1388988
1388988
عمان اليوم

مؤتمر «جراحة السمنة» يوصي باعتماد مراكز متخصصة والمعايير المحلية والدولية

07 ديسمبر 2019
07 ديسمبر 2019

بحث العمليات الجراحية المعتمدة عالمياً مع وضع الضوابط والقواعد -

أوصى المؤتمر السادس للجمعية الخليجية لجراحة السمنة، باعتماد مراكز متخصصة لجراحة السمنة لأنه يقلل بشكل كبير من المضاعفات المصاحبة، واعتماد العمليات الجراحية المعتمدة عالمياً لعمليات السمنة، ووضع الضوابط والقواعد لها بما يتوافق مع النظم المعتمدة عالمياً، كذلك وضع الحلول الجراحية للسمنة والحموضة المصاحبة لها والتوجه للحلول الأقل عرضة للحموضة أو التي تعالج الحموضة في نفس الوقت، كما أوصى المؤتمر الذي نظمته الرابطة العمانية لجراحة السمنة والأمراض الأيضية، بتفعيل السجل الإقليمي لتسجيل ومتابعة جراحات السمنة في المنطقة، ودراسة كل حالة على حدة واتباع المعايير المحلية والدولية في اختيار العملية المناسبة وإشراك المريض في اتخاذ القرار ومتابعة كل المرضى من ناحية التغذية ووصف المكملات الغذائية وعمل الفحوصات اللازمة لتحديد مدة ونوعية هذه المكملات.

استمرت فعاليات المؤتمر ثلاثة أيام بفندق الشيراتون-مسقط، حيث شهدت مشاركة نحو (40) محاضرا من الخبراء والمتخصصين في مجال علاج وجراحات السمنة من دول مجلس التعاون وعدد من الدول العربية والولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة وجمهورية الهند، بالإضافة إلى محاضرين من داخل السلطنة، وشارك في المؤتمر ما يقارب من 200 مشارك من الكوادر الطبية ومن الفئات الطبية المساعدة من داخل وخارج السلطنة.

هدف المؤتمر إلى التعريف بمرض السمنة وأثارها الجانبية المصاحبة وحلقة وصل ما بين أطباء وجراحي السمنة، ودراسة إحصائيات السمنة في المنطقة وطرح طرق الوقاية من خلال التقليل من آثار مرض السمنة في المجتمع والفرد وطرح الحلول العلاجية للسمنة الطبية والجراحية، وكيفية جعل عمليات جراحة السمنة أكثر سلامة وأمانا، كذلك دراسة عمليات جراحة السمنة الجديدة ونتائجها مقارنة بعمليات جراحة السمنة القديمة، والخروج بتوصيات مشتركة ما بين أطباء وجراحي السمنة.

وتمحورت المحاضرات العلمية المقدمة حول استعراض مسيرة العمليات في دول الخليج ومناقشة الشوط الكبير الذي قطعته كل دولة على حدة، وأيضا مناقشة ما هي العملية المثلى في منطقة الخليج والسمنة وآثارها الجانبية والطرق الطبية غير الجراحية لمعالجة السمنة ومقارنة ما بين الطرق الطبية والطرق الجراحية لمعالجة السمنة والمضاعفات المصاحبة المحتملة لعمليات جراحة السمنة والطرق الجراحية الجديدة لمعالجة رجوع زيادة الوزن، كذلك مشاكل التغذية ونقص الفيتامينات المصاحبة لجراحة السمنة وكيفية الوقاية منها.

الجدير بالذكر أن العمليات الجراحية لها معايير وبرتوكولات عالمية تلتزم بها المستشفيات الحكومية، ومن ضمنها عمليات التخلص من الوزن الزائد، سواء ربط أو تكميم المعدة أو تحويل المسار أو التدبيس وغيرها، التي غالباً ما تكون مضاعفاتها محدودة شريطة التزام المريض بتعليمات الأطباء وخبراء التغذية خاصة في مرحلة ما بعد العملية.

يجب على الطبيب المعالج التريث كثيراً ومراعاة العديد من الشروط والمعايير والضوابط قبل أن يتخذ قرار قص المعدة أو تحويل مسار المعدة لأي مريض أو راغب في إجراء مثل هذا النوع من العمليات الجراحية.

وهناك العديد من الشروط، لكن الشرط الأساسي، هو أن يكون وزن كتلة المريض 40، وهذا معدل يتم قياسه في المستشفى بحسابات مقارنة الطول بالوزن وفق برنامج متخصص، وينخفض هذا المعدل إلى 35، إذا كان المريض مصاباً بالسكري أو الضغط أو ارتفاع معدلات الكولسترول.

وفي عمليات تحويل المسار تكون كتلة الجسم 50 فما فوق مع وجود ارتجاع، ووجود السكري والضغط والكولسترول.

ويشار إلى أن الدراسات العلمية والدوريات الطبية، تنصح المريض بالتفكير كثيراً قبل التوجه لإجراء جراحة قص المعدة أو تحويل مسارها، وعلى المستوى الطبي يمر قرار إجراء جراحة قص المعدة أو تحويل مسارها بخطوات عدة، نبدأها بتحويل المريض إلى الطبيب النفسي، واختصاصي التغذية، وطبيب الغدد الصماء، وطبيب المناظير، والهدف في البداية هو بحث إمكانية إيجاد حل أو علاج للسمنة والوزن الزائد عن طريق اختصاصي التغذية، أي من دون جراحة، وإن كان ولا بد من إجراء العملية، فالمريض عليه أن يتهيأ نفسياً لما قبل وبعد العملية، ومن ثم فمن الضروري فحصه طبياً عن طريق طبيب المناظير والأشعة التلفزيونية للتأكد من حالته الصحية، وعدم معاناته مثلا من وجود حصوات أو غير ذلك من المشكلات الصحية، وكذلك الحال بالنسبة لتشخيص طبيب الغدد.

وبعد الاطلاع على التقارير، يتم بحث الحالة بالمناقشة مع جميع المتخصصين «الطبيب النفسي، واختصاصي التغذية، وطبيب الغدد الصماء، وطبيب المناظير»، وعليه يتم اتخاذ القرار وتحديد نوعية العملية الجراحية، وهل هي قص للمعدة أم تحويل مسار؟ ويتم إدخال المريض إلى مرحلة مبدئية مهمة مدتها أسبوعان، وهي «البروتين دايت»، والتي يتم خلالها العمل على تخفيض وزن المريض بنحو 7 كيلوجرامات، لتقليل سمنة البطن، وذلك تسهيلاً لإجراء العملية الجراحية.

وأما الفرق بين القص وتحويل المسار، فإذا كان المريض وزنه غير مرتفع للغاية وليس لديه مشكلات ارتجاع، يتم قص المعدة، والعكس، إذا كان وزنه مرتفعا ولديه ارتجاع فيفضل عملية تحويل مسار المعدة، وذلك بأخذ جزء من المعدة ليتم ربطه مع الأمعاء، بحيث يذهب الطعام من المعدة إلى الأمعاء مباشرة، وفي هذه الحالة لا يتعرض الطعام لعصارة البنكرياس والكبد، ولا يتم هضم المواد الدسمة بالكامل، وبالتالي لا يستفيد منها الجسم. وفي حالة القص، تصبح المعدة صغيرة فينخفض معها هرمون الجوع أو «غرلين» في الدم، وذلك بنسبة 65%، فيشعر المريض بالشبع لكن ليس دائماً، وبذلك ينخفض الوزن.