oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

معطيات حديثة لدفع التطور والإنتاج

25 نوفمبر 2019
25 نوفمبر 2019

من المدرك في حركة التاريخ لاسيما الحديث المرتبط بالتطور في الاقتصاد والصناعات وأنماط الحياة، أن النظرة لكثير من الأشياء باتت غير تقليدية وتتغير بسرعة اعتماداً على العديد من العوامل ومنها؛ الضخ الهائل من المعلومات المنسابة في الشبكات الإلكترونية والوسائط الجديدة. كذلك قدرة الناس على الانفتاح والتفكير غير التقليدي بالاستناد إلى شكل المعرفة الإنسانية المعاصرة المتشكلة بفعل العوامل المذكورة من تغير نمط الحياة والنظرة إلى العالم بشكل عام.

في هذا الإطار فإن التفكير في كثير من معطيات الحياة الإنسانية وقطاعات الإنتاج وحراك الناس لم يعد يرتبط أو ينساق وفق الرؤى القديمة وربما الحديثة إلى وقت قريب، فالتغير بات أسرع من المتوقع، كما أن القدرة على التنبؤ بعقليات الناس وما يريدون بالضبط باتت من الأمور غير السهلة، إلا وفق استقراءات بذات سرعة التحولات نفسها، تعمل على مواكبة العقل الإنساني في عالم جديد.

هنا يمكن أن ننظر إلى قطاعات عديدة، ومنها على سبيل المثال؛ قطاع السياحة والتجارة واللوجستيات أو الصناعات بشكل عام، الذي لم يعد يدار بذات الأساليب الكلاسيكية، بل إن التطوير فيه تجاوز مدى المعقول من حيث النظرة المعتمدة على الخيال المتسع الذي يجعل القطاع المعين عملاً إبداعياً يؤتي ثمرته من خلال القدرة على التخيل الكبير لابتكار الرؤى والمشاريع، بدلاً من مجرد الاعتماد على الأدوات المباشرة في النظر للقيم الثقافية والطبائع وايضا ما تحفل به البيئة والطبيعة المباشرة، إذ لابد من إلقاء النظر إلى ما وراء ذلك، بحيث يتاح بالفعل الانتقال إلى عالم أكثر حداثة وإنتاجية وفاعلية مع التطلعات الإنسانية في العالم المعاصر.

لقد تغير العالم بشكل غير مألوف في العقدين الأخيرين مع ثورة المعلومات والتقنيات الهائلة، وهذا جعل الاقتصاد يتحرك وفق هذه القيم الجديدة وقدرات الشعوب على النفاذ إلى ما خلف الحدود التقليدية في محاولة رؤية عوالم غير معهودة تتسم بالإيجابية في التفاعل مع العقل البشري، الذي من أهم ميزاته القدرة على الاستيعاب للمستجد برغم أنه في البدء قد يرفضه، لكن بمجرد التماهي معه يصبح معتاداً عليه، بل ربما سارع إلى الرغبة في التغيير وإبدال الجديد بالأكثر توليداً للفاعلية الذهنية والإبداع.

إن إعادة التفكير في أنماط التفكير في الشعوب وقراءة التفاعل الإعلامي والثقافي في المجتمعات وفق قراءة حديثة سوف يعطي مساحات نحو الابتكار الحقيقي الذي يساهم فعلياً في النفاذ إلى المزيد من الفرص المستقبلية، التي هي ليست مجرد نقلاً حرفياً عن آخرين أو ابتكار مُشوّه لا يقوم على استيعاب التراث المحلي المتوارث عبر القرون، بل هي قدرة عظيمة على العمل لأجل المستقبل بناء على المعرفة وشحذ الأذهان بالمعرفة والتفكير المثير للقلق بشأن الحقائق والشك فيها في الآن نفسه، بما يجعل المعرفة علمية إنتاج فعلي للأسئلة المستمرة التي تجعل التاريخ لأي مجتمع أو بلد يدخل في عالم بديل أكثر ثقة بالذات والقيم والمعاني الكبيرة للحياة.