1381344
1381344
تقارير

أهو موت إكلينيكي في الـ «70» ؟ ... الناتو ينشد العون من الحكماء

27 نوفمبر 2019
27 نوفمبر 2019

بروكسل- (رويترز)-(أ ف ب) :من المتوقع أن يطلب حلف شمال الأطلسي من مجموعة من «الحكماء» المساعدة في إصلاح التحالف بعد تشكيك الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في أهميته وقول الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إنه يحتضر.

وتستضيف لندن قمة يعقدها الحلف في الرابع من ديسمبر المقبل بمناسبة مرور 70 عاما على إنشائه سيحاول قادة الدول التسعة والعشرين الأعضاء فيها إظهار وحدة الصف لكنهم يواجهون أسئلة عن مستقبل التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.

ويشعر حلفاء واشنطن في أوروبا وكندا بالحيرة مما قد يطرحه ترامب بعد أن انتقد ألمانيا في قمة الحلف في يوليو 2018 وفكّر في الانسحاب منه قبل أن يثني عليه وينسب لنفسه الفضل في الإصلاحات الموعودة.

ومنذ ذلك الحين نفّس ماكرون عن شعوره بالإحباط مما يقول دبلوماسيون فرنسيون إنه غياب التنسيق في الحلف على مستوى سياسي والتقاعس عن تناول موضوعات محظور الخوض فيها.وقد وصف ماكرون الحلف بأنه في حالة «موت إكلينيكي».

وجاءت تصريحاته في أعقاب قرار سحب القوات الأمريكية من سوريا الذي دفع تركيا لشن هجوم على وحدات حماية الشعب الكردية في شمال سوريا. وتعتبر تركيا مقاتلي وحدات حماية الشعب إرهابيين رغم أنهم ساعدوا واشنطن في هزيمة تنظيم «داعش».

ويخشى حلفاء أنقرة في حلف شمال الأطلسي من أن يضعف الهجوم الحرب على مقاتلي تنظيم «داعش».

ورجح دبلوماسيون أن تتبنى القمة اقتراحا فرنسيا ألمانيا لتشكيل مجموعة من الشخصيات المرموقة تحت إشراف الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرج وذلك لمعالجة المخاوف بشأن مستقبل الحلف.وسيقدم «الحكماء» تقريرهم في أواخر 2021 عندما يحين موعد عقد قمة الحلف التالية بما يهيئ السبيل لتطبيق إصلاحات.

وقال دبلوماسي فرنسي رفيع يشارك في المناقشات «نحاول توجيه الصدمة الكهربائية المولّدة (بتصريحات ماكرون) لإنشاء حوار سياسي».

وأضاف أن الهدف هو «إعادة التوازن للتحالف عبر الأطلسي» مع اعتراف أوروبا بأن واشنطن تتحمل مسؤولية أكبر مما يجب.

وعلى الأرجح ستكون المجموعة صغيرة تجمع بين سياسيين كبار وغيرهم ممن يمكنهم طرح أفكار أقدر على التغيير الجذري.

وفي لفتة موجهة إلى ترامب، من المتوقع أن يتم الاتفاق في القمة على تحمل حلفاء الولايات المتحدة حصة أكبر من تكاليف إدارة الحلف وتقليل حصة واشنطن من التمويل السنوي المخصص لمقر الحلف والعاملين فيه بدءا من 2021.

ومن المنتظر أن يوافق القادة على مطلب أمريكي بأن يخصص الحلفاء الأوروبيون المزيد من الكتائب والسفن والطائرات لحلف شمال الأطلسي لتكون جاهزة للقتال كقوة ردع في مواجهة أي هجوم محتمل من روسيا.

«ماذا سيقول ترامب؟»

قال دبلوماسي أوروبي كبير في الحلف «لا أحد يعرف بالطبع ما سيقوله ترامب. لكننا لا نعرف الآن ما سيقوله أيضا ماكرون أو (الرئيس التركي رجب طيب أردوغان)».

وستكون القمة قصيرة على غير العادة إذ تستغرق يوما واحدا وتعقد في ناد فاخر للجولف وذلك لتضييق المجال أمام الخلافات الدبلوماسية رغم أن بريطانيا تحرص على استضافة القمة في الوقت الذي تتأهب فيه للخروج من الاتحاد الأوروبي.

كان الحلف قد تأسس في العام 1949 للتصدي لخطر الاتحاد السوفيتي الشيوعي لكن أهميته تجددت بعد أن ضمت روسيا شبه جزيرة القرم إليها في 2014.

ويتعرض الحلف الآن لضغوط للمساهمة في حل بعض من أعقد الأزمات العالمية وقد دفعته واشنطن لبحث موقفه من الصين التي تمثل قوة عسكرية متنامية.

