1392797
1392797
الرئيسية

السـلطنة تعلن التزامها بتخفيض غــازات الاحــتباس الحـــراري 2%

11 ديسمبر 2019
11 ديسمبر 2019

خلال مشاركتها في أعمال قمة المناخ بمدريد -

تشارك السلطنة في أعمال المؤتمر الخامس والعشرين للأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ الذي يعقد في العاصمة الإسبانية مدريد، ويختتم أعماله غدا.

ويرأس وفد السلطنة في المؤتمر معالي محمد بن سالم التوبي وزير البيئة والشؤون المناخية الذي ألقى كلمة السلطنة أمام المؤتمر. وقال التوبي: إن الآثار السلبية للتغيرات المناخية قد أصبحت واقعًا لا جدال فيه، وقد أثبتت التقارير العلمية وبخاصة تلك الصادرة عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ العلاقة الوطيدة بين تلك الآثار وزيادة تراكيز غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي منذ بداية الثورة الصناعية، وحتى وقتنا الحاضر، حتى أصبح تغير المناخ يهدد جميع دول العالم بتأثيرات غير مسبوقة كزيادة الأعاصير المدارية المدمرة وذوبان الجليد وموجات الجفاف، وما يصاحب ذلك من تأثيرات كبيرة على الاقتصاد والسكان وزيادة هشاشة النظم البيئية والمناخية.

وقال: إن السلطنة قامت بالتوقيع والمصادقة على كافة الاتفاقيات المتعلقة بالشؤون المناخية بدءًا باتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ في مؤتمر قمة الأرض الأولى في البرازيل عام 1992 والمصادقة عليها في عام 1994 وانتهاء بالمصادقة على اتفاق باريس في 24 أبريل 2019، وذلك تأكيدًا من السلطنة على تعزيز ودعم جهود المجتمع الدولي في مسيرته من أجل دعم إجراءات التكيف والتخفيف من الآثار السلبية للتغيرات المناخية.

وأضاف معاليه: أخذت السلطنة باعتبارات تغير المناخ عند وضع الخطط التنموية للدولة واعتبارها كأحد البنود الرئيسية في رؤية عمان 2040، واستراتيجية التخطيط العمراني، إلى جانب تمويل العديد من المشروعات المهمة مثل: تحسين كفاءة شبكة الطرق والمواصلات وإنشاء سدود تخزين المياه وسدود الحماية من مخاطر الفيضانات وتعزيز كفاءة المرافق والخدمات وإنشاء عدد من مشروعات تعزيز الأمن الغذائي وأمن الطاقة، وفي قطاع الزراعة تم تنفيذ مشروع الإدارة المتكاملة لآفات المحاصيل الزراعية من أجل إدخال الطرق الحديثة في مكافحة الآفات الزراعية للحد من استخدام المبيدات الحشرية والحفاظ على التوازن البيئي والطبيعي بما يساهم في زيادة العائد الاقتصادي والاجتماعي للمزارعين وتحسين مستوى معيشتهم، وفي القطاع الصحي تمت تقوية نظام رصد الأمراض المرتبطة بالتغيرات المناخية كتلك المرتبطة بالمياه والغذاء مع وضع خطة للاستعداد للطوارئ المتعلقة بصحة البيئة من خلال اللجنة الوطنية للدفاع المدني، كما قدمت السلطنة تقرير مساهماتها المحددة وطنيًا بشأن انبعاثات غازات الاحتباس الحراري إلى أمانة اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، حيث تم تأكيد مساهمة السلطنة في التحكم في الزيادة المتوقعة لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري في عام 2030 من خلال تخفيضها بنسبة 2% خلال الفترة 2020-2030، حيث قامت السلطنة بالعديد من الجهود لكبح مستوى زيادة غازات الاحتباس الحراري مثل زيادة نسبة مساهمة الطاقة البديلة وزيادة كفاءة الطاقة واستخدام التقنيات منخفضة الكربون، حيث تسعى السلطنة إلى تحقيق استخدام 11% من الطاقة المتجددة بحلول عام 2023 وزيادتها إلى 20% في عام 2030، وقد بدأ التشغيل الفعلي لعدد من المشروعات منها مشروع «مرآة» الذي يعد أحد أكبر مشروعات استخدام الطاقة الشمسية لتوليد البخار في السلطنة التي ستصل طاقته الإنتاجية إلى حوالي 1000 ميجاوات، كما يجري العمل حاليًا على تنفيذ مشروع محطة ظفار لطاقة الرياح الذي يتوقع أن يبدأ تشغيله بنهاية هذا العام، كما تم وضع الخطط لإنشاء عدد من محطات إنتاج الكهرباء باستخدام الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وتحويل النفايات إلى طاقة بمجمل إنتاج يقدر بحوالي 2700 ميجاوات خلال الفترة 2020-2025. وفي تصريح للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتريش قبيل عقد القمة بإسبانيا، فقد حذر من تسارع آثار تغير المناخ داعيًا الحكومات لإظهار المزيد من الطموح والالتزام، واصفًا السلوك الإنساني الحالي بأنه حرب ضد الطبيعة، مشيرًا كذلك إلى ضرورة تحقيق التعاون الدولي لتحقيق الخفض المستهدف لدرجة الحرارة إلى أقل بـ1.5 مئوية وتحقيق النسبة المعادلة من الكربون بحلول 2050، كما تحدث عن دور أكبر متأمل من القطاع الخاص لزيادة الآمال نحو تحقيق ناجح للخطط الوطنية بشأن المناخ.

ويأتي تنظيم هذا الحدث لاتخاذ الخطوات الحاسمة على إثر الاتفاق على المبادئ التوجيهية لتنفيذ اتفاق باريس في الدورة الرابعة والعشرين لمؤتمر الأطراف في بولندا العام الماضي، حيث يتمثل أحد هذه الأهداف الرئيسية في استكمال العديد من المسائل المتعلقة بالتنفيذ الكامل لاتفاقية باريس بشأن تغير المناخ.