1387692
1387692
الاقتصادية

مؤتمر الحوكمة يناقش التوجهات الإقليمية والعالمية وآلية تعزيز القوانين والتشريعات

05 ديسمبر 2019
05 ديسمبر 2019

تحت شعار« نحو حوكمة شركات فاعلة وسليمة» -

كتبت - شمسة الريامية -

قال السيد حامد بن سلطان البوسعيدي، المدير التنفيذي لمركز عمان للحوكمة والاستدامة: إن المركز يقوم حاليا بإعداد ميثاق خاص للشركات الحكومية لمساندتها في النمو، وتعزيز ثقافة الحوكمة لديها، ومن المتوقع الانتهاء منه قبل نهاية العام الحالي. جاء ذلك على هامش مؤتمر حوكمة الشركات تحت شعار «نحو حوكمة شركات فاعلة وسليمة» الذي أقيم أمس في كمبنسكي الموج بمسقط.

وناقش المؤتمر التوجهات الإقليمية والعالمية في الحوكمة، وآلية تعزيز القوانين والتشريعات في مجال الحوكمة، وأهمية ممارسات الحوكمة في الشركات الحكومية والخاصة، فضلا عن التحديات التي تعيق تطبيق هذه الممارسات في بيئة الأعمال. كما يأتي انعقاده تزامنا مع المرحلة القادمة من رؤية عمان 2040 التي تمثل الحوكمة فيها ركيزة أساسية من أدوات التنمية الشاملة، إذ تعزز مفهوم الشراكة بين القطاع الخاص والعام لأهميته القصوى في التعرف بالمرحلة المستقبلية.

وقد نظم المؤتمر مركز عمان للحوكمة والاستدامة بالتعاون مع هيئة سوق المال، ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنميةOECD وذلك تحت رعاية معالي الدكتور علي بن مسعود السنيدي وزير التجارة والصناعة - نائب رئيس المجلس الأعلى للتخطيط، وبحضور عدد من أصحاب المعالي والسعادة وممثلي الجهات المعنية، ورجال الأعمال وصناع القرار في الاستدامة من خارج وداخل السلطنة.

وأشار السيد حامد البوسعيدي في كلمة ألقاها إلى أن السلطنة من أوائل الدول في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا التي تبنت مفهوم وثقافة حوكمة الشركات منذ عام 2002 من خلال إصدار ميثاق إلزامي لتنظيم وإدارة الشركات المساهمة العامة. موضحا: أن الميثاق له الأثر الإيجابي في تحسين بيئة عمل الشركات، كما عزز من أداء الشركات وساعدها على تبني سياسة الإفصاح والشفافية في تقاريرها، وكان له دور كبير في تعزيز ثقة كافة المتعاملين معها من المساهمين والمستثمرين وغيرهم.

وأكد البوسعيدي أن الحوكمة ساهمت في تأسيس مجالس إدارات تتمتع بالكفاءة العالية في اتخاذ القرار وبالمسؤولية مما انعكس هذا كله على أداء سوق الأوراق المالية وقطاع سوق المال بشكل خاص والاقتصاد بشكل عام. وأوضح: أن الشركات المدرجة في سوق مسقط للأوراق المالية قطعت شوطا كبيرا في الحوكمة، والفترة المقبلة تتطلب المزيد من الجهود والتوعية، ووضع السياسات والأدلة والمواثيق للشركات الحكومية، والشركات العائلية، والشركات المقفلة والمتوسطة الصغيرة وغيرها.

وقال البوسعيدي: إن مؤسسات الدولة تحتاج إلى الحوكمة لنجاح الشراكة بينها وبين القطاع الخاص، حتى تكون الشراكة حقيقية ومبنية على المهنية العالية، والشفافية، والثقة والعدالة في المعاملة. حيث تشير الدراسات والتقارير العالمية بأن هناك علاقة إيجابية بين ممارسات الحوكمة، ونمو الشركات، إذ أن للحوكمة فوائد عديدة على سبيل المثال لا الحصر رفع كفاءة أداء الشركات والأسواق، وتعزيز ثقة المتعاملين مع هذه الشركات، والتقليل من المخاطر والحد من الفساد، واستقطاب رؤوس الأموال.

وأوضح البوسعيدي: أن اقتصاد الدول قائم على الشركات سواء كانت هذه الشركات حكومية، أو مساهمة عامة، أو عائلية أو متوسطة وصغيرة والتي تعمل في قطاعات مختلفة ومتنوعة كالتعليم، والصحة، والصناعة، والخدمات وتقنية المعلومات والاتصالات وغيرها من القطاعات، وبالتالي فإن الحفاظ عليها أصبح أمرا حتميا وهي مسؤولية الجميع. مؤكدا على أن الحوكمة أهم أدوات الحفاظ على هذه الشركات ومرتبطة بنموها وازدهارها.

وقال: إن الحوكمة الجيدة الداعمة للاقتصاد تتطلب تفاعل جميع الأطراف من ملاك، ومساهمين، ومستثمرين، ومجالس إدارات، وجهات رقابية والمجتمع والدولة للالتزام بممارسات الحوكمة، وتطويرها بما يتماشى مع المتغيرات الإقليمية والدولية من تشريعات وممارسات.

وهدف المؤتمر إلى التعريف بأهمية ممارسات الحوكمة وفوائدها على الشركات بشكل خاص والاقتصاد بشكل عام، ومعرفة مدى حاجة الشركات لممارسات الحوكمة والآلية المثلى للتطبيق، والتأكيد على القوانين والتشريعات لترسيخ المبادئ والإلزام، ومعرفة التحديات التي تواجه الشركات بكافة أشكالها القانونية. كما ناقش عدة نقاط تمثلت في الحوكمة لنمو مستدام، والتوجهات الإقليمية والعالمية في الحوكمة، وكسب الثقة من خلال أدوات الإفصاح والشفافية وحوكمة الشركات المملوكة للدولة إلى جانب بناء نظام حوكمة فعّال.

يذكر أن المؤتمر استضاف عدة متحدثين من خارج وداخل السلطنة، ورؤساء تنفيذيين من مختلف المؤسسات التي تعمل في مجال الاستدامة، منهم جابريلا فيجيوريدو دياس، رئيسة مجلس إدارة الهيئة العامة لسوق المال البرتغالية، وفيانا جوردانت، مدير برنامج الحوكمة في الشرق الأوسط، والدكتور ناصر السعيدي مؤسس معهد حوكمة الشركات في دبي.