1379082
1379082
مرايا

الفنان نزار السليماني: فرق شاسع بين الدراما اليوتيوبية وإيقاعهـا السريــع وبيـن الدرامــا التقليديــة

11 ديسمبر 2019
11 ديسمبر 2019

لا يفضل تحويل الروايات إلى أعمال درامية -

حاورته - ضحى عبدالرؤوف المل -

بدأ الفنان السعودي «نزار السليماني» رحلته الدرامية منذ اكثر من 20 سنة، وشارك بأكثر من 150 عملا إذاعيا منها «صنايع وعصفور ضايع» إضافة إلى كتابة الكثير من الأعمال منها بعض الحلقات من مسلسل أنت طالق . تتصف أدواره بالاتزان الدرامي القادر على جذب المشاهد بروحية درامية عالية الأداء، إذ يعتمد في ظهوره على التعبير الجسدي الهادئ أحيانا اكثر من الوجه. إضافة إلى أعماله الإذاعية والكتابة الدرامية. ومع الفنان نزار السليماني أجرينا هذا الحوار..

الدراما العربية لم تنتج ما يحاكي العصر الحديث للدراما الذي يتواءم مع الشاشة السريعة أو اليوتيوب فماهي رؤيتك لذلك؟

ليس بالإجماع، فهناك أعمال درامية كثيرة ساهمت في العديد من القضايا المعاصرة، فكما تعلمين ويعلم الجميع أن الدراما منذ الأزل تدور حول صراع بين الخير والشر والقوي والضعيف والصواب والخطأ، لكن بطرق متعددة وقوالب مختلفة، وهناك فرق شاسع بين الدراما اليوتيوبية وإيقاعها السريع وبين الدراما التقليدية، وكل منها له جمهوره وله طابعه، وعلى كلٍ الدراما بصفة عامة في وقتنا الراهن ذات إيقاع متذبذب وتفتقد لرونقها الطبيعي.

الفن التمثيلي أو الدرامي بين الأكاديمي والفطري العفوي، أيهما تختار؟

بصراحه أنا افضل الفطري العفوي ويصقل بعد ذلك بالدراسة والممارسة والاطلاع، لأن الفطرة تصقل بالتعليم وتقطع مسافات أطول في وقت أقل، لكن الدراسة وحدها قد لا تفيد بدون موهبة، وموهبتي بدأت منذ العاشرة من عمري، ولكن البداية الفعلية قبل 20 عاما تقريباً.

ممثل وكاتب ومخرج، هل أنت راض عن مسيرتك الفنية؟ وما هي طموحاتك؟

بناء على طموحي فمن الطبيعي لست راضيا، وبناء على الوضع السابق فقد اجتزت مراحل كثير بحمد الله ومنته ورضا الوالدين لم يسبقني أحد بها في جميع اتجاهات الدراما من مسرح وإذاعة وتلفزيون، بداية كممثل ثم كاتب ومخرج مسرحي وإذاعي في زمن بسيط بدون أكاديمية أو دراسة، والآن في طريق السينما، وشهد لي بها كثير من الأساتذة أصحاب الرأي، وطموحي ليس له حد معين، إنما لي طموحات عدة من أبرزها وجود خشبة مسرح محلية مستمرة على مدار العام، وأعمال سينمائية تواكب وتضاهي السينما العالمية وتفرش لدينا السجادة الحمراء.

كيف تقييم الدراما اللبنانية الحالية؟ وأين أنت من الأعمال الفنية المشتركة؟

لست مخولا للحكم، لكن أبدي رأيي فنياً فهناك ممثلون محترفون في لبنان تراجيديا وكوميديا، وربما الأوضاع الاقتصادية والسياسية لها الأثر في توفر الإنتاج المستمر، بينما هناك أعمال لبنانية وضعت بصمتها في أذهان العالم مؤخراً مثل الهيبة وتشيلو وتانجو والطريق، ولكنهم أبرزوا إمكانياتهم في الأعمال المشتركة، وعلى سياق الأعمال المشتركة بالنسبة لي شخصياً أسعد كثيراً بالتعاون المشترك، ولكن عدم تفرغي التام للتمثيل كان سبباً في عدم وجود أعمال فنية مشتركة، لكن بإذن الله سأستجيب لرغبة الجمهور في المشاركة لأي عمل مشترك مستقبلاً.

