1381672
1381672
الرياضية

كومان راح هدوء التصفيات وحل ضجيج كأس الخليج

28 نوفمبر 2019
28 نوفمبر 2019

المدرب الهولندي يرفض القلق -

لفت الظهور الأول للمنتخب الوطني في بطولة كأس الخليج التي تجري مبارياتها حاليًا في الدوحة، وتستمر حتى الثامن من شهر ديسمبر المقبل الأنظار وأثار الكثير من الآراء ووجهات النظر وسط تباين كبير في التعليقات.

كل الأنظار رصدت أداء الأحمر أمام البحرين في اللقاء الذي انتهى بالتعادل عبر ما قدمه المدرب الهولندي كومان من حيث الخيارات في تشكيلة اللاعبين وما قاموا به من عمل وتحركات في الملعب على ضوء خطة المدرب.

وجد تولي المدرب الهولندي اروين كومان مهمة قيادة المنتخب الوطني الأول لكرة القدم قبولا مليئا بالطموحات والتوقعات الإيجابية بأن يمضي على نهج مواطنه بيم فيربيك ذاته وتستمر البصمة الهولندية في إضفاء اللمسات السحرية على أداء الأحمر الذي شهد تحولًا كبيرًا في مستوياته الفنية خلال بطولة كأس الخليج الثالثة والعشرين وحصوله بجدارة على اللقب وتألقه في نهائيات أمم آسيا 2019 وتخطيه للدور الأول للمرة الأولى في تاريخ مشاركاته.

جاء ظهور الهولندي كومان في التصفيات الآسيوية المزدوجة المؤهلة لنهائيات مونديال قطر 2022 ونهائيات أمم آسيا بالصين 2023.

رصد ومراقبة «حية» لأوراق الأزرق والأخضر قبل المواجهة -

وكانت البداية الحقيقية لكومان في مسيرته مع المنتخب الوطني عبر مشاركة الأحمر في دورة مارديكان الرباعية التي أقيمت في ماليزيا وحصل المنتخب على لقبها بعد فوزه على سنغافورة بضربات الترجيح. كان ذلك اللقب في الدورة الدولية الودية فاتحة شهية للمدرب الهولندي وفأل خير بأن يشهد عهده نجاحات وإنجازات كبيرة تلبي طموحات جماهير الكرة العمانية وتؤكد حسن اختيار اتحاد الكرة.

عندما وصل المدرب الهولندي إلى مسقط في أيامه الأولى تحدث عن أن لديه حصيلةً معرفةً طيبةً عن الكرة العمانية وبصفة خاصة عن المنتخب الأول من خلال الاطلاع على المشاركات الأخيرة بجانب التقارير الوافية التي تلقاها من فيربيك، وهو ما اعتبره يمثل عنده صورة مبدئية وتكتمل فصولها عبر المزيد من المشاهدة للدوري ولقدرات اللاعبين والمشاركة في التصفيات الآسيوية.

سؤال عريض استقبل المدرب كومان يقول: هل يستطيع أن يقدم الجديد الذي يقود لتحسين صورة الأحمر وتحقيق قفزة نوعية في الأداء والنتائج بعد التطور الذي حدث في الفترة الماضية وأدى إلى ارتفاع سقف الطموحات؟

حاصر ترقب جماهير المنتخب البصمة الهولندية ومدى قدرتها على أن تثبت نجاحها واكتشاف وجوه جديدة قادرة على أن تتحمل المسؤولية خاصة أن الكل يؤمن بأن مهمة العمل التي تنتظر المدرب شاقة وذات شقين الأول خاص بتطوير ما هو متاح موجود خلال الفترة الحالية والثاني يتمثل في العمل على دعم خطة بناء منتخب جديد بمواصفات فنية عالية تضمن النجاحات وتحقيق النتائج الإيجابية في المشاركات الإقليمية والقارية والدولية. بدأ المدرب الهولندي عمله وهو يدرك أن وضعية المنتخب الوطني الراهنة تتطلب عملا كبيرا يحافظ على المكاسب الفنية التي تحققت في الفترة الماضية والتي حصل فيها المنتخب الوطني على بطولة كأس الخليج الماضية بالكويت وحقق أفضل ظهور له في نهائيات أمم آسيا 2019 بوصوله إلى دور الـ16 بعد أن كان في السابق يخرج مبكرا.

رافق الهدوء رحلة عمل الهولندي كومان في التصفيات وسدت النتائج الإيجابية وتحقيق الفوز في خمس من ست مباريات إلى تفاؤل جيد وتوقعات بمسيرة تزيد في ترتفع فيها مؤشرات النجاح بعد الأساس السليم الذي بناه فيربيك.

اليوم مع أول ظهور للمنتخب الوطني في بطولة كأس الخليج الرابعة والعشرين وتعادله المخيب للتوقعات أمام تواري الهدوء في التعاطي مع قيادة الهولندي كومان للأحمر وحل الضجيج بديلا عنه كأمر متوقع ويعتبر عاديا باعتبار أن لكاس الخليج خصوصية ودائما ما يكون المدربون فيها تحت «تلسكوب» الجماهير والمحللين والمتابعين ويتم تقييم جهده بصورة ترصد كل شاردة وواردة وتدقق بشكل كبير في الأخطاء.

هدوء وثقة

قابل كومان الضجيج وبعض الانتقادات بهدوء وجاء حديثه ينم عن ثقة كبيرة في أن يكون القادم جيدا ويرضي الطموحات ولم يخل أيضا من الإشارة إلى رؤيته لمباراتي السعودية والكويت المقبلتين في الدور الأول.

