عمان اليوم

حلقة عمل للمدربين لإعداد مساقات تعليمية تستجيب لمعايير التعليم عن بعد

03 ديسمبر 2019
03 ديسمبر 2019

تنظمها «التربية» بالتعاون مع الايسيسكو -

انطلقت أمس بفندق كراون بلازا حلقة العمل شبه الإقليمية لتدريب المدربين لإعداد مساقات تعليمية تستجيب لمعايير التعليم عن بعد، والتي تنظمها وزارة التربية والتعليم ممثلة باللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم والمديرية العامة لتنمية الموارد البشرية وبالتعاون مع المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة -الإيسيسكو – ممثلة بمكتبها الإقليمي بالشارقة، بمشاركة أساتذة جامعات ومتخصصين من وزارات التربية والتعليم في موضوع التعليم عن بعد والتعليم الإلكتروني بدول مجلس التعاون الخليجي.

تطوير أداء الأطر التعليمية

تهدف الحلقة والتي تعقد على مدى يومين إلى تعزيز مهارات وخبرات الأطر التربوية العاملة في إعداد مساقات تعليمية تستجيب لمعايير التعليم عن بعد من خلال بحث واقع برامج وأساليب تدريب المدربين في هذا المجال، وتوضيح سبل تطوير محتوى وأهداف وأساليب التكوين بالاعتماد على أحدث التجارب التربوية العالمية، بالإضافة إلى توضيح سبل وضع مساقات تعليمية ومتجددة ومناسبة للأهداف التربوية والتنموية الموضوعية، وتحديد وشرح أفضل الأساليب التربوية والعلمية لتقييم نتائج المساقات التعليمية ومدى تعزيزها للخبرات والمهارات في برامج التعليم عن بعد، وتبادل الخبرات والمعارف بين المشاركين وإطلاعهم على مشاريع وتجارب رائدة في مجال تطوير برامج تدريب وتأهيل المدربين في مجال وضع المساقات التعليمية المستجيبة لمعايير التعليم عن بعد.

وقد رعى حفل افتتاح الحلقة المكرم الشيخ الدكتور الخطاب بن غالب الهنائي نائب رئيس مجلس الدولة، وتطرق الدكتور علي رحال خبير بمكتب الإيسيسكو بالشارقة في كلمة المنظمة إلى دور الإيسيسكو بصفتها بيت خبرة ومعرفة في خدمة الأهداف الحضارية للعالم الإسلامي ودعمها لجهود دولها الأعضاء في التطوير لمجالات التربية والعلوم والثقافة والاتصال، وبالأخص المجال التربوي الذي حظي باهتمام كبير من الإيسيسكو، حيث أطلقت المنظمة إستراتيجية تطوير التربية في العالم الإسلامي من أجل تحقيق أهداف تربوية محددة وواضحة بهدف دعم جهود دولها الأعضاء في تطوير منظومتها التربوية، كما أولت الإيسيسكو اهتماما خاصا ببرامج التدريب والتأهيل للمعنيين بإعداد مساقات تعليمية متخصصة بالاعتماد على أحدث التقنيات الرقمية بما يثري خبراتهم ومعارفهم عن بعد؛ لرفع كفاءاتهم وتجويد نتائج أعمالهم، واختتم كلمته بالقول بأن الإيسيسكو تسعى للوصول من خلال هذه الحلقة إلى رؤى وأفكار جديدة تسهم في تطوير أداء الأطر التعليمية والإدارية في دولها الأعضاء بما يخدم الأهداف التنموية الطموحة في تلك الدول، وستهتم الإيسيسكو بكل ما يصدر عنها وتأخذ بعين الاعتبار في رسم برامجها التربوية المستقبلية.

أهمية التدريب الإلكتروني

وأكد محمد بن سليّم اليعقوبي أمين اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم في كلمة اللجنة أن التعليم هو المرتكز الأساسي للأمة، والذي تبنى عليه نهضتها الحضارية وسبقها الثقافي، الذي به تبنى شخصيات أبنائها وبناتها بما يجعلهم لبنات إيجابية في بناء المجتمع وتماسكه، وتجاوز تحدياته، وقد أدى التطور المتزايد في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات إلى التوسع في استخدامها في المجالات التعليمية، مما أدى إلى زيادة كفاءة أشكال التعليم عن بعد على نحو مرتب ومكمل لمؤسسات التعليم النظامية. وقد أصبح التعليم وتعدد الأنماط التعليمية عنصرين جوهريين ومتناميين في منظومة التعليم المتكاملة في المجتمعات الحديثة، وبلا شك فإن الاستثمار الناجح للتقنية المعلوماتية ووسائل الاتصال الحديثة لها أثر كبير في التعليم عن بعد.

