1392252
1392252
عمان اليوم

قوات السلطان المسلحة .. سياج السلطنة المنيع لضمان الاستقرار وحماية منجزات العهد الزاهر

10 ديسمبر 2019
10 ديسمبر 2019

تعيش نقلة نوعية بشواهد تطوير استثنائية في يومها السنوي المجيد -

«عمان» يعد11 من ديسمبر المجيد يوم القوات المسلحة يوما لمسيرة مباركة ومنعطف تاريخي في مسيرة قوات السلطان المسلحة، حيث انطلقت على إثره نحو آفاق من التميز في الإعداد والبناء العسكري وتحقيق ذاتها وتطوير أدائها ورفع كفاءتها تأهيلا وتدريبا وتسليحا، كما شهدت المسيرة المباركة للقوات الباسلة نقلة نوعية في كافة المجالات لما حظيت به من اهتمام سامٍ ورعاية كريمة من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم القائد الأعلى للقوات المسلحة -حفظه الله ورعاه-. مما جعلها تحتل مكانة مرموقة وأصبحت قوة مؤثرة ورقما صعبا في العالم.

حقبة من الإنجازات حققتها قوات السلطان المسلحة بتوجيهات من فكر قائدها العظيم جلالة السلطان المعظم القائد الأعلى للقوات المسلحة -حفظه الله. والذي جعل منها انصع مثل على الإنجاز والانتماء، وقوات تضاهي أفضل الجيوش العالمية احترافا وتدريبا وتسليحا، وتشكل سياج الوطن ودرعه المنيع وحامي إنجازاته في كافة المجالات.

وخلال هذه المسيرة المظفرة حظيت قوات السلطان المسلحة باهتمام خاص من قبل القيادة الحكيمة لجلالة القائد الأعلى للقوات المسلحة - حفظه الله ورعاه - وهي تواكب كافة مراحل التطور والتقدم لتقوم بواجباتها النبيلة في حمل أمانة الدفاع عن الوطن، والذود عن حياضه الطاهرة برا وجوا وبحرا، وحراسة مكتسباته، وحماية منجزات نهضته المباركة.

إن قوات السلطان المسلحة تعد أحد الشواهد العظيمة لمنجزات النهضة الحديثة بفضل الرؤية الحكيمة والنهج السامي لجلالة القائد الأعلى للقوات المسلحة - حفظه الله ورعاه- وذلك انطلاقا من دورها الجسيم الذي تضطلع به، وستبقى دائما متمسكة بالعهد تحمي تراب الوطن الغالي، وتذود عن مقدساته الطاهرة، حيث تخطو بثبات وفق منظومة متكاملة الأركان تشمل جودة الأداء والتدريب العالي، والتطوير الممنهج، والاقتناء المخطط وفق الحاجة للأسلحة والمعدات وإنجاز المشاريع الوطنية الطموحة إلى جانب تأهيل منتسبيها، لتكون دائما وأبدا الداعم الرئيسي لجهود التنمية الشاملة في البلاد، والحامي العتيد لمنجزات نهضتها الشامخة.

ويشكل الكادر البشري في قوات السلطان المسلحة دوما موضع التقدير ومحل الاهتمام ومحط الرعاية من قبل جلالة القائد الأعلى للقوات المسلحة - حفظه الله ورعاه - باعتبارهم الثروة الحقيقية والمكوّن الأساسي الأهم في منظومة خطط التطوير والتدريب والتسليح في قوات السلطان المسلحة بأسلحتها الرئيسية، الجيش السلطاني العماني، وسلاح الجو السلطاني العماني، والبحرية السلطانية العمانية، هذا إلى جانب الحرس السلطاني العماني، والمبني على التدريب الهادف لتحقيق أقصى كفاءة في الأداء، لتكون المحصلة قوات حديثة التنظيم والتسليح تضم بين صفوفها كافة عناصر منظومة الأسلحة المشتركة، وأصبح منتسبوها البواسل قادرين وبكل كفاءة على استيعاب التعامل مع أحدث العلوم التقنية العسكرية من تقنيات حديثة في شتى المجالات.

