع نمو بنسبة 2.0%، لتصل أحجام الشحن المتوقعة إلى 62.4 مليون طن خلال عام 2020، وهو رقم يبقى أقل من نظيره المسجل عام 2018. وبالتزامن مع ذلك، ستواصل عائدات الشحن تراجعها، مع انخفاض متوقع بنسبة 3.0% خلال العام المقبل، إلا أنها تبقى أفضل من نظيراتها المسجلة العام الماضي والبالغة 5.0%، كما ستتراجع إيرادات الشحن بدورها للعام الثالث على التوالي خلال 2020، إذ من المتوقع أن تنخفض الإيرادات بنسبة 1.1% عن معدل 101.2 مليار دولار أمريكي المسجل عام 2019.