وأضاف قائلا: «يعد مشروع التدريب الالكتروني من أهم المبادرات التي قامت بها وزارة التربية والتعليم؛ انطلاقا من حاجتها في التنويع في مجالات التدريب، ولسد حاجة منسوبيها فيه، والوصول إليهم بأسلوب يراعي ظروفهم وخصوصياتهم؛ لذا يعتمد التدريب الإلكتروني على تقديم برامجه باستخدام التقنيات الحديثة، وتحديدا تقنيات التعليم والتدريب الالكتروني لتسهم في تحسين أداء المتدربين وتطويرها. ويهدف المشروع إلى شمولية التدريب لجميع موظفي وزارة التربية والتعليم، وتحقيق نقلة نوعية في تقنيات التدريب المهني للموظفين، وبناء مكتبة إلكترونية لبرامج التدريب عن بعد وتحسين العملية التدريبية وحل الكثير من المشكلات التي تعترض الوزارة في تقديم التدريب للمستفيدين بكفاءة ونوعية عالية».

وأوضح في ختام كلمته أن مختلف الجهات المعنية بالتعليم في السلطنة كمؤسسات التعليم العالي وغيرها تولي الكثير من الاهتمام في توظيف أحدث التقنيات ووسائل الاتصال والمعلومات في برامجها وخططها لتعزيز وبناء قدرات ومهارات المستفيدين منها لتحقيق الأغراض المرجوة من التعليم عن بعد.

أوراق العمل

وتم خلال حفل افتتاح الحلقة عرض فيلم حول النظام التدريبي في مركز التدريب الرئيسي بوزارة التربية والتعليم، والذي يقوم على مبدأ التدريب والتأهيل عن بعد ويتم فيه إدراج البرامج التدريبية بمختلف أنواعها. وتضمن اليوم الأول للحلقة جلستي عمل، ترأس الجلسة الأولى سالم محمد المنصوري من دولة الإمارات العربية المتحدة، أُلقي خلالها ورقتا عمل، قدمت الأولى الدكتورة فداء الشهوان خبيرة خارجية من دولة الكويت بعنوان «واقع برامج وأساليب تكوين المعنيين في مجال إعداد مساقات تعليمية تستجيب لهندسة التكوين عن بعد»، تناولت فيها عن هندسة التكوين، وأنواعه، ثم ركزت على أحد هذه الأنواع وهو التكوين عن بعد، كما تطرقت إلى المفهوم الحديث للتكوين عن بعد وأساليبه ومميزاته، وكذلك إلى المنصات الإلكترونية التي تحتوي على برامج تقوم بإدارة أنشطة التعليم والتعلم.

بعدها ألقى البروفيسور علي بن شرف الموسوي من جامعة السلطان قابوس ورقة العمل الثانية بعنوان «معايير محتوى المساقات التعليمية في هندسة التعليم عن بعد»، تناول فيها المعايير العامة للمحتوى التكويني، ومعايير تصميم المحتوى الإلكتروني، وكذلك معايير التصميم التربوية والفنية.

فيما ترأست جلسة العمل الثانية الدكتورة فداء الشهوان من دولة الكويت، وألقى خلالها ورقتي عمل قدم الأولى يوسف بن عبدالله المجيني أخصائي تدريب من مركز التدريب الرئيسي بوزارة التربية والتعليم، وكانت بعنوان «تجربة وزارة التربية والتعليم في مشروع التدريب الإلكتروني»، تناول في ورقته نظام التدريب الإلكتروني بالوزارة، وهو من أهم المبادرات التي قدمتها الوزارة انطلاقا من الحاجة لإيجاد البدائل المختلفة لسد حاجة منتسبي الوزارة في التدريب وتنميتهم مهنيا أينما كانوا بأسلوب يراعي ظروف وخصوصية المستهدفين؛ انطلاقا من رغبة القائمين على التدريب في تقديم تدريب نوعي وفق معايير عالمية تناسب الفئات المستهدفة باستخدام التقنيات الحديثة لتسهم في تحسين أداء المتدربين وتطويرها، بشكل مستمر وبأقل جهد مع إمكانية استيعاب أكبر عدد من المستهدفين بأقل تكلفة وبكفاءة عالية.

بعدها ألقت سندية سالم راشد الحنطوبي من دولة الإمارات العربية المتحدة ورقة العمل الثانية، تحدث فيها عن واقع التنمية المهنية في مدارس دولة الإمارات العربية المتحدة من خلال بيئات التعليم الإلكترونية، حيث تشمل جميع الأنظمة الإلكترونية المستخدمة في التدريب، والمستهدفين من هذا التدريب، كما تطرقت في ورقتها إلى ذكر أبرز البرامج التي تستهدف المعلمين والموظفين في وزارة التربية والتعليم بدولة الإمارات، وفي نهاية ورقتها عرضت تجربتهم في مبادرة التعليم الإلكتروني.