وقال ضابط الجيش النرويجي اللفتنانت كولونيل ستين جرونجستاد خلال تدريب جنود نرويجيين سيتولون تدريب قوات حكومية محلية في العراق تحت علم الحلف «الضغوط على النظام كبيرة». وأضاف «من الصعب على الجيش أن ينفذ دفاعا إقليميا وتدريبا وعمليات دولية في آن واحد».

وهذه مسألة حساسة لألمانيا التي تعد أكبر اقتصاد في أوروبا لكنها تعاني من قدم الأسلحة ولا تستهدف تحقيق الحد الأدنى المستهدف لإنفاق الدول الأعضاء في الحلف حتى عام 2031. وقال مصدر دفاعي ألماني لرويترز «لكن السؤال لا يزال هو ما إذا كان الساسة مستعدين لحجم الإنفاق الكبير».

«ميركل تدافع»

دافعت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أمس عن حلف شمال الأطلسي الذي وجه إليه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون انتقادات حادة وقالت إن لألمانيا مصلحة في ضمان وحدة التكتل اليوم أكثر من أي وقت مضى حتى أثناء الحرب الباردة.

وقبل أيام على انعقاد قمة لقادة الحلف، قالت ميركل إن التكتل كان «سدا منيعا من أجل السلام والحرية». وأضافت أمام مجلس النواب «من مصلحتنا الحفاظ على حلف شمال الاطلسي اليوم أكثر من أثناء الحرب الباردة».ويأتي الدفاع الشديد لميركل عن الحلف في أعقاب إعلان ماكرون أن هذا الحلف في حالة «موت دماغي». وفي مقابلة مع صحيفة إيكونوميست في وقت سابق في نوفمبر الحالي صدم ماكرون حلفاءه بعد أن انتقد غياب التنسيق بين أوروبا والولايات المتحدة. وانتقد أيضا الخطوات الأحادية لتركيا، العضو في الحلف، في سوريا.وآنذاك انتقدت ميركل ماكرون متحدثة عن «أحكام مطلقة» غير ضرورية.وفيما لم تشر إلى ماكرون مباشرة في خطابها أمام البرلمان الألماني، ردت ميركل على انتقادات الرئيس الفرنسي.

وأقرت بأن تركيا كانت «شريكا صعبا» في الحلف الأطلسي، لكنها أشارت أيضا إلى أن الشراكة تعني القدرة على التعبير عن اختلافات الرأي.

وقالت «أقول إن تركيا يجب أن تبقى عضوا في حلف شمال الأطلسي لأنه من المهم استراتيجيا للتحالف أن تكون تركيا ضمنه». -أوروبا لا يمكنها الدفاع عن نفسها-وتأتي العاصفة بشأن الشراكة على جانبي الأطلسي في وقت يحتفل الحلف بذكرى 70 عاما على تأسيسه. وعدا عن الخلاف إزاء تصريحات ماكرون، كثيرا ما انتقد ترامب الحلفاء الأوروبيين لعدم تخصيصهم أموالاً كافية للحلف ولنفقاته العسكرية. بل إن ترامب وفي قمة الحلف في بروكسل العام الماضي، وبّخ ميركل لأنها لا تبذل جهودا كافية في هذا الإطار.

ومن جانبها، لم تتجنب المستشارة الحديث عن الخلافات المتزايدة مع الولايات المتحدة بزعامة ترامب المتقلب الرأي.مشيرة إلى تغير دور واشنطن كشرطي العالم قالت ميركل إن «الولايات المتحدة ما عادت تتولى المسؤولية تلقائيا عندما تشتعل الأمور حولنا».

ومع ذلك فإن «أوروبا لا يمكنها الدفاع عن نفسها»، بحسب ميركل. لذلك أكدت ميركل أنه من الضروري الحفاظ على الحلف الدفاعي.

ومن أجل ذلك تعهدت ميركل زيادة إنفاق ألمانيا على الدفاع، لتحقيق هدف تخصيص 2 في المائة من الناتج الداخلي في بداية عقد 2030.

وفي مؤشر على أن ميركل قد تكون على طريق تجنب نزاع مباشر مع ترامب، رحب مستشار الأمن القومي للرئيس الأمريكي روبرت أوبراين في مقابلة مع صحيفة بيلد بتصريحات المستشارة.

وقال : سيكون من الرائع أن تكون ألمانيا بمستوى دورها في قيادة العالم. قدرتها الاقتصادية هائلة وهي تلعب دورا مهما في العالم».

وتابع :نتيجة لذلك من واجب ألمانيا الاستثمار بشكل مناسب في الدفاع لمصلحة الدفاع عنها .