ما أبرز الأدوار التمثيلية التي قمت بها ولا تفارقك؟ وما هو النص الذي كتبته وتفتخر به؟

حقيقة وليس غرورا، بحمد الله لم أصادف دورا لم أكن مقتنعا به، لكن الشكر لجميع المخرجين الذين عملت معهم، وأبرز هذه الأدوار كان في مسلسل حارة الشيخ دور المعلم جوهر كبير البحر للمخرج السوري مثنى الصبح، الذي كان له وقع جميل لدى مشاهدين قناة العرب mbc وتم عرضه قبل 4 أعوام ولم تفارقني للآن، كذلك نصوصي التي تمت كتابتها، فلدي أكثر من 300 نص ما بين إذاعي ومسرحي وتلفزيوني وهي بمثابة أبنائي وكلهم لدي سواء، ولكن أكثر نص افتخر به وأتعبني فعلاً نص مسرحية (هيا قوام) والتي عرضت في مهرجان جدة التاريخي.

المسلسلات البدوية باتت حكرا على الأردن، لماذا الاستغناء عن هذا التراث الدرامي قي السعودية؟ وهل قمت بأدوار بدوية؟

في الواقع لا أعلم ما هو سبب هذه الخاصية للمسلسلات البدوية في الأردن، لكن أعتقد أن السبب يعود حينها إلى أنهم أول من تطرق لهذا اللون الدرامي الجميل وأشهره وضحى وابن عجلان، وكان السوق يتقبل أي لون حينها لقلة القنوات الفضائية، وكان هذا اللون جديدا ومستحدثا حين ذاك. أما بالنسبة للسعودية فلا بد من أن تبدأ من حيث انتهى الآخرون، فعودتها لهذا اللون قد تكون مغامرة في ظل تغيير الثقافات الجديدة، وحيث أيضاً التكلفة الإنتاجية الضخمة لمثل هذه الأعمال ليس بسيطا، حيث إنني شاركت في عمل بدوي بدور شيخ القبيلة في مسلسل «أنت طالق» للمنتج الفنان القدير السعودي محمد بخش وإخراج المخرج الجميل الأردني محمد العلمي.

هناك الكثير من الروايات السعودية المعاصرة والقابلة لتكون ضمن أعمال فنية درامية، لماذا لم تفكر في تحويلها إلى أعمال درامية وأنت كاتب أيضا؟

في الحقيقه لكل كاتب بصمته وطريقه الخاص في الكتابة، فبالنسبة لي شخصياً أميل في كتاباتي في غير المتوقع والهدف غير المباشر ويميل للواقع الافتراضي، أما أن أقوم بتحويل الروايات فلا أستحسنها طالما لدي الاستطاعة أن ابتكر الجديد والمميز.

بين الماضي والآن ماذا تختار من الأعمال الفنية ليراها كل متابع لك؟

كل زمان وله مقال، واختار من الماضي الأعمال الكوميدية، ومن الحاضر الأعمال الجادة.

كلمة عن الدراما العربية كيف تراها بعد ستين سنة؟

أولاً ربما يكون نظري ضعيفا حينها أو لا أكون موجودا ولكم طول العمر، لكن الأمل في الله كبير أن تكون هناك أعمال هادفة وراقية وبعيدة عن الإسفاف والسطحية، وألا تكون على نفس منوال أغلب الأعمال. وضمن الطموح أن تكون هناك أعمال تاريخية لسيرة الصحابة أو التابعين أو أعلام العرب والمسلمين لتوعية الناشئة.