Untitled-1
Untitled-1
مرايا

د.يوسف الملا: الذكاء الاصطناعي سيساعد كثيرا في تشخيص السرطان وزيـادة معدلات الشفـــاء

11 ديسمبر 2019
11 ديسمبر 2019

ندرك جليًا أنَ السرطان هو أكثر الأمراض فتكاً على الإطلاق، بغض النظر عن نوع الورم الخبيث.

حيث إنَه فقط في عام 2018، توفي حوالي 9.6 مليون شخص بسبب السرطان في جميع أنحاء العالم. من هنا يتفق جميع الباحثين وأطباء الأورام على أن الكشف المبكر للسرطان يزيد من فرص بقاء حياة المريض بشكل كبير.

يؤكد د.يوسف بن علي الملة الطبيب بوزارة الصحة أن مرض السرطان يتمثل مفتاح علاجه الناجح في التشخيص المبكِر، فيمكن للأطباء الوصول إلى تصوير عالي الجودة ، ويمكن لأخصائي الأشعة اكتشاف علامات النمو غير الطبيعية.

وبالتالي بمجرد تحديدها، فإن الخطوة التالية هي أن يتأكد الأطباء مما إذا كان النمو حميداً أو خبيثًا.

وأضاف أن الطريقة الأكثر وثوقا لتشخيص الورم يكون بأخذ عينة من جسم المريض أو ما يطلق عليه عادة الخزعة، وهو إجراء جراحي من خلاله نستطيع فحص الخلايا المصابة. ومع ذلك يجب القول، يمكن أن تحدث أخطاء، حيث يتلقى بعض الأشخاص تشخيص السرطان في حالة عدم وجود مرض، بينما لا يتلقى آخرون تشخيصًا عند وجود السرطان !

وبالرغم من استخدام الاشعة السينيه في تصوير الثدي أو ما يطلق عليه (الماموجرام )، الا أنه لا توجد طريقة تصوير حالية يمكنها تحديد الإصابة عالية الخطورة التي سوف تتطور إلى السرطان وأيها لن يكون كذلك. وتجدر الإشارة هنا تحديدا أن معالجة تلك الخلايا أو الأنسجة عالية الخطورة والمتأثرة بالورم، معظمهما غير سرطاني ولكن الجراحة موصى بها لأن هذه الأنسجة لها القدرة على التطور إلى خلايا سرطانية.

ومن هنا الكثير من الأبحاث والدراسات الطبية ذهبت باتجاه، إيجاد آلية للتشخيص في معظم أنواع السرطانات التي تصيب الإنسان، ومن هذه النتائج المبهرة والتي سوف يكون لها دور حقيقي الآن وعلى المدى القريب، ألا وهو الذكاء الاصطناعي وأهميته في التشخيص المبكر لعدد من الأمراض من بينها الأورام، خاصة وأنه بات ممكنا لأطباء الأورام على سبيل المثال معرفة المرضى الذين سيستفيدون من العلاج بشكل أفضل، مما يؤدي إلى انخفاض تكاليف الرعاية.

ويشير د.يوسف الملة أن وزارة الصحة ووزارة التقنية والاتصال بالسلطنة قاموا بتدشين مرحلة التطبيق للكشف المبكر عن سرطان الثدي وذلك من خلال الذكاء الاصطناعي. حيث تشير أحدث الإحصاءات الصادرة من وزارة الصحة إلى أن سرطان الثدي يمثل حوالي 23 في المائة من إجمالي حالات السرطان بين النساء في البلاد. ووفقا وفقًا للسجل الوطني للسرطان في السلطنة، فإن أعلى حالات الإصابة بسرطان الثدي المسجلة في مسقط كانت في عام 2008 مع 45 مريضًا من أصل مائة ألف.

في الواقع ازداد الاهتمام بالذكاء الاصطناعي في المجتمع الطبي، خاصة أخصائي الأشعة بشكل ملحوظ وعلى مستوى العالم، وانتقل النقاش من الذكاء الاصطناعي باعتباره تهديدًا لعملهم،إلى كيفية استغلال الذكاء الاصطناعى لأخصائي الأشعة لزيادة مستوى التشخيص، ومن ثمَ تحديد من يحتاج بالفعل للإشعاع العلاجي إضافة إلى التدخل الجراحي، أو من يحتاج إلى اختبار الجينات.

وأضاف: نعي الآن أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يساعد أخصائي الأمراض في قراءة الخزعات بدقة أكبر، ويؤدي إلى اكتشاف وتشخيص أفضل لسرطان الثدي على سبيل المثال. ما أود التأكيد عليه هنا أن الطبيب قد يفحص صور خزعات أنسجة الثدي لتشخيص سرطان الثدي، لكن الاختلافات بين الصور السرطانية والحميدة قد يصعب على العين البشرية تصنيفها. من هنا تساعد هذه الخوارزمية الجديدة للذكاء الاصطناعي في تفسيرها، وهي تفعل ذلك بدقة تقريبًا أو أفضل من أخصائي علم الأمراض ذي الخبرة.

لذلك يعتبر التمييز بين الإصابة بنمط معين أو نوع معين من سرطان الثدي بآخر أمرًا مهمًا سريريًا، في الوقت نفسه يمثل تحديًا كبيرًا لأخصائي علم الأمراض في بعض الأحيان أو طبيب الأشعة، وحقيقة هذا ندركه ونلاحظه حيث لا يتفق الأطباء مع تشخيصهم السابق عندما تظهر لهم الحالة نفسها بعد عام! لذلك أكدت الأبحاث المتتالية من المؤسسات الطبية والشركات التقنية المتعاونة معها، بأن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يوفر قراءات أكثر دقة باستمرار. فهو يستخدم مجموعة بيانات كبيرة، بالإضافة إلى تحليل الصور مما يتيح لنظام التعلم الآلي التعرف على الأنماط المرتبطة بالسرطان والتي يصعب على الأطباء رؤيتها.

من ناحية أخرى يجب أن ندرك بأنَ كل نوع من السرطان يتفاعل مع محيطه بشكل مختلف تمامًا، لذلك ستحتاج خوارزمية الذكاء الاصطناعي إلى التغلب على مجموعة من المشاكل لكل نوع، وهذه ما تعكف عليه الكثير من المعاهد العالمية الآن، خاصة وأن تطوير الذكاء الاصطناعي في تصوير الثدي، وكذلك تخصصات التصوير الأخرى، سوف يحتاج إلى عدد كبير من الحالات لتدريب الخوارزميات.

ويجزم د. يوسف الملة بأنَ أي طريقة لتحسين أداء التصوير بالأشعة السينية للثدي (الماموجرام) يمكن أن يؤثر بشكل كبير على رعاية المرضى، كما أن التعلم الآلي (الذكاء الاصطناعي) في تصوير الثدي في مراحله الأولى، إلا أنه يمكنه التطور بشكل عالي ويحسن من قدرته على تحسين عملية اتخاذ القرارات السريرية، وكشف المرضى الأكثر عرضة للتطور إلى سرطان الثدي المتقدم، وتقليل نسبة مرحلة المرض إضافة إلى تكاليف العلاج المفرطة على المؤسسات الصحية.

أخيرا، على الرغم من أن هذه الأيام هي المراحل الأولى لاستخدام الذكاء الاصطناعي في تشخيص السرطان، إلا أن هناك آمالاً كبيرة للمستقبل.