وحرصت السلطنة على تكامل المنظومة العسكرية بما فيها من قوى بشرية تتمتع بكفاءة عالية وقدرات مادية ومعنوية، والتي يؤدي الارتقاء بها في العدة والعتاد إلى ما يمكنها من أداء دورها الوطني المقدس، ومن هذا المنطلق انتهجت السلطنة خططًا لتزويد قوات السلطان المسلحة بمعدات وأسلحة متطورة من دبابات، وناقلات جند مدرعة، ومنظومات صاروخية، ومدفعية وعربات مدرعة، وطائرات مقاتلة ونقل وعمودية، كما زودت هذه القوات بمختلف أنواع السفن خاصة سفن الإنزال والقرويطات والزوارق المتطورة دعمًا للدور الوطني الجسيم الذي تضطلع به قوات السلطان المسلحة، بالإضافة إلى عمليات التطوير والتأهيل المستمرة لأسلحة الإسناد التي تمكنها من القيام بواجبها الوطني على أكمل وجه، هذا فضلاً عن خطط وبرامج تأهيل القوى البشرية بما يتواكب والمكانة العلمية والتدريبية التي وصل إليها الجندي العماني، والذي أصبح قادراً على التعامل مع التقنية الحديثة بكل حرفية وإتقان، وذلك بفضل الرعاية والاهتمام اللذين يوليهما جلالة القائد الأعلى للقوات المسلحة - حفظه الله ورعاه - لقوات جلالته الباسلة ومنتسبيها الأشاوس في جميع المجالات وعلى جميع الأصعدة.

المساهمة في جهود التنمية

تتفاعل قوات السلطان المسلحة مع مختلف الأجهزة الحكومية في جهود التنمية بالبلاد، باعتبار أن التنمية تمثل تحديًا حضاريًا وإنجازًا عصريًا تتضافر فيه جهود مختلف أجهزة الدولة لتحقيق معدلات التقدم والرقي، ومن هذا المنطلق تساهم قوات السلطان المسلحة في مجالات التنمية الشاملة، والتي يتمثل أهمها في السهــر على حراسـة منجـزات مسيـرة الخيـر الظافـرة بقيـادة حضرة صاحب جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه- مما يهيئ مناخًا للازدهار، ويحقق الأمن والاستقرار للمواطن ليقوم بدوره الكامل في الإسهام والبناء، وتهيئة المناخ الاستثماري الأجنبي من خلال ثقته في الاستقرار والوضع الآمن في البلاد، وقد جاءت قوات السلطان المسلحة في طليعة تلك المؤسسات الحكومية التي تشارك بفعالية في مسيرة التحديث والتطوير والتعمير.

