oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

يوم متقاعدي قوات السلطان المسلحة

07 ديسمبر 2019
07 ديسمبر 2019

إذا كانت ذاكرة الأوطان تحتفظ دوما بسيرة صناع المعرفة وصناع الأمجاد فإنها تحتفظ أيضا بذكرى حماتها الذين حفظوا أمجادها وأرسوا أمنها ومثل هذا الوفاء لهؤلاء لهو دلالة على دورهم الكبير في صناعة الأمم ورخائها.

وهذا ما نفهمه جيدا من احتفال قوات السلطان المسلحة أمس بيوم المتقاعدين من صفوفها والذي يوافق كل عام يوم السابع من ديسمبر، وهو يوم اختاره جلالة السلطان المعظم-حفظه الله ورعاه- تكريما وتقديرا لأبنائه من القوات المسلحة المتقاعدين، وهو أيضا اعتراف حقيقي بما قدمه المتقاعدون للوطن والقائد من آثار لا يمكن أن تنمحي أبدا لأنها محفورة في ذاكرة الوطن، وسيظل أثرها ساطعا وشاهدا للأجيال القادمة.

وإذا ما استذكرنا بدايات عصر النهضة حيث احتاجت عمان إلى جوار سواعد البناء في مختلف جوانب التنمية إلى السواعد التي حملت السلاح لتذود عن منجزات الوطن وتبعد عنه أعين الطامعين.

لقد أدى المتقاعدون أدوارا كبيرة في مختلف أسلحة قوات السلطان المسلحة، وساهموا في مسيرة البناء منذ بدء عصر النهضة الحديثة في عُمان وكان لا بد أن يبقوا محل تقدير دائم من قبل الجميع.

وفي الحقيقة فإن الأدوار التي يؤديها منتسبو قوات السلطان المسلحة لا تنتهي بانتهاء خدمتهم في أجهزتهم العسكرية ولكنها تستمر بعد ذلك منطلقة من العلوم والمعارف التي تم اكتسابها خلال فترة عملهم العسكرية فهم اليوم يساهمون في تعزيز الاقتصاد الوطني من خلال انخراطهم في أعمال أخرى بعد التقاعد أو عبر الخدمات الاجتماعية التي يقدمونها استغلال للخبرات التي اكتسبوها سواء كان ذلك في العمل البرلماني أو في الأنشطة الثقافية والاجتماعية والأكاديمية التي تخدم الوطن والمواطن في الوقت نفسه.

إن الوقفة السنوية التي تقفها قوات السلطان المسلحة للاحتفاء بمتقاعديها من شأنها أن تبقي علاقة المتقاعدين بأسلحتهم باقية وتشعرهم بالطمأنينة أن الجهود التي بذلوها خدمة لهذا الوطن ما زالت محل تقدير وإشادة.