1390107
1390107
المنوعات

البحرين تقدم «سالفة بايق» والسعودية تعرض «عليه العوض»

08 ديسمبر 2019
08 ديسمبر 2019

ضمن عروض المهرجان المسرحي الخليجي لذوي الإعاقة بالكويت -

تتواصل فعاليات المهرجان المسرحي الخامس للأشخاص ذوي الإعاقة بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، والذي يقام في دولة الكويت، حيث قدم وفد دولة البحرين مساء أمس الأول عرضه المسرحي «سالفة بايق» في مقر مركز الكويت للتوحد.

وتدور مشاهد هذا العرض حول «اعتراف فالح أمام ضابط التحقيق بأنه كان ينوي سرقة بيت مديره جاسم انتقاماً منه؛ لأنه تسبب في طرده من العمل، لكن من خلال التحقيق يسرد فالح قصته مع والديّ جاسم كبيري السن اللذين تركا في البيت، وانقطعت عنهما زيارة الأبناء، جاسم، وعادل، وحنان»، ليكتشف فالح بأن أم جاسم وأبو جاسم مصابان بالزهايمر، واعتقدا بأن فالح هو ابنهما، لذلك يطلب منه أبو جاسم تكرار الزيارة، وهو يلبي الطلب عطفاً عليهما نظير بعض المبالغ التي كان يقدمها له أبو جاسم، ومن جهته فالح يتقرب من العجوزين اللذين يشعراه بأنهما والداه اللذان توفيا منذ زمن طويل، ويقرر فالح اصطحابهما إلى إحدى الحدائق للترفيه عنهما، وتتكرر زيارات فالح للعائلة ليكتشف بعد أيام بأنهما أودعا تعسفاً في مركز لكبار السن، ويقرر فالح اختطافهما من المركز بعد أن يدعي بأنه مراسل تلفزيوني، ومن خلال المقابلات التي يجريها، يتعرف على بعض الحالات المأساوية، حيث يترك الأبناء آباءهم في هذه المراكز.

ويكتشف فالح بأن أبو جاسم ليس مصاباً بالزهايمر وهو يعلم بأن فالح ليس ابنه، لكنه يجاريه حباً في زوجته أم جاسم التي أحست بالحنان والحب بسبب اعتقادها بأن فالح «السارق» هو أحد أبنائها، وتنتهي القصة بطرح السؤال بخصوص هذه القضية: هل هي سرقة أموال، أم سرقة أحلام.

وعقب العرض المسرحي البحريني أوضح طاهر محسن مخرج العمل بأن الفكرة الأساسية والأمر المفرح والجميل في هذا المهرجان هو لم هذه الأسرة الخليجية من الأشخاص ذوي الإعاقة مع غيرهم من غير ذوي الإعاقة والتعاضد فيما بينهم وبعضهم البعض لتأدية عمل جميل ويعمل على إذابة الحواجز التي بينهم، كما يعد فرصة للتناقش وتبادل الآراء ووجهات النظر، وهذا بحد ذاته يحسب للحركة المسرحية الخليجية، ويحسب للإنسان الخليجي في المحافظة على اللحمة والتجانس والانتماء الخليجي في مختلف المجالات.

وبدوره قدم وفد المملكة العربية السعودية يوم الجمعة عرضه المسرحي بعنوان «عليه العوض»، وتدور أحداثه في «عائلة مكونة من أب متقاعد وأربعة أبناء يعيشون في ظروف مادية صعبة بالرغم من أن والدهم يمتلك المال، إلا أنه يتصف بالبخل المادي والمعنوي، ويلهث خلف جني الأرباح متكلاً على ابنته الكبرى التي تولت شؤون المنزل بعد وفاة والدتها، وأصبحت ضحية لتلك الظروف».

تقديم المطلوب

وفي سياق التغطية الصحفية تحدث الفنان قاسم بن سالم الريامي من وفد السلطنة، قائلا: «يحدونا الأمل بأننا قدمنا ما هو مطلوب بشكل مرضٍ، وهذا ما لمسناه من رضى وتفاعل الجمهور، ومتمنيا بأن يكلل بالجوائز المشرفة في هذا المهرجان الذي استطاعت عروضه المسرحية في لم شمل الأشخاص من ذوي الإعاقة على اختلاف إعاقاتهم وقدموا جميعهم لوحات إبداعية في الفن المسرحي، وهذه المناسبات بمثابة حافز كبير جداً لهم في منحهم الثقة بالذات ودمجهم وتفاعلهم في مجتمعهم، ويكونون على قدر العطاء وإبراز ما لديهم من طاقات، ونجد في كل عرض مسرحي بأن الإعاقة لا تشكل حاجزاً في أداء وإتقان الدور المطلوب منهم سواء كان في الجانب التمثيلي أو في الأدوار الأخرى المرتبطة بالعرض المسرحي كعمل الديكور أو السينوغرافيا أو في جانب المؤثرات الصوتية، وعليه فإن الأشخاص من ذوي الإعاقة هم منتجون في حال وجدوا من يأخذ بأيديهم ويدعمهم، وهذا المهرجان بمثابة الداعم والمحفز لهم، ويتمنى لهذا المهرجان الاستمرارية بذات العطاء، وأن تقل نسبة مشاركة الأشخاص من غير المعاقين فيه».

