صحافة

جوان : أسباب الاضطرابات الأخيرة

08 ديسمبر 2019
08 ديسمبر 2019

تحت هذا العنوان أوردت صحيفة (جوان) مقالاً نقتطف منه ما يلي:

بعد انتهاء أحداث الشغب التي شهدتها العديد من المدن الإيرانية إثر رفع سعر البنزين من قبل المجلس الأعلى للتنسيق الاقتصادي في إيران تباينت التحليلات بشأن دوافع الاحتجاجات التي تخللتها أعمال عنف في مناطق متعددة، حيث أكد الكثير من المراقبين أنها جاءت ردًّا على الوضع الاقتصادي الضاغط الذي تواجهه شرائح اجتماعية مهمة، في حين اعتبر البعض العامل الخارجي ووجود جهات معادية بأنه كان سببًا في التحريض على أعمال العنف لتحقيق مآرب سياسية في مقدمتها محاولة إضعاف النظام في إيران وإيجاد فجوة بينه وبين الشعب. ورأت الصحيفة بأن الكثير من المحتجين كانوا من بين الفئات الاجتماعية الضعيفة اقتصاديًا والتي تشعر بضعف العدالة الاجتماعية وتنتشر في أوساطها الباحثين عن عمل، معتبرة اتخاذ إجراءات عملية لرفع المستوى المعيشي لهذه الفئات بأنه يصب في مصلحة استتباب الأمن المجتمعي. كما أكدت الصحيفة على أهمية رفع مستوى الإجراءات الحكومية التي تضمن عدم ارتفاع الأسعار خصوصًا للبضائع ذات التأثير المباشر على المواطنين وعدم اتخاذ خطوات تثير غضب الشارع كما حصل مؤخرًا نتيجة رفع سعر البنزين بشكل مفاجئ، مطالبة بمراعاة التدرج في زيادة أسعار الوقود ومعتبرة إيّاه بأنه يشكل ضمانة لمنع تكرار أي احتقان جماهيري يمكن أن تستفيد منه جهات معادية لإثارة الشغب وارتكاب أعمال عنف في ظلّ تلك الأجواء غير الطبيعية. ودعت الصحيفة حكومة الرئيس حسن روحاني لشرح أبعاد زيادة سعر البنزين والضرورات التي اقتضت اتخاذ هذا الإجراء، منوّهة إلى ضرورة تقليص الفوارق الطبقية وذلك من خلال زيادة رواتب الشرائح ذات الدخل المحدود وتوفير فرص عمل للباحثين عن عمل وتشديد الرقابة لمنع ارتفاع الأسعار من قبل أشخاص أو جهات تسعى للتصيد في الماء العكر لتحقيق غايات فئوية أو شخصية على حساب الصالح العام. كما لفتت الصحيفة الانتباه إلى أهمية إعادة النظر بطريقة جباية الرسوم والضرائب المالية التي تُفرض على مختلف القطّاعات في المجتمع ، معتبرة انتهاج سياسة متوازنة في هذا المضمار بأنه يسهم في تحقيق التوازن الاجتماعي وتقليل الفوارق الطبقية بما يخدم اللحمة الوطنية ويؤسس لنظام اقتصادي سليم على المدى البعيد.