صحافة

واشنطن إجزامينار : دروس من حقبة ريجان يحتاجها الجمهوريون

26 نوفمبر 2019
26 نوفمبر 2019

ذكرت مجلة واشنطن إجزامينار أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وحزبه الجمهوري بحاجة إلى العودة لسنوات الرئيس الجمهوري الأسبق رونالد ريجان خلال حقبة الثمانينات، ليس لصياغة أساطير بشأنه، ولكن لتعلم دروس الثمانينات وإعادة النظر في بعض من أعظم إنجازاته.

ومن أمثلة التشابه بين الرجلين أن ريجان كان يؤمن بإلغاء الضوابط التنظيمية والتخفيضات الضريبية كوسيلة لإنعاش الاقتصاد، كما أن السياسات النقدية لرئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي بول فولكر، أدت إلى الانتعاش الاقتصادي وساهمت في النمو المطرد على مدى عقدين.

وعلى عكس ترامب، أدرك ريجان أن عجز الموازنة المتولد خلال إدارته يمثل تهديدًا كبيرًا للرفاهية المالية لأمريكا، حتى لو كان غير قادر على معالجتها خلال فترة وجوده في منصبه.

حقق الرئيس ريجان العديد من الانتصارات السياسية أثناء توليه منصبه، كانت كلها تحتاج إلى دعم من الحزبين، وعمل ريجان بلا كلل لبناء تحالفات من أجل توجهاته السياسية، وكما نقل عن ريجان قوله في أكتوبر 1987، «الشخص الذي يوافقك على 80% هو صديق وحليف وليس خائنًا بنسبة 20%».

ولهذه الغاية، عمل ريجان مع رئيس مجلس النواب الديمقراطي تيب أونيل وكان على الديمقراطيين مد نطاق الضمان الاجتماعي وإغلاق الثغرات في قانون الضرائب وتحقيق إصلاح الهجرة في عام 1986.

كما منح قانون ريجان للهجرة عفوًا عن ثلاثة ملايين مهاجر غير شرعي، وبينما أراد ريجان أن يوقف الهجرة غير الشرعية، كان يعتقد أن المهاجرين ضروريون لهوية أمريكا.

وخلال خطابه الأخير كرئيس، أكد ريجان أن الموجات الجديدة من المهاجرين كانت «حيوية لمستقبلنا كأمة» وأصر على أنه «إذا أغلقنا الباب أمام أمريكيين جدد، فسوف نفقد قيادتنا في العالم قريبًا».

المهاجرون الجدد «يقدمون أكثر مما يتلقون» وغالبًا ما يكونون «رواد أعمال»، وقد أصر ريجان على أن أكبر مساهماتهم «أنهم يجددون فخرنا ببلادنا وامتناننا لها» لاستيعابها للجميع.

وفي الواقع، كان الكثير من إنجازات ريجان العظيمة نتيجة عمل عبر كل من المسارين السياسي والأيديولوجي، وكانت تخفيضات ريجان الضريبية في عام 1981 ممكنة بسبب دعم الديمقراطيين، مما ساعد في إطلاق حزمة الإصلاح الضريبي لعام 1986 من الحزبين.

لكن الأهم من ذلك، أن استعداد ريجان للتفاوض مع ميخائيل جورباتشوف - زعيم دولة الاتحاد السوفييتي السابقة - هو الذي خفف من التوترات بين القوى العظمى وأفسح الطريق أمام نهاية سلمية للحرب الباردة.

ويعتبر أعظم إنجازات ريجان في مجال السياسة الخارجية هو التوقيع على معاهدة الوقود النووي في ديسمبر عام 1987.

وأمكن توقيع المعاهدة أول مرة حين وافقت فيها الدولتان على تفكيك نسبة (حوالي 5%) من ترساناتهما النووية، وعند توقيع المعاهدة، كان على ريجان أن يتعرض للكثير من الانتقادات، وأصدر وليام باكلي طبعة من «المجلة الوطنية» بعنوان «ميثاق ريجان الانتحاري»، والتي نددت فيها المجلة بمعاهدة الوقود النووي المشتبه بها. يستطيع الجمهوريون والمحافظون المعاصرون تعلم الكثير من زيارة مكتبة ريجان ومتحفه، إن إرث ريجان الحقيقي هو إرث محافظ براجماتي كان على استعداد لتقديم تنازلات والتعاون مع خصومه السياسيين والأيديولوجيين للحكم بنجاح وفعالية.

يحتاج الحزب الجمهوري إلى ريجان الآن أكثر من أي وقت مضى، وعلى الرغم من الانتقادات الليبرالية، فإن ريجان يمثل شكلاً أكثر شمولًا وتفاؤلًا للنزعة المحافظة، وهي نزعة لا تبنى على القومية المفرطة أو الحمائية، ولكن المحافظة على أساس المشروعات الحرة والتي تستحق أن تتعاظم، ولم يفت الأوان بعد للحزب الجمهوري مرة أخرى ليكون «حزب ريجان».