غاية الإبداع

ومن وفد السلطنة عبر الممثل محمد بن سويد البوسعيدي من ذوي الإعاقة السمعية عن بالغ سروره بالمشاركة لأول مرة في مجال المسرح، موجهاً شكره للقائمين على العرض المسرحي العماني نظير اختيارهم له ضمن طاقم التمثيل، وتمثل له تجربة جميلة في المشاركة مع أصحاب الإعاقات الأخرى في عمل واحد، ويشيد بجهود التنظيم التي تصاحب فعاليات المهرجان، كما أن العروض المسرحية في غاية الإبداع، وعلى أمل أن يحظى بالمشاركة في الدورات المستقبلية لهذا المهرجان.

تنافس جميل

كما أبدى الممثل زاهر بن أحمد السيابي من ذوي الإعاقة السمعية إعجابه بالتنافس الجميل بين العروض المسرحية التي قدمت في هذا المهرجان الذي يشارك فيه للمرة الثانية على التوالي، وعلى أمل تحقيق الجوائز المشرفة للسلطنة، وذكر بأن مشاركته عملت على صقل ثقته بنفسه والقدرة على مواجهة الجمهور، واكتشاف العديد من الجوانب المتعلقة بعالم المسرح ، وتعرفه على أقرانه من دول الخليج المشاركة، وختم حديثه بتمنيه لهذا المهرجان والتجمعات الأخرى التي تخدم الأشخاص ذوي الإعاقة الاستمرارية والتطور، وأن ينال أقرانهم الآخرون فرصة المشاركة.

اكتشاف المواهب

كما تمنى المشارك عيسى بن خميس العويسي من السلطنة من هذا المهرجان أن يوصلهم للمشاركة وتقديم أعمال فنية وتمثيلية أخرى.

وتمنى من الجهات المعنية أن تنظر لهذا المهرجان كفرصة لها في اكتشاف المواهب في هذا المجال، معرجاً بأن مشاركته تعد الثانية في هذا العرس الخليجي. وفي هذه المشاركة الثانية زاد مستوى تمكنه من ذاته وتبدد القلق الذي ساوره في مشاركته الأولى، مع استفادته من الملاحظات التي كانت تدلى له أثناء إجراء التدريبات على العرض المسرحي، وأشار إلى أهمية أن تعتني مختلف الجهات المعنية بمسارهم المسرحي عبر تكثيف وزيادة جرعات مشاركتهم بما من شأنها تنمية مواهبهم التمثيلية.

المشاركة بالتأليف

وبين المشارك محمد بن راشد الغفلي من الوفد الإماراتي بأن مشاركته في المهرجان بدأت منذ دورته الأولى عام 2008 -حيث كانت في الدوحة- وفي كل دورة من دوراته تزداد فائدته منه، ففي كل نسخة تكون مشاركته مع طاقم مسرحي مختلف، الأمر الذي يزيد من خبراته المتراكمة، ويتطلع في أن يرى العمل المسرحي في الدورة القادمة من تأليفه، ويقترح على اللجنة المنظمة للمهرجان بأهمية عقد حلقات عمل تدريبية تركز على جانب التمثيل والتأليف والإخراج والأدوار والمهام الأخرى المتعلقة بالمسرح خلال أيام المهرجان، وهذا بحد ذاته فرصة تحقق الفائدة منها، ومبديا إعجابه بعرض السلطنة في مسرحية «العمال».

فعاليات مصاحبة

وضمن فعاليات المهرجان أقيمت يوم السبت حلقة عمل بعنوان « تقنيات الحركة في المسرح للأشخاص ذوي الإعاقة البصرية والسمعية» من موفد السلطنة، والتي تستهدف المشاركين من هذه النوعية من الإعاقتين، والمخرجين والمهتمين بالشأن المسرحي للأشخاص ذوي الإعاقة، وذلك بهدف تعليم ذوي الإعاقة البصرية وتدريبهم على سهولة الحركة في خشبة المسرح والتنقل بلا عوائق من خلال ابتكار طرق وأساليب حديثة تساعدهم على تحديد مواقعهم والتحرك بسهولة ويسر، وتعليم وتدريب ذوي الإعاقة السمعية على عملية انتقال المشهد، والأحداث في خشبة المسرح بأساليب مبتكرة، ورفع القدرات الإبداعية لدى الممثلين ذوي الإعاقة وتمكينهم في المسرح، إلى جانب التدريب على كيفية رسم خطوط العرض والطول للممثلين بشكل يتناسب واحتياجاتهم وتدريبهم عليها ، وقدم الحلقة جلال بن عبدالكريم اللواتي مخرج ومؤلف مسرحية «العمال».