1388639
1388639
العرب والعالم

فوضى في حركة النقل بفرنسا في اليوم الثاني من الإضراب العام

06 ديسمبر 2019
06 ديسمبر 2019

إلغاء العشرات من رحلات القطارات والمترو والطائرات -

باريس - (أ ف ب) - تواصل الاضراب في فرنسا أمس لليوم الثاني منذرا بمزيد من الفوضى في حركة النقل فيما تستمر النقابات في تحركها الهادف إلى إجبار الرئيس إيمانويل ماكرون على التراجع عن إصلاحات لنظام التقاعد دفعت بقرابة مليون شخص للنزول إلى الشارع رفضا لها.

وألغيت العشرات من رحلات القطارات والمترو والطائرات، وأغلقت المدارس مجددا أو قدمت خدمة حضانة فقط، فيما لا تزال أربع من مصافي النفط الثماني متوقفة عن العمل بعد قطع الطرق المؤدية إليها، ما يثير مخاوف من حصول نقص في الوقود. وأوقفت الشركة الوطنية للسكك الحديد بيع التذاكر لنهاية الأسبوع، فيما ألغت 90 بالمائة من رحلات القطارات الفائقة السرعة الجمعة مجددا، ولا يبدو أي تغير في الأفق لليومين القادمين.

وألغيت نصف رحلات قطارات يوروستار بين باريس ولندن، فيما عمل قطاران من ثلاثة لثاليس تخدم باريس وبروكسل وأمستردام .وقالت راشيل بالاميديسي لوكالة فرانس برس في محطة مقفرة في ستراسبورغ «كان من المفترض ان استقل القطار الى متز (شمال شرق فرنسا)، حجزت بطاقتي قبل ثلاثة أيام لكن الرحلة ألغيت وليس لدي أي معلومات».

ويعد الاضراب اختبارا جديدا لماكرون بعد أشهر من تظاهرات للمعلمين وعمال المستشفيات والشرطة والإطفائيين وكذلك تظاهرات «السترات الصفراء» المطالبة بتحسين مستويات المعيشة.

وتقول النقابات إن نظام ماكرون للتقاعد «الشامل» والذي من شأنه أن يلغي عشرات الخطط المنفصلة لعمال القطاع العام، يجبر ملايين الأشخاص في القطاعين العام والخاص على العمل لسنوات بعد سن التقاعد وهو 62 عاما.

وستكشف الحكومة عن تفاصيل خطتها الأسبوع المقبل لكنها قالت في وقت سابق إن على الناس أن يعملوا لفترات أطول من أجل استمرارية نظام يمكن أن يمنى بعجز يصل إلى 17 مليار يورو (19 مليار دولار) بحلول 2020.

نحتاج إلى المزيد

وشارك 800 شخص على الأقل في تظاهرات في مختلف أنحاء فرنسا وفق وزارة الداخلية، في عرض هو من الأكبر لقوة النقابات منذ قرابة عقد من الزمن.

ودعت النقابات إلى يوم آخر من الإضراب والتظاهرات الثلاثاء القادم بعد يوم على لقاء مقرر لقادتها بمسؤولي الحكومة لمناقشة خطة الإصلاح.

وقال فيليب مارتينيز العضو في الكونفدرالية العامة للعمل، أكبر نقابات القطاع العام «شارك عدد كبير من الناس في الإضراب، الآن نحتاج لعدد أكبر إذا ما أردنا التأثير على تلك القرارات».

وفيما كانت معظم تظاهرات الخميس سلمية، أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق عشرات من المتظاهرين بلباس أسود، حطموا الواجهات ورشقوا حجارة خلال مسيرة باريس، وأشعلوا النار في مقطورة إنشاءات. وأفيد عن صدامات أيضا في بعض المدن الأخرى. وتم توقيف عشرات الأشخاص فيما أصيب ثلاثة صحافيين بجروح بعد أن تعرضوا، على الأرجح للغاز المسيل للدموع أو للقنابل الصوتية، بينهم صحفي تركي تعرض لإصابة في الوجه.

وأفيد عن صدامات في نانت وليون ومدن أخرى، في مواجهات تذكر بأعمال العنف الذي تخللت العديد من التظاهرات الأسبوعية لحركة «السترات الصفراء» التي اندلعت في نوفمبر 2018.

عودة لعام 1995؟

ألغت العديد من الخطوط الجوية رحلات فيما توقف مراقبو الحركة الجوية عن العمل. وألغت الخطوط الجوية الفرنسية 30 بالمائة من رحلاتها الداخلية و10 بالمائة من جميع الرحلات الدولية القريبة.

وأُغلقت تسعة من 16 خط مترو في باريس، فيما تم تسيير خطوط أخرى فقط خلال ساعات الذروة، ما دفع بالمواطنين للتنقل على الدراجات الهوائية والكهربائية أو اللجوء إلى وسائل بديلة.

ولم يتضح بعد ما إذا كانت الاحتجاجات ستبلغ حجم اضرابات عام 1995 احتجاجا على إصلاح نظام التقاعد، عندما شلت الحركة في فرنسا لثلاثة أسابيع من نوفمبر لغاية ديسمبر في تحرك أجبر الحكومة على التراجع.

ونجح ماكرون، المصرفي السابق، إلى حد كبير في دفع سلسلة من الاصلاحات المثيرة للجدل منها تخفيف قوانين العمل وتشديد الوصول إلى إعانات البطالة.

لكن هذه المرة الأولى التي تتوحد فيها قطاعات مختلفة في حركة الاحتجاج.

وحتى الآن لم يتحدث ماكرون علنا حول الاضرابات رغم أن مسؤولا رئاسيا طلب عدم ذكر اسمه، قال الخميس إن الرئيس «هادئ» و«مصمم على تنفيذ هذا الاصلاح» في جو من «الإصغاء والتشاور».

ويبلغ السن الأدنى للتقاعد في فرنسا 62 عاما، وهو من الأدنى بين الدول المتقدمة. لكن هناك 42 «نظاما خاصا» بعمال سكك الحديد والمحامين وموظفي الأوبرا وسواهم، تسمح لهم بالتقاعد قبل ذلك السن وتقدم مزايا أخرى.

وتقول الحكومة إن نظاما موحدا سيكون أكثر عدلا للجميع وقادراً على ضمان الاستمرارية المالية، مع الاقرار بأن الناس سيضطرون تدريجيا للعمل لفترات أطول.