صحافة

البرنامج الانتخابي لحزب العمال.. الدفع مقابل الإنفاق

25 نوفمبر 2019
25 نوفمبر 2019

كشف زعيم حزب العمال البريطاني المعارض، جيرمي كوربين، في إحدى جولاته الانتخابية في مدينة برمنجهام بوسط إنجلترا، يوم الخميس الماضي عن برنامجه للانتخابات التشريعية التي ستجري يوم 12 ديسمبر المقبل، وتحدى فيه بمحاربة المصرفيين والمليارديرات من أجل المواطن العادي، ووعد بتغيير اجتماعي جذري يشمل تأميم قطاعات رئيسية في بريطانيا وإجراء استفتاء ثان على بريكست.

ويعتبر كوربين أن برنامجه الانتخابي هو «الأكثر جذرية وطموحًا لتغيير بريطانيا، الذي لم يتم طرحه منذ عقود.. وهي فرصة لا تتكرر للتغيير الحقيقي». ويأمل أن تطغى رسالة التغيير هذه على الانتقادات الموجهة إليه بسبب موقفه غير الواضح من البريكست. فيما يرى بعض من أعضاء حزبه أن خططه تفتقر إلى الوضوح الذي تعهد به جونسون لإنجاز الانفصال عن الاتحاد الأوروبي. ومن بين الوعود التي أدرجها كوربين في برنامجه الانتخابي، تأميم قطاع السكك الحديدية والمياه والطاقة وخدمات الإنترنت والاتصالات، إضافة إلى وضع استثمارات كبيرة في الخدمات العامة وإصلاح الشركات واقتراح اقتصار ساعات العمل الأسبوعية على 32 ساعة. ووعد بـ«ثورة صناعية خضراء» لمعالجة ما وصفه بـ«حالة المناخ الطارئة» من خلال تركيز الوظائف الجديدة والصناعات على جهود معالجة الاحتباس الحراري.

وحول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي المقرر في 31 يناير 2020 أوضح كوربين في برنامجه الانتخابي انه خلال ستة أشهر من توليه الحكومة، سيبرم اتفاق بريكست جديدًا مع الاتحاد الأوروبي، وسيجري استفتاءً ثانيًا على عضوية بريطانيا في الاتحاد، وستكون الكلمة الأخيرة للشعب البريطاني، أما الموافقة على الاتفاق الجديد للبريكست أو البقاء في الاتحاد، وستنفذ حكومة العمال نتائج الاستفتاء.

كما يشمل البرنامج الانتخابي لحزب العمال أيضًا على وعود كبيرة مثل: زيادة رواتب العاملين في القطاع الخاص بنسبة 5%، وإلغاء الرسوم الجامعية، وإعادة احتكارات للملكية العامة مثل الاستحواذ على جزء من شركة «بريتش تليكوم» العملاقة للاتصالات، وتوفير إنترنت مجاني للجميع.

ويخطط الحزب لزيادة في الاقتراض لتمويل الاستثمارات التي قدرها معهد الدراسات المالية بنحو 55 مليار جنيه استرليني سنويًا. كما وعد بزيادة الضرائب على الخمسة بالمائة الذين يحصلون على أعلى عائدات، وزيادة ضرائب الشركات، وفرض ضرائب على شركات النفط والشركات المتعددة الجنسيات، كما يرغب الحزب في وضع العمال في مجالس إدارة الشركات والاستثمار في النقل وبناء 150 ألف منزل منخفض الكلفة في العام.

ومن جانبه، هاجم حزب المحافظين تلك الخطط ووصفها بأنها «موجة إنفاق طائش يمكن أن تضر الاقتصاد البريطاني بشدة». ويؤيد ذلك ما ذكره بعض المحللين من أن الزيادات الضريبة من المرجح أن يكون لها آثار غير مباشرة على مستوى الدخل، بحسب صحيفة «الجارديان».

صحيفة «ديلي ميل» ذكرت في تقرير لها بعنوان «مخطط للإفلاس» أن كوربين «الماركسي» يعتزم تحصيل 83 مليار جنيه استرليني لتنفيذ برنامجه الانتخابي، وهو يعتبر «سرقة للضرائب» حيث يعلن كوربين الحرب على الزواج والميراث والأعمال التي من خلالها ستحدث الزيادات الضريبية.

أما صحيفة «ديلي ميرور» العمالية فتقول لقرائها بأن الحزب إلى جانبكم، وان مقترحات البرنامج الانتخابي ستعيد بناء بلد خربته تسع سنوات من تقشف حزب المحافظين الحاكم. فيما انتقدت صحيفة «ديلي اكسبريس» المحافظة الإنفاق الباهظ لحزب العمال وان خبراء معهد الدراسات المالية يرون أن وعود حزب العمال غير موثوق بها. فيما اعتبرت صحيفة «التايمز» أن برنامج حزب العمال يعتبر أغلى برنامج انتخابي في التاريخ السياسي البريطاني.