1388568
1388568
عمان اليوم

الأخوار مناطق جذب سياحي وبحيرات المد الشاطئية الأكثر شيوعا على طول الساحل العماني

07 ديسمبر 2019
07 ديسمبر 2019

[gallery type="thumbnails" size="medium" ids="750157,750159,750150"]

تشكل ملجأ للطيور المهاجرة وتكاثر أنواع عديدة من الأسماك -

تقرير- مُزنة الفهدية -

تعد الأخوار أحد أوجه التراث الطبيعي، وتمثل والظواهر البيئية المصاحبة لها قيمة اقتصادية وسياحية وجمالية كبيرة إذا ما استغلت الاستغلال الأمثل، حيث أن الكثير من الكائنات الحية تتخذ من بيئة الأخوار ملجأ ومكانا آمنا تتكاثر فيه، كما أنها تعد مكانا آمنا لأنواع عديدة من الطيور المهاجرة، وتشكل مكانا أمثل لتكاثر أنواع عديدة من الأسماك، نظرا لاحتوائها على أعشاب بحرية ذات قيمة غذائية كبيرة لها خلال فترة نموها.

وتضم المحافظات الساحلية للسلطنة أخوارا متنوعة ومن بينها خور شم وخور نجد وخور غب بمحافظة مسندم وأخوار القرم، وبندر الخيران، والخوير، وقريات بمحافظة مسقط، وخور الشاب، والرصاغ، والبطح، وخور جراما، والحجر في محافظة جنوب الشرقية، وخور عوقد، وصولي، والبليد في محافظة ظفار، حيث تكونت معظم تلك الأخوار عند مصبات الأودية، وهي إما أن تكون مفصولة عن البحر بواسطة حواجز رملية أو حصوية رسبتها الأودية وأعادت تشكيلها الأمواج البناءة، وفي هذه الحالة تسمى الأخوار بحيرات شاطئية ويكون مصدر مياه هذا النوع من الأخوار مياه البحر التي تتسرب من أسفل، ومياه المد العالي بالإضافة إلى المياه العذبة التي تأتي بها الأودية. وتعد بحيرات المد الشاطئية الأكثر شيوعا على طول الساحل العماني وتحف بمعظم هذا النوع من الأخوار غابات من أشجار القرم التي تأوي إليها الكثير من الكائنات الحية البحرية ومثال على هذا النوع من الأخوار خور القرم في مسقط والتي تشغل جانبا كبيرا من حديقة القرم الطبيعية.

في السابق كان العديد من تلك الأخوار مصدرا أساسيا للملح حيث كانت تنتشر على جوانبها الملاحات التي لا تزال آثارها باقية حتى الآن كما هو الحال في خور قريات، وتشكل هذه الأخوار مناطق جذب سياحي بما تحويه من شواطئ رملية جميلة وغابات من أشجار القرم وبما تحويه من طيور متنوعة تلجأ إليها، وإذا أقيمت في هذه الأخوار بعض التسهيلات، فإنها ستتحول إلى مزارات سياحية ذات قيمة جمالية كبيرة.

وتستخدم بعض الأخوار في الملاحة البحرية مثل خور صولي، ويعد خور البطح من أكبر الأخوار بمحافظة جنوب الشرقية، وهو بمثابة ميناء تجاري ترسو فيه السفن التجارية وسفن صيد الأسماك بمختلف أنواعها، ويمتد الخور لمسافة 2 كم وكذلك خور البليد في محافظة ظفار تم استخدامه قديما كميناء، أما خور نجد بمحافظة مسندم استخدمه البحارة قديما للاحتماء من سوء الأحوال الجوية، أما خور الدهاريز يشبه في موقعه وأهميته خور عوقد ويقع في المدخل الشرقي لمدينة صلالة بمحافظة ظفار، وتتداخل مياهه بمياه حوض صلالة خاصة الآبار الواقعة على الشريط الساحلي، ولهذا الخور ميزات نسبية هامة في التنوع الحيوي فهو خور تفد إليه الطيور المهاجرة بكثرة.

تحديات

ومن أبرز التحديات هو قيام مشاريع تنموية دون القيام بخطط الإدارة البيئية والتقييم البيئي قبل وبعد البدء في المشاريع ويعد تقييم الآثار البيئية أداة مهمة لأسلوب الإدارة البيئية المتكاملة يتعين إجراؤه للمنشآت والمشروعات الجديدة أو التوسعات والتجديدات الخاصة بالمنشآت القائمة طبقا لأحكام القانون البيئي، والتوزيع العشوائي للأراضي بأنواعها «سكني، تجاري، صناعي» بالقرب من الأخوار، وقيام مسوحات وتنقيبات أثرية بدون مراقبة صارمة قد تستدعي خسائر فادحة وانتهاكات واسعة من النهب والتخريب، مما يسبب ضياعا لأجزاء من الأخوار، والتنمية العشوائية وما يصاحبها من آثار مدمرة لهذه البيئات الطبيعية التي قد تقضي على أجزاء من الأخوار بل أن بعض هذه الأخوار قد تلاشى بالكامل تقريبا مثل خور كشمير بمحافظة شمال الباطنة أحد ضحايا التنمية العشوائية.

حلول

وتعد العلاقة بين السياحة والبيئة علاقة تكاملية، فالبيئة في ذاتها منتج سياحي، ولذا فإن من مصلحة صناعة السياحة حماية البيئة الطبيعية والثقافية والمحافظة عليها، ومن أهم الحلول لمواجهة التحديات التي تعاني منها الأخوار في السلطنة، حماية الحياة الفطرية في بيئاتها الطبيعية بسن القوانين والتشريعات الصارمة، وحماية الأنظمة البيئية من الأنشطة غير المرشدة، وعدم توزيع الأراضي العشوائية بالقرب من الأخوار، والتكاملية بين المؤسسات للإنتاج الاقتصادي من هذه الأخوار، والتوعية البناءة حول أهمية الأخوار وضرورة حمايتها، والقيام بخطط الإدارة البيئية وتقييم الآثار البيئية لأي مشروع يقام بالأخوار أو حولها، بالإضافة إلى إدارة الاخوار واستخدامها بطرق مستدامة للمنفعة الاقتصادية، وإدراج بعض المواقع في قائمة التراث الثقافي «اليونسكو» مما يعزز حمايتها بشكل أكبر مثل خور روري بمحافظة ظفار، وتوفير مركز للمعلومات لرصد التغيرات البيولوجية والفيزيائية للأخوار، مما يسهل من استدامتها لسنوات عديدة.

الجدير بالذكر، جاء ذلك في نشرة الوشق وهي نشرة شهرية يصدرها المركز الوطني للبحث الميداني في مجال حفظ البيئة.