oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

فـي ذكـرى يـوم القـوات المسـلحـة

11 ديسمبر 2019
11 ديسمبر 2019

يوافق الحادي عشر من ديسمبر ذكرى يوم القوات المسلحة هذه المناسبة التي تعيدنا إلى العديد من المعاني المرتبطة بهذه المؤسسة التي تعمل على حراسة مكتسبات النهضة المباركة وفي الوقت نفسه تملك التأهيل والاستعداد لحماية السلام والذود عن عرين هذا الوطن، إنها قصة تحكي عن تاريخ من التضحيات التي تعانق الآمال والأمجاد، ورواية لا يمكن أن تكتب إلا وتروي وراءها الكثير من القصص والحكايات عن البطولات والهمم العالية لإنسان عمان في تاريخه الخالد عبر الحقب في القديم والحاضر من الزمان.

لقد جاء هذا اليوم ليرسم في جوهره فكرة التضحية لأجل هذا الوطن الغالي، الذي يستحق منا الكثير، فهو التراب والأرض والأم الرؤوم كما يصفه جلالة السلطان القائد الأعلى -حفظه الله ورعاه- ونحن أبناء هذا الوطن مطالبون بأن نعمل لأجله في أي حقل من حقول الإنتاج والعمل في سائر قطاعات الحياة الإنسانية؛ وفي سيرة القوات المسلحة واحدة من التجليات العميقة التي تصوّر لنا هذا المعنى الذي يجسد الحب والولاء والاستعداد للعطاء وبذل الغالي والرخيص لأجل عمان الحبيبة، أرض الخير والجمال والأمل.

لقد تحققت في السلطنة عبر عقود من العمل الدؤوب المستمر وبتكاتف الجميع العديد من المنجزات وتحققت مكتسبات هي ملك لكل الأجيال، في ظل هذه المسيرة التي يقودها حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- وفي هذا الإطار فقد كان لقوات السلطان المسلحة القدح المعلى والدور الجلي في هذه المسيرة من نهضة عاشها الوطن في كافة ربوعه وعبر السنين الممتدة، وهي تقوم بدورها على أتم وأكمل وجه في الجاهزية والاستعداد المادي والنفسي والتأهيل العلمي والمعرفي والثقافي، والقدرة على التعايش مع كافة تطورات العصر المتسارع، حيث أصبح التأهيل الحديث مرتبطاً بأدوات العصر.

لقد أنشأت السلطنة قوات باسلة مجهزة بكافة ما هو مطلوب من الأدوات والآليات العصرية الحديثة لكي تؤدي دورها المنشود، ويتضافر ذلك مع الإرادة الجياشة لأبناء عمان وقدراتهم وحبهم لبلادهم، كل ذلك يأتي في بوتقة واحدة تتشكل عنها في نهاية المطاف صورة زاهية تعكس بعدا من أبعاد متعددة للسلام والأمن والاستقرار والازدهار.

ولكن في كل الأحوال يجب أن نجدد التأكيد بأن الإنسان يظل هو المحور الأساسي والمركزي في سيرة أية نهضة وتطور، لهذا فإن بناء الإنسان يسبق الآلة والتقنية وغيرها من الأسباب، وهو ما حرصت عليه الجهات المختصة امتثالا وعملا بالتوجيهات السامية من جلالة القائد الأعلى المفدى.

وفي النهاية يبقى أن النتائج المرئية هي البيان بالعمل كما يقال عادة، حيث أن المنجزات هي التي تحكي عن سيرة هذه القوات الباسلة وعن دورها الذي يشعر به كل مواطن ومقيم على هذه الأرض الطيبة التي تحققت عليها المنجزات والمكتسبات بفضل الله ثم توجيهات القيادة وتضافر الجميع بما يعمل على رسم الطريق المشرق الذي انعكس في الحاضر، ويمضي باتجاه المستقبل، بما يرسخ دعائم الأمن والسلام والمحبة والإخاء.