1389452
1389452
العرب والعالم

العراق: تعرض منزل الصدر لهجوم بطائرة مسيّرة غداة ليلة دامية

07 ديسمبر 2019
07 ديسمبر 2019

البرلمان يطالب بمثول القيادات الأمنية لمناقشة استهداف المتظاهرين -

بغداد ـ «عمان» ـ جبار الربيعي - وكالات:-

استهدفت طائرة مسيّرة فجر أمس بقذيفة هاون منزل زعيم التيار الصدري العراقي مقتدى الصدر الداعم للمتظاهرين المناهضين للسلطة، في النجف، وذلك غداة مقتل 23 متظاهرا بهجوم على أيدي مسلحين مجهولين في بغداد.

ويأتي هذا الهجوم بعد ليلة دامية شهدتها العاصمة بغداد، إذ شن مسلحون مجهولون هجوما على المتظاهرين في بغداد وسيطروا لفترة وجيزة على مبنى يحتله المحتجون منذ أسابيع قرب جسر السنك، ما أسفر عن مقتل 23 شخصا على الأقل وإصابة نحو مائة بجروح، بحسب ما أكدت مصادر طبية.

وأطلق المتظاهرون على الهجوم اسم «مجزرة السنك» نسبة إلى جسر السنك القريب من ساحة التحرير المركزية.

وإثر الهجوم الدامي، انتشر أصحاب «القبعات الزرقاء» العزّل التابعين للتيار الصدري في محيط المنطقة لحماية المتظاهرين.

وتدفقت أعداد كبيرة من المحتجين إلى ساحة التظاهرات في بغداد والمحافظات الجنوبية حيث تجري اعتصامات منذ أسابيع عدة.

ويطالب العراقيون منذ أكثر من شهرين، بتغيير الطبقة الحاكمة منذ 16 عاما والتي يتهمونها بالفساد والمحسوبية والتبعية لإيران.

ويمثل الهجوم الأخير نقطة تحول في مسار حركة الاحتجاج العفوية في العراق التي أسفرت حتى الآن عن سقوط 445 قتيلا وأكثر من عشرين ألف جريح.

وسبق للقوات الأمنية المنتشرة في محيط ساحات التظاهر أن أطلقت النار مرات عدة على المتظاهرين، لكن ما جرى الليلة قبل الماضية مختلف، إذ أن تلك القوات وقفت مكتوفة الأيدي أمام هجوم المسلحين، ولم يكن أمام المحتجين سوى وسائل التواصل الاجتماعي لبث صور الفوضى في المكان.

ويبدو أن الأجهزة الأمنية الحكومية عاجزة عن التعرف عن المهاجمين أو اعتقالهم، ورغم ذلك، تقول مصادر في الشرطة إنها توصلت إلى معلومات عن الفصائل التي شنت الهجوم ضد المحتجين الذي أدانته السفارات الغربية في العراق.

وفي مواجهة هؤلاء، انتشر في ساحة التحرير أصحاب «القبعات الزرقاء» التابعين لـ«سرايا السلام» الجناح العسكري للصدر، الذي يعتبر أول المطالبين باستقالة الحكومة.

وأكد صالح محمد العراقي المقرب من زعيم التيار الصدري أمس، على ضرورة عدم ترك ساحات التظاهر «حتى لا تتعرض للخطر».

ورد صالح على سؤال من أحد اتباع التيار الصدري، جاء فيه، أن «الناس خائفة وتقول إن التظاهرات ستبقى فارغة وفي خطر»، قائلا: «نعم من المهم عدم ترك ساحات الإصلاح.. فلعلها تتعرض للخطر».

ودعا نائب رئيس البرلمان حسن الكعبي، أمس إلى عقد جلسة طارئة يوم غد الاثنين بحضور القيادات الأمنية العليا سيما قيادة عمليات بغداد، لمناقشة استهداف المتظاهرين السلميين.

وقال الكعبي، في بيان تلقته «عمان»: إن «القيادات الأمنية ينبغي أن تتحمل مسؤولياتها في حفظ أمن التظاهرات السلمية المطالبة بالإصلاح والتغيير ومكافحة الفساد»، منوها إلى «وجوب تشديد الإجراءات الأمنية لحفظ أرواح المحتجين المعتصمين في بغداد والمحافظات».

وشدد الكعبي على أنه «سيتم محاسبة جميع الجهات والشخصيات التي يظهر تورطها في قتل المتظاهرين في بغداد والمحافظات، فضلا عن الاستهداف الجوي لمنطقة الحنانة في النجف»، داعيا البرلمان إلى «عقد جلسة طارئة يوم غد الاثنين».

كما حذر زعيم ائتلاف الوطنية إياد علاوي، من استمرار الانتهاكات والاعتداءات التي تنفذها عصابات خارجة عن القانون بحق المتظاهرين السلميين، مؤكدا أن على «الحكومة المستقيلة» والمسؤولين الأمنيين اتخاذ موقف حازمٍ وحاسم تجاه تلك العصابات.

وقال علاوي، في بيان: إن «المجازر التي ترتكب بحق المتظاهرين السلميين لن تعفي المسؤولين الأمنيين عن المساءلة ولن تسقط بالتقادم»، مبينا أن «الحراك السلمي الذي يشهده العراق أضحى تهديدًا حقيقيًا لمغانم ومكاسب محلية من جهات مستفيدة وغير معلومة وكذلك فشل الأجهزة الأمنية في إيقافها».

وأشاد علاوي «بانضباط المتظاهرين والتزامهم بالسلمية»، مشيرا إلى أن «ثمرة هذا الحراك على مدى شهرين سيكون الصخرة التي تتكسر عليها أسس المحاصصة والطائفية والدرع التي تقي العراق من التدخلات الخارجية».

وتلقى رئيس الجمهورية العراقي برهم صالح، أمس، اتصالا هاتفيا من الملك عبدالله الثاني ملك المملكة الأردنية الهاشمية، عبّر من خلاله عن تمنيات المملكة للعراق بالاستقرار والسلام والتقدم وبما يحقق مصالح الشعب العراقي ويؤمّن خير العراق والعراقيين ويحقن دماءهم.