صحافة

حملات انتخابية وتحديات ومناظرات تلفزيونية

11 ديسمبر 2019
11 ديسمبر 2019

منذ إن وافق البرلمان البريطاني على إجراء انتخابات مبكرة على إثر أزمة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، قامت الأحزاب السياسية البريطانية بعرض برامجها الانتخابية، وقام مرشحوها بجولات مكوكية في الدوائر الانتخابية من أجل كسب أصوات الناخبين.

وأعلن بوريس جونسون برنامج المحافظين في 59 صفحة، تحت شعار «تشكيل بريطانيا جديدة»، ركز فيه على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في موعده المحدد في 31 يناير دون تمديد الفترة الانتقالية التي تنتهي بنهاية ديسمبر 2020، إلى جانب وعود أخرى تتعلق بـالخدمات الصحية الوطنية بتعيين 50 ألف ممرض إضافي على مدى خمس سنوات، وخدمات أمنية بتعيين 20 ألف شرطي إضافي. ومن جانبه، أعلن جيريمي كوربين البرنامج الانتخابي لحزب العمال من 105 صفحات تحت شعار «بيان الأمل»، طرح فيه خطة أكثر طموحًا وراديكالية لتغيير بريطانيا منذ عقود، اهم ملامحها إعادة التفاوض مع الاتحاد الأوروبي على البريكست وطرحه في استفتاء ثان، وتأميم عدة خدمات مثل الماء والكهرباء والسكك الحديدية والبريد، إضافة إلى توفير انترنت مجاني لكل البيوت في بريطانيا. وعقب إعلان البرامج الانتخابية لكل حزب، بدأت الحملات الانتخابية، كما أجريت عدة مناظرات تلفزيونية مع زعماء الأحزاب السياسية، أبرزها مناظرتين جرتا بين زعيمي حزب المحافظين بوريس جونسون وحزب العمال جيرمي كوربين، ليستطيع الناخب البريطاني من خلال متابعة تلك الحملات والمناظرات تحديد توجيه صوته لصالح الحزب الذي يقتنع ببرنامجه الانتخابي.

ولا شك أنه من خلال تلك الحملات والمناظرات يحاول كل زعيم حزب أن يستقطب أكبر عدد من المؤيدين له الذين يسعى إلى ضمان أصواتهم في صناديق الانتخاب، لذلك نرى رئيس الوزراء، زعيم حزب المحافظين، بوريس جونسون يقول خلال لقاء له مع صحيفة «ديلي ميل»: «يجب أن نقاتل من أجل كل صوت»، حتى أن الصحيفة نفسها علقت على الحملات الانتخابية للحزبين بالقول: «إن الناخبين يواجهون الاختيار الأكثر صرامة منذ عقود في انتخابات يوم الخميس المقبل». وجرت أول مناظرة تلفزيونية بين القطبين الرئيسيين، جونسون وكوربين، على قناة «ITV»، واستمر لمدة ساعة. وكان كل منهما يسعى إلى تحسين موقعه قبل الانتخابات التشريعية في 12 ديسمبر. ففيما ركز جونسون هجومه على كوربين حول عدم وضوح موقفه من البريكست، رد كوربين بهجوم مضاد كشف فيه خطة جونسون السرية لبيع هيئة الصحة الوطنية لشركات أمريكية.

وقبل أقل من أسبوع على موعد الانتخابات في 12 ديسمبر، أجرت هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» مناظرة ثانية ونهائية بين جونسون وكوربين، أدارها المذيع نيك روبنسون، استمرت ساعة، دار النقاش فيها حول عدة موضوعات محورية حول العنصرية والبريكست وعدم المساواة وإيرلندا الشمالية، بحسب ما نشرت صحيفة «آي» التي قالت: إن الاثنين (جونسون وكوربين) نزعا القفازات في إشارة إلى أن كل منهما افرغ ما في جعبته تجاه الآخر، ولم يسجل أحدهما انتصارًا ملموسًا على الآخر.

وأوضح كوربين أنه سيتفاوض مع الاتحاد الأوروبي بشأن البريكست خلال ثلاثة أشهر، ويطرح الاتفاق الجديد للتصويت في استفتاء عام خلال ستة أشهر، مع توفير خيار البقاء في الاتحاد الأوروبي. بينما أكد جونسون أن لديه اتفاقًا بالفعل مع الاتحاد الأوروبي سوف يستخدمه لإخراج بريطانيا في 31 يناير حال فوز حزبه بالأغلبية البرلمانية. لكن مدير المناظرة، نيك روبنسون، تحدى جونسون بالقول إن لديك اتفاقية بالفعل لكن ليس لديك اتفاق تجاري مع الاتحاد الأوروبي ما قد يؤدي إلى عدم استبعاد سيناريو الخروج دون اتفاق. أما عن موقف إيرلندا الشمالية بعد البريكست، فقد نشرت صحيفة «ديلي تلجراف» تقريرين على صفحتها الأولى أشارت فيهما إلى السجال الذي دار بين كوربين وجونسون، حيث أبرزت الصحيفة في التقرير الأول بعنوان: «لا تعطني محاضرات حول إيرلندا» هجوم جونسون على خصمه كوربين عندما رفع الأخير ورقة في يده خلال المناظرة وقال: إن لديه وثيقة مسربة تظهر أن اتفاق جونسون قد يكون له آثار مدمرة على إيرلندا الشمالية. وهنا استدار جونسون نحوه ليذكره بدعمه السابق لحملة الجيش الجمهوري الإيرلندي، وكأنه يقول له «تذكر أن بيتك من زجاج».

أما صحيفة «ديلي إكسبريس» الموالية لحزب المحافظين، فأشارت إلى استطلاع مفاجئ أجرته مؤسسة «يوجوف» اظهر فوز بوريس جونسون في المناظرة، حيث ذكر 52% أن أداء جونسون كان افضل، بينما قال 48% أن كوربين كان الأفضل، فيما اعتبرت لجنة الاقتراع أن الاثنين متعادلان.