المنوعات

تشكيلي جزائري يستعمل جلود الحيوانات في لوحاته

27 نوفمبر 2019
27 نوفمبر 2019

الجزائر، «العمانية»: لم يمكث التشكيليُّ طاهر بلال طويلاً في وظيفته أستاذاً للُّغة الإنجليزية، إذ استقال بدافعٍ من شغفه بالرسم، لكنّه اضطر للعمل في التجارة ومرشداً سياحيّاً ليكسب قوته.

وقد شكّلتْ سنة 2001، بداية مغامرته الفنيّة، التي خاضها متسلحاً بعصاميته وقوة إرادته وثقافته الواسعة، فكان أن نظّم سنة 2016، أول معرض فردي له بمدينة تيزي وزو شرق الجزائر. ومنذ ذلك التاريخ، لم يُشارك في أيّ نشاط فنّي، وظلّ يجمعُ شتات أفكاره، إلى أن أُتيحت له فرصة عرض 40 لوحة، بغاليري حسين عسلة بالجزائر.

ويرى طاهر بلال أنّ أعمال معرضه الأخير، تستمدُّ خصوصيتها من الأسلوب الذي اعتمده في تشكيل لوحاته، وكذا من المواضيع التي اشتغل عليها، على غرار الأميّة، وانهيار القيم الاجتماعية، والتصحُّر الثقافي، والإقصاء، والعنصرية، والإرهاب، والتخلُّف العلمي والاقتصادي، والمشكلات البيئية.

ويؤكد الفنان، في تصريح لوكالة الأنباء العُمانية، أنّ اعتماده على اللّون الأسود في كثير من الأعمال، يرمزُ إلى التصحُّر الثقافي الذي أصبح علامة تسم الحياة الاجتماعية المعاصرة، وهو القاسمُ المشترك بين معظم شعوب العالم الثالث. وقد جسّد الفنان ذلك بشكل ساخر في إحدى لوحاته، حيث استبدل صورة قرص موسيقي وشرائح بطاطا وخس وطماطم، بصورة الوجبة الأمريكية الشهيرة «ساندويتش البورغر»، ووضع بجانبها شوكة ومجموعة ألوان زيتية، ليُقدّم رسالة مفادُها أنّه لا ضير من الجمع بين غذاء البطن وغذاء العقل والروح.

ويُبرز المعرض اعتماد الفنان، بشكل أساسي، على قطع من الجلد الملوّنة، التي يقوم بلصقها على الورق، للتعبير عن موضوعاته. وفي هذا الشأن، يؤكد الفنان أنّ قطع الجلد، التي استعملها في لوحاته، جُمعت من بقايا الجلود التي كانت مصانع حقائب اليد الفاخرة تستوردُها من إيطاليا في سبعينات القرن الماضي. ولم يكن استرجاعُه لها، واستعمالُها، إلا كنوع من الاعتراف بالجميل لتلك الحيوانات، التي تُشكّلُ عنصُراً مهمّاً في استمرار البشرية؛ «ذلك أنّنا نأكلُ لحومها، ونستعمل جلودها في كثير من شؤون حياتنا، وقد آن الأوان لأن تجد لها مكاناً في أعمالنا الفنيّة» بحسب تعبيره.

ويُلاحظُ على جلّ الأعمال المعروضة، أنّها مرفوقة بعناوين باللُّغة الفرنسية أحياناً، وبالإنجليزية في أحيان أخرى، كلُّها مستوحاة من كتابات شعراء وكُتّاب جزائريين معروفين، أمثال رشيد ميموني، وجمال عمراني، ومولود معمري، ومولود فرعون، وكتابات أدباء أجانب، على غرار أرنست همنغواي، ووليام فولكنر، وجان كوكتو، وفيكتور هوغو.