1391019
1391019
عمان اليوم

«حقـوق الإنسان»تحتفل باليوم العالمي وتكرم خمس مبادرات برزت في المساعدات والجهود الإنسانية

09 ديسمبر 2019
09 ديسمبر 2019

أكثر من 130 موضوعًا تعاملت معها اللجنة خلال 2019 -

كــــــــتب : نوح بن ياسر المعمري -

احتفلت اللجنة العمانية لحقوق الإنسان أمس بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان، برعاية معالي الشيخ عبدالملك بن عبدالله الخليلي وزير العدل وبحضور عدد من أصحاب المعالي والمكرمين وأصحاب السعادة. يأتي الحفل الذي نظم بقاعة الهيئة العامة للطيران المدني احتفاء بهذه المناسبة ولإبراز الاهتمام الذي توليه اللجنة بهذا الجانب ومسؤولياتها والرعاية التي تقدمها، والاهتمام الكبير التي توليه السلطنة في مجال حقوق الإنسان وبث الرسائل التوعوية وتنظيم العديد من الندوات والمحاضرات التي تعني بحقوق الإنسان.

وقال المكرم الشيخ عبدالله بن شوين الحوسني رئيس اللجنة العُمانية لحقوق الإنسان: إن اللجنة اذ تحتفل بهذه المناسبة الهامة، فإنها تقف بكل ثقة واعتزاز مع ما تم إنجازه خلال مسيرة عملها منذ إنشائها بموجب المرسوم السلطاني السامي رقم 124/‏‏2008 ، مرتكزةً في ذلك على كافة الأهداف، والاختصاصات، والمسؤوليات المناطة إليها لخدمة حقوق الإنسان، المواطن والمقيم، على أرض السلطنة. مضيفا أن الحفل جاء بتزامن مع احتفال «اليوم العالمي لحقوق الإنسان» الذي يحتفى به في ديسمبر من كل عام. وأشار إلى أنه في إطار الشأن الداخلي لعمل اللجنة، فقد تصدَّر أحداثها هذا العام صدور المرسوم السلطاني السامي ( 29/‏‏2019) بتعيين رئيس وأعضاء الفترة الرابعة للجنة، وفيما يتعلق بقضايا حقوق الإنسان بالسلطنة، تعاملت اللجنة هذا العام مع أكثر من 130 موضوعا من خلال جميع الوسائل لرصد البلاغات وتلقيها، حيث تعددت أنواع تلك البلاغات بين الحقوق المدنية والاقتصادية والاجتماعية. وأوضح سعادته أن اللجنة عملت وفق اختصاصاتها على معالجة تلك الموضوعات وإيجاد الحلول المناسبة لها بالتنسيق والتعاون مع الجهات المختصة، التي ثمن سعادته جهودها وتعاونها.

أنشطة اللجنة

وأوضح المكرم الشيخ عبدالله بن شوين الحوسني أن اللجنة قامت من جانب آخر بتحديث موقعها الإلكتروني وتفعيل بعض حساباتها الإلكترونية وذلك لتعزيز التواصل، وتقوية التفاعل، مع كافة أفراد المجتمع، إضافة إلى تخصيص رقم جديد لتسجيل البلاغ الصوتي المتعلق بإيصال البلاغات وهو (1970) المرتبط بذهن ووجدان كل إنسان على أرض عُمان ،وهو عام بزوغ فجر النهضة المباركة، كما تم هذا العام تنفيذ زيارات ميدانية إلى بعض المواقع بالتعاون مع الإدارات المعنية بمراعاة وخدمة حقوق الإنسان، وفي مقدمتها « السجن المركزي» بسمائل، وبعض مراكز التوقيف بشرطة عمان السلطانية، ودار رعاية المسنين، ودار توجيه الأحداث التابعة لوزارة التنمية الاجتماعية، ومستشفى المسرَّة التابع لوزارة الصحة، كما شاركت اللجنة في ملاحظة انتخابات مجلس الشورى للفترة التاسعة وذلك من خلال زيارات قامت بها لمعظم مراكز انتخابات أعضاء المجلس. وفي جانب التوعية بحقوق الإنسان أشار إلى انه تم تنظيم عدد من الفعاليات والندوات وحلقات العمل ، منها « ندوة مكافحة الإتجار بالبشر» بالتعاون مع اللجنة الوطنية لمكافحة الإتجار بالبشر» بوزارة الخارجية، وحلقة العمل حول «أهداف التنمية المستدامة وحقوق الإنسان» بالتعاون مع المكتب الإقليمي للمفوضية السامية لحقوق الإنسان ببيروت.