وتساهم قوات السلطان المسلحة بتدريب بعض الأفراد المدنيين في الملاحة والاتصالات والإدارة وغيرها، كما ساهمت بتنفيذ برنامج التربية العسكرية، استنادًا إلى تربية النشء والأجيال الصاعدة باعتبار أن الشباب عماد الأمة ومستقبلها، حيث يتم تزويدهم بمبادئ وأسس وقيم الحياة العسكرية وغرس القيم العسكرية والوطنية في نفوسهم ليكونوا على قدر تحمل المسؤولية وأداء الواجب تجاه وطنهم، ومن ضمن المشاركات التنموية الأخرى تسهم قوات السلطان المسلحة في أعمال شق الطرق في المناطق الجبلية والمناطق الصحراوية، ونقل المواطنين واحتياجاتهم من مواد البناء والمؤن والمياه من وإلى المناطق التي يصعب الوصول إليها بوسائل النقل الاعتيادية، وتقديم الخدمات الصحية للمواطنين في المناطق البعيدة ذات التضاريس الصعبة بالتعاون مع الجهات المختصة الأخرى، فيما يقدم مستشفى القوات المسلحة خدماته الطبية للحالات الطارئة للمصابين جراء الحوادث المرورية. وتساهم قوات السلطان المسلحة في مهام البحث والإنقاذ في حالة حدوث الكوارث الطبيعية وإنقاذ الصيادين وتقديم الإسناد للسفن المنكوبة، والمحافظة على البيئة ونشر المسطحات الخضراء من خلال إمدادات المياه المعالجة من المعسكرات بمحافظة مسقط، ولقد ساهمت مؤخرًا قوات السلطان المسلحة بجهود حثيثة في محافظتي ظفار والوسطى جراء تعرضها للإعصار المداري (مكونو)، وقد سخرت كافة إمكاناتها وقدراتها المادية والبشرية في التعامل مع الأزمة والعمل على إعادة البناء، وإزالة الأضرار التي خلفتها الحالة المدارية (مكونو) وإعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه وبالسرعة الممكنة، فقامت بالعديد من الأعمال كإخلاء السكان، وإنقاذ الأرواح، وإيصال المواد التموينية الضرورية والمتنوعة والمعدات الطبية، ودعم قطاع الاتصالات، وإصلاح وترميم الجسور، وشق الطرق لتسهيل عبور وتنقل المواطنين، وانسياب الحركة المرورية وغيرها، كما سخرت وزارة الدفاع وقوات السلطان المسلحة كافة جهودها وإمكاناتها من القوى البشرية والمعدات والآليات في الحالة المدارية (لبان) التي تعرضت لها محافظتا ظفار والوسطى، كما تقوم قوات السلطان المسلحة بدور كبير وفاعل في القبض على المتسللين الذين يحاولون دخول البلاد بطريقة غير مشروعة.

ويتجلى أيضاً دور قوات السلطان المسلحة في التنمية من خلال منتسبيها المتقاعدين الذين انتقلوا إلى ميدان الحياة المدنية، حيث إن عطاء هذه الفئة لم ينقطع وإسهاماتهم الوطنية ما زالت مستمرة ومتواصلة، ويساهم كثير منهم في العمل بالقطاع الخاص أو مزاولة الأعمال الحرة أو الانضمام للِّجان والمجالس التنموية، متسلحين بالخبرات والمهارات التي اكتسبوها خلال خدمتهم العسكرية. وتقديرا لهذا الدور فقد خصص يوم السابع من ديسمبر من كل عام ليكون يوما للمتقاعدين من قوات السلطان المسلحة، حيث تقام احتفالات متعددة على مستوى وزارة الدفاع وأسلحة قوات السلطان المسلحة والحرس السلطاني العماني، بهدف إضفاء أجواء ترفيهية لهم، والتواصل مع زملائهم في السلاح، والاطلاع على أحوالهم الاجتماعية وغيرها.

والمؤكد أن قوات السلطان المسلحة ستبقى مستمرة في عمليات التطوير والتحديث وستظل دائما وأبدًا السياج المنيع للوطن العزيز، مسخرة جميع الوسائل والقدرات المادية والبشرية من أجل استمرارية التطوير والتأهيل لمنتسبيها، لتبقى فاعلة وقادرة على حماية هذا الوطن الغالي في البر والجو والبحر حاملة شرف أمانة الدفاع عنه وضمان استقراره، وحماية منجزاته، وصون مكتسباته، وتحقيق الأمن والأمان للمواطن والمقيم، منتهجة الرؤى الحكيمة والتوجيهات السديدة لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم القائد الأعلى للقوات المسلحة -حفظه الله ورعاه-

ويعاهد جميع منتسبيها البواسل الله تعالى وجلالة القائد المفدى أن يكونوا الجند الأوفياء للوطن، وأن تكون قوات جلالته الباسلة الحارس الأمين والحامي اليقظ لمنجزات هذا العهد الزاهر بقيادة جلالته الحكيمة، ومعه جنوده الأوفياء يسطرون في سجل المجد العماني صفحات مضيئة من التضحية والفداء والتفاني من أجل بناء هذا الوطن العزيز، والسهر على أمنه ورخائه واستقراره، شعارها الأبدي: (الإيمان بالله، الولاء للسلطان، الذود عن الوطن).