اعترف الهولندي كومان، بأن لاعبي فريقه سقطوا في فخ التعادل مع البحرين بسبب إهدار الفرص وعدم استغلال الهجمات بالشكل الأمثل لكنه يشعر بالسعادة للأداء الذي قدمه اللاعبون أمام فريق قوي مثل المنتخب البحريني.

وقال كومان: «كانت المباراة صعبة للغاية. أشعر بالسعادة لمستوى الأداء الذي قدمه فريقي وسنحت لنا العديد من الفرص في الشوط الثاني وكذلك المنتخب البحريني لكن المباراة انتهت بالتعادل السلبي».

وعن ارتباك لاعبي المنتخب إزاء الهجمات البحرينية المرتدة وكذلك الكرات العالية، قال كومان: «المنتخب البحريني لديه العديد من اللاعبين طوال القامة ولكننا نجحنا في التصدي لهذه الكرات العالية ولم تهتز شباكنا».

وأضاف: «في المقابل، كانت لدينا عدة فرص أمام المرمى البحريني لكننا لم نستغلها جيدًا ولم ننه هجماتنا بشكل جيد. وعلينا ألا ننسى أن المنتخب البحريني يقدم مستويات جيدة منذ فترة». وعن إشراك ياسين الشيادي في نهاية المباراة، قال كومان: «لدينا سببنا وهو أن منذر بن ربيع العلوي أنهك تمامًا في نهاية اللقاء وكان لابد من تغييره».

لا مبرر للقلق

تصريحات كومان تحمل رسالة للجميع مفادها إنه ليس ثمة مبرر للقلق فلا تزال الكرة في الملعب والفرص متاحة أمام المنتخب بأن يحقق النتائج الإيجابية ويعبر إلى الدور الثاني من البطولة.

يعلم كومان أن الأحمر عندما فاز ببطولة كأس الخليج الماضية خسر مباراة الافتتاح أمام الإمارات بهدف بعد أن كان الطرف الأفضل في المباراة ونتيجة التعادل أمام البحرين وفقا لظروف المواجهة ليس أمرا سيئا أو مزعجا كما يراه المدرب وبالإمكان تقديم الأفضل في المباريات المقبلة بعد التغييرات المتوقعة التي وعد بأنه سيجريها على التشكيلة الأساسية لرغبته في منح الراحة لبعض اللاعبين الذين أجهدوا في لقاء البحرين.

تمثل ثقة المدرب كومان في نجوم الأحمر جانبا مهما في مثل هذه البطولات وتكشف عن تقدير فني كبير لوضعية الفريق الفنية والبدنية وقدرته في تحقيق الأفضل والعمل على اصطياد النتائج الإيجابية والنقاط الكفيلة بالعبور إلى الدور المقبل.

رصد واكتشاف

حضر المدرب الهولندي كومان لقاء الكويت والسعودية الثاني في المجموعة ذاتها والذي كسبه الأزرق بثائية مثيرة.

حرص مدرب المنتخب الوطني من خلال حضوره للمباراة على تسجيل النقاط الفنية الخاصة بأداء ومستوى الفريقين الأخضر والأزرق وهو ما سيجعله ضمن خطة عمله في التحضيرات الجارية الآن لمواجهة الكويت أولا غدا ومن ثم السعودية. حصل كومان على معلومات فنية مهمة ستساعده من دون شك في وضع الخطة والأسلوب المناسب لتحقيق هدف الفوز في المباراتين أو جمع 4 نقاط على الأقل حتى تكون فرصة المنتخب الوطني طيبة في العبور إلى الدور الثاني. معرفة مدرب المنتخب الوطني لمناطق قوة وضعف فريقي الكويت والسعودية تجعل الأوراق مكشوفة أمامه وتضعه أمام اختبار صعب وهو إيجاد المعادلة الفنية التي تساعد اللاعبين على التعامل مع طموحات المنتخبين في التأهل للدور الثاني خاصة منتخب الكويت الذي كسب جرعات معنوية كبيرة ستشكل له دافعا قويا وحافزا لتفادي الخسارة في المباراة التي ستجمعه مع الأحمر وهي الثانية لكل فريق في المجموعة.

فرصة مهمة

كثيرون ينظرون إلى أن المنتخب الوطني لم يقدم المستوى الفني الذي يتناسب مع قيمته الفنية كبطل أمام البحرين وإن ضياع الفرص كاد أن يكلفه فاتورة باهظة لولا تألق الحارس فايز الرشيدي في التعامل مع الفرص الخطرة للبحرين في الشوط الثاني.

يتحدث محللون عن أن مواجهة المنتخب الوطني المقبلة أمام الكويت تعتبر فرصة مهمة للمدرب الهولندي كومان ليقدم فريقه في صورة أفضل مع خطة تمكن اللاعبين من تقديم مباراة قوية وكبيرة ويحققوا الفوز فيها حتى تنتعش الأمنيات بالعبور إلى الدور الثاني وأي نتيجة غير الفوز ستعقد كثيرا من إمكانية التأهل للدور الثاني في البطولة.

ويشير مدرب وطني يعمل في الدوري المحلي إلى أن مباراة البحرين كانت أشبه بالبروفة للمدرب كومان الذي يحل في ملاعب كأس الخليج للمرة الأولى وستجعله يتعرف على الأجواء وأمامه تحديات كبيرة تحثه على التركيز والتعامل مع المباريات المقبلة بحسابات دقيقة خالية من أي تقديرات خاطئة.