أما على مستوى النشاط الخارجي ، فقد تمت المشاركة في كافة المؤتمرات والندوات الخارجية التي تنظمها مؤسسات حقوق الإنسان ، وفي مقدمتها «التحالف العالمي للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان في جنيف» و« منتدى آسيا والمحيط الهادي» و «اللجنة العربية الدائمة لحقوق الإنسان بجامعة الدول العربية» ، و «الشبكة العربية لحقوق الإنسان». كما قامت اللجنة برصد ومتابعة كافة الموضوعات والتقارير الدولية التي تم التطرق من خلالها إلى حقوق الإنسان بالسلطنة، وتم التنسيق بشأنها مع الجهات المختصة ثم الرد على تلك التقارير وفق الحقائق التي تعكس واقع حقوق الإنسان بالسلطنة، وأضاف الحوسني بأنه مع نهاية هذا العام، ستقدم اللجنة تقريرًا شاملا عن كافة جهودها ونشاطها في مجال حقوق الإنسان بالسلطنة، وسيتم نشره وتوزيعه بإذن الله كما يتم سنويًا.

تكريم خمسة مشروعات رائدة

وأشار رئيس اللجنة العُمانية لحقوق الإنسان إلى أن اللجنة وفي إطار مساهمتها لدعم كل عمل يخدم حقوق الإنسان ويساند الجهود المبذولة من قبل الحكومة أو القطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني وغيرها، فإنها تتشرف في هذا الحفل بتكريم خمسة نماذج رائدة لمشروعات وبرامج تُعنى بالمساعدات والجهود الإنسانية، وذلك تحفيزا لمزيد من العطاء والمساهمة من أجل خدمة الإنسان وتحقيق حياته الكريمة. وتم خلال الاحتفال تقديم فيلم عن «الإنسان في فكر السلطان» وتقديم عرض مسرحي « وبالوالدين إحسانا» يهدف إلى تعزيز الوعي لدى المجتمع بأهمية اهتمام الأبناء ورعايتهم لآبائهم وأمهاتهم خاصة عند تقدمهم في العمر، واحتياجهم إلى أبنائهم في تلك المرحلة، وهذا ما أمرنا به ديننا الحنيف ومبادئ مجتمعنا الأصيلة وأكدت عليه التشريعات النبيلة لحقوق الإنسان والتي جميعها تحض على الإحسان إلى الوالدين. وتضمن الحفل عرضا مرئيا عن بعض المبادرات والمشروعات الإنسانية الرائدة والمكرمة في الحفل مشروع فك كربة الذي أطلقته جمعية المحامين العمانية عام 2012 م ويهدف إلى إطلاق سراح أكبر عدد ممكن من السجناء المعسرين ممن عليهم أوامر حبس منفذة أو قيد التنفيذ، عبر جمع التبرعات المالية بهدف فك أسرهم. كما تم تكريم جمعية بهجة العمانية للأيتام وهي جمعية خيرية في محافظة ظفار تأسست 2014، وتهدف إلى تقديم الرعاية والمساعدات لفئة الأيتام والاهتمام بهم.

كما تعد مبادرة «فرحتهم فرحتنا» التي تم تكريمها من المبادرات لإسعاد الأطفال الأيتام من أسر الدخل المحدود بمحافظة مسندم عن طريق رعايتهم وتوفير عناصر الترفيه لهم بما يشعرهم باهتمام المجتمع. كما تهتم المبادرة بحماية الأطفال من الإساءة والإهمال.

وحازت مبادرة مجموعة «سنبادر لأجلكم» على الإشادة وتم تكريمها كفريق تطوعي تحت مظلة فريق نداء الخير، مختص بخدمة مرضى السرطان في السلطنة. ويقوم بتقديم خدمات متعددة لهم، بالإضافة إلى تنظيم فعاليات تساعدهم على رفع معنوياتهم.

وتم تكريم مشروع فلج الصعراني الذي يعد مبادرة قام بها متطوعون من أبناء محافظة البريمي، لإعادة مجرى فلج الصعراني للحياة من جديد بعد أن توقفت المياه عن الجريان في مساره لأكثر من 15 عاما، وهو واحد من الأفلاج الداوودية القديمة التي يقدر عمرها بأكثر من 3000 عام. بعدها قام معالي الشيخ عبدالملك بن عبدالله الخليلي وزير العدل والمكرم الشيخ عبدالله بن شوين الحوسني بتكريم مؤسسي ومسؤولي المبادرات والمشروعات الإنسانية الرائدة وذلك كإشادة كبيرة لما قدمته هذه المبادرات في خدمة المجتمع.

وتحدث مؤسسو هذه المبادرات والمعنيون عن المشاريع عن بداية انطلاق الفكرة، وتقبل المجتمع لها لما يخدم فئة كبيرة من الناس، ورغبة العديد من المتطوعين في الانخراط تحت هذه المبادرات حبا في تقديم خدمات مجتمعية جليلة يكون لها ثمنا وانعكاسا إيجابيا لإسعاد فئات المجتمع من كبار السن والشباب والأطفال.

كما تحدثوا عن الدعم الحكومي لهذه المبادرات وتكاتف المجتمع العماني في تعزيزها وحرص الجميع على أن تلقى المشروعات العناية الكبيرة والاتساع من أجل خدمة عمان. كما أشاروا إلى أن التكريم يعد نورا للطريق الصحيح لمواصلة العمل نحو عطاء أشمل وأوسع في الخدمات المجتمعية.