عمان اليوم

«جسور» تحتفل بافتتاح مركز التوحد بصحار بطاقة استيعابية تصل إلى 140 طفلا

02 ديسمبر 2019
02 ديسمبر 2019

بتمويل ومساهمة من صحار ألمنيوم وفالي وأوربك وCCJV -

مكتب صحار- خميس الخوالدي:-

أكد معالي الشيخ محمد بن سعيّد الكلباني وزير التنمية الاجتماعية أن افتتاح مبنى مركز التوحد بصحار يعد باكورة المراكز التي تنشأ بالتعاون بين الوزارة وشركات القطاع الخاص، وسيتم خلال الأشهر القادمة افتتاح عدد من الوحدات والمراكز التي تعنى بطيف التوحد. ​

وقال معاليه خلال رعايته حفل تدشين المركز الذي يأتي بمشاركة وتعاون بين الوزارة ومؤسسة جسور ذراع المسؤولية الاجتماعية لشركات صحار ألمنيوم وأوربك وفالي: إن ذلك التعاون يشمل بالأخص قطاع الإعاقة، موضحًا أن اضطراب طيف التوحد أصبح ظاهرة منتشرة في كثير من محافظات السلطنة وبالتعاون بين الوزارة وشركات القطاع الخاص يتم إنشاء هذا المراكز. ​

وبلغت التكلفة الإجمالية لمبنى مركز التوحد بصحار 470 ألف ريال عماني بتمويل من شركات صحار ألمنيوم وفالي وأوربك وبالتعاون مع وزارة التنمية الاجتماعية ومساهمة من شركة CCJV مقاول الحزمة الأولى لمشروع مجمع لوى للصناعات البلاستيكية التابع لمجموعة النفط العمانية وأوربك، وذلك ضمن برنامج المسؤولية الاجتماعية لمؤسسة جسور الذي يهدف إلى تنفيذ مشاريع اجتماعية مستدامة تخدم المجتمع وتحقق نفعًا عامًا. ​

ويتكون المركز من قاعات التكامل الوظيفي والتكامل الحسي وقاعات للتخاطب والتربية الخاصة والعلاج النفسي، إضافة إلى قاعة الموسيقى وقاعة الحاسوب والقاعة الرياضية والحديقة الخارجية. ويهدف المشروع من خلال إنشاء مركز متخصص لعلاج طيف التوحد في السلطنة إلى نشر الوعي المجتمعي لكافة شرائح المجتمع باضطراب التوحد وخصائصه وتأثيره على الأسرة وأهمية الكشف المبكر وتقديم خدمات تأهيلية متخصصة بأساليب تربوية وثقافية وعقلية مبتكرة، لتتكاتف جهود مؤسسة جسور ووزارة التنمية الاجتماعية في توفير البيئة الصحية والرعاية المثالية لمرضى اضطراب التوحد في السلطنة. ​

كما سيقدم المركز خدمات تأهيلية لكافة الأطفال المصابين باضطراب التوحد في ولايات محافظة شمال الباطنة، بطاقة استيعابية تصل إلى 140 طفلا، ويتم تشغيل المركز خلال الفترة الصباحية والمسائية وفق برامج وأهداف تم إعدادها خصيصا لكل حالة مسجلة في المركز والبالغ عددها 104 حالات، على يد كادر متخصص وفق إدارة وزارة التنمية الاجتماعية. ​

وقال فاضل بن عبدالله الشيزاوي المدير العام المساعد للمديرية العامة للتنمية الاجتماعية بمحافظتي شمال وجنوب الباطنة لشمال الباطنة: إن الوزارة دأبت على تفعيل أدوارها الريادية في تطوير الخدمات الاجتماعية وفق منهجية متكاملة تم تحديدها مسبقا ضمن خطتها الاستراتيجية والتي ركزت في أحد أهم محاورها على تطوير الخدمات المرتبطة بتأهيل الأشخاص ذوي الإعاقة وفق الإمكانات المتاحة وبشتى الوسائل الممكنة بالتعاون مع شركائنا من مؤسسات القطاع الخاص ضمن جهودهم وبرامجهم المستمرة في المسؤولية المجتمعية، حيث يأتي افتتاح هذا الصرح الشامخ ليضيف لبنة جديدة في تطوير الخدمات التأهيلية للأشخاص ذوي الإعاقة ولتعميق مستوى الجودة في خدمة فئة ذات خصوصية عالية من أطفالنا المتميزين المبدعين ذوي طيف التوحد، حيث يخصص هذا المركز خدماته لهذه الفئة بهدف تطوير قدراتها وبناء مهاراتها المعرفية والإدراكية وصولا بها إلى مراحل أكثر تقدما وقدرة على الاندماج في المجتمع مع ذويهم وقرناءهم في المستوى العمري نفسه.​

وأضاف الشيزاوي: إن الطاقة الاستيعابية الكلية للمركز تبلغ 140 طفلا موزعين على فترتين صباحية ومسائية بنظام الجلسات التي يتم تحديدها وفقًا لتشخيص الحالة حيث يقدم المركز خدماته حاليا لعدد 69 طفلًا للجلسات المنتظمة في الفترة الصباحية وعدد 37 حالة للجلسات المسائية بإجمالي 106 حالات، ونأمل أن تساهم التخصصية في الخدمة التأهيلية التي يسعى مركز التوحد بصحار لتحقيقها خلال القادم من الأيام لأن تؤتي ثمارها اليانعة وتحقق أهدافها السامية للرقي بمستوى الخدمة التأهيلية وجودتها، وثمن عاليًا ما تقدمه مؤسسة جسور في إطار برنامج المسؤولية الاجتماعية وتبنيها لهذا المشروع ودعمها لإيجاد هذا الصرح على الواقع الفعلي في هذا الوطن العزيز. كما أشاد بجهود جميع الشركات التي كان لها سبق الدعم والمساهمة في تحقيق ذلك وهما شركات أوربك وصحار ألمنيوم وفالي عمان وCCJV.​

من جانبه، قال عمر بن محمد العبري القائم بأعمال المدير التنفيذي لمؤسسة جسور: إنَّ التوحد هو اضطراب نمائي نتيجة خلل وظيفي في الجهاز العصبي يصيب الأطفال في الثلاث سنوات الأولى من العمر وحتى الآن أَسباب التوحد غير معروفة، ولكن تشير كثير من الدراسات والفرضيات إلى وجود عوامل متعددة، منها الاستعداد الجيني، والعامل البيئي وبالرغم من اختلاف خطورة وأعراض اضطراب التوحد من حالة إلى أخرى، إلا أن جميع الاضطرابات الذاتية تؤثر على قدرة الطفل على الاتصال مع المحيطين به وتطوير علاقات متبادلة، ومن الأسباب التي تزيد من خطورة تفادي هذه الأعراض عدم وجود الوعي التام لدى أولياء الأمور عن الأعراض التي تكشف وجود حالات التوحد لدى الأطفال من سن مبكرة.​

وأوضح العبري: إن مشروع مركز التوحد هو الأول من نوعه في محافظة شمال الباطنة من حيث المساحة والتجهيزات والطاقة التشغيلية، وقد خصص لفئة أطفال التوحد فقط، حيث سيستقبل الأطفال من جميع ولايات محافظة شمال الباطنة، وسيكون تحت الإشراف المباشر لوزارة التنمية الاجتماعية، حيث يعد ترجمة واضحة للتكاتف بين مؤسسات القطاع الحكومي ومؤسسات القطاع الخاص في شتى مجالات المسؤولية الاجتماعية.​

وأشار العبري إلى أن الرؤية الموحدة للشركات المؤسسة لجسور تضيف بعدًا وعمقًا جديدين للتنمية المستدامة في المنطقة لمفهوم المسؤولية الاجتماعية للقطاع الخاص. بالإضافة لكون المركز تم تنفيذه من قبل أحد المقاولين المحليين وتحت إشراف استشاري محلي، وها نحن اليوم نحتفل بأحد ثمار هذه الرؤية الثابتة والتصميم العميق لشراكاتنا المؤسسية ونجاحنا وإنجازنا الذي هو نتيجة لمنظومة عمل تكاملية تكاتفت فيها جهود شركاتنا لتظهر بهذه النتيجة المشرفة بفضل الله تعالى. حضر الاحتفال عدد من المسؤولين من القطاعين العام والخاص وممثلي الشركات الممولة. ​​​​​