صحافة

جونسون وكوربين يخوضان مباراة في الملاكمة السياسية

25 نوفمبر 2019
25 نوفمبر 2019

مناظرة تلفزيونية لهما في حملة الانتخابات البريطانية العامة المقررة 12 ديسمبر المقبل، تقابل رئيس الوزراء زعيم حزب المحافظين، بوريس جونسون، مع غريمه زعيم حزب العمال المعارض، جيرمي كوربين، في مناظرة تلفزيونية مساء الثلاثاء الماضي أشارت إليها بعض الصحف بأنها بمثابة مباراة في «الملاكمة السياسية».

وذكرت التقارير الإعلامية أن بوريس جونسون يبدو انه دخل المناظرة في مواجهة مع جيريمي كوربين، وهو يعتبر نفسه في «نزال قوي»، يتعين عليه أن يخرج منه متفوقًا بـ«الضربة القاضية»، وهو ما لم يحدث حتى نهاية المناظرة.

وفي يوم إجراء المناظرة زار جونسون صالة رياضية للملاكمة في مدينة مانشستر، ودخل حلبة نزال ومارس بعض ضربات الملاكمة مع المدرب ستيف إيجان، مرتديًا قفازات ملاكمة كتب عليها «انجز بريكست Get Brexit Done»، استعدادًا لخوض معركة الملاكمة السياسية مع غريمه كوربين.

وحول هذه المناظرة قال جونسون: «لنضع حدًا للمراوغات والمماطلات والانقسامات.. وما أن نتمكن من تمرير اتفاق البريكست في البرلمان بعد الانتخابات، يمكننا بعد ذلك التصدي لأولويات الشعب».

صحيفة «ديلي ميل» تصورت أنها بالفعل ملاكمة سياسية حيث قالت: إن جونسون «طرح كوربين على الحبال». فكاتب العمود في الصحيفة، هنري ديديس، يعتقد أن «سجل النتائج لدى القضاة كان من شأنه أن يتفوق رئيس الوزراء»، فهو قدم «أداءً مضمونًا».

وخلال المناظرة هاجم جيرمي كوربين خصمه بوريس جونسون عندما أعلن انه يحاول إبرام اتفاق تجاري مع الاتحاد الأوربي عقب البريكست وقبل انتهاء الفترة الانتقالية في ديسمبر 2020 مخاطبًا جونسون: «لن تنجحوا في ذلك في بضعة أشهر وتدركون هذا الأمر تماماً»، معتبرًا أن الأمر سيستغرق «على الأرجح سبع سنوات من التفاوض لإنجاز اتفاق تجاري».

كما وجه كوربين اتهامه لجونسون بعقد «اجتماعات سرية» مع الولايات المتحدة لفتح قطاع الصحة العامة جزئيًا أمام شركات الأدوية الأمريكية، وهو ما رفضه جونسون معتبرًا الأمر «مختلقا بالكامل».

وبدوره، هاجم جونسون غريمه كوربين على خلفية تردده في ملف بريكست، لكن الأخر رد بالقول إن «الأمر واضح جدا»، «ثلاثة أشهر للتفاوض على اتفاق بريكست جديد» و«ستة أشهر لإجراء استفتاء» يتيح للبريطانيين الموافقة عليه أو البقاء في الاتحاد الأوروبي.

وتحت عنوان «الجمهور استخدم الضحك كسلاح استنزاف» كتب كونيتين ليتس في صحيفة «التايمز» تحليلًا سياسيًا وصف فيه المناظرة بأنها كانت «رياضة جيدة» بشكل غير متوقع، حيث كان بها تذبذبات، وسخرية من الجمهور، وفضيحة ملكية، وسؤال طريف في نهايتها حول هدايا عيد الميلاد (الكريسماس) كل منهما للآخر، فقال كوربين إنه سيمنح جونسون نسخة من كارولز ديكنز حتى يتمكن من التعرف على طرق البخل. بينما قال بوريس، إنه سيعطي جيريمي وعاءً من مربى دامسون محلي الصنع.

وتقول «التايمز»: إن ضحكات الجمهور الداعمة أو المستهزئة أو الشاجبة استخدمت كسلاح استنزاف. وان مديرة الجلسة، جولي إيتشنجهام من تلفزيون «آي تي في» هي «الفائز الحقيقي»، بينما ترى صحيفة «آي» أن الفائز الحقيقي هم الأشخاص الذين كانوا يطرحون الأسئلة من جمهور الحاضرين بالاستوديو، وأن عرض المتناظرين، جونسون وكوربين، كان متواضعا، حيث ركزا خطوط الهجوم الرئيسية بينهما على «البريكست» و«هيئة الصحة الوطنية». واتهمهما أحد الحاضرين بأنهما لم يرتقيا لمستوى النقاش، متسائلاً كيف يمكن لأحد أن يثق بهما. واستهزأ الحاضرون مرارًا بتصريحاتهما.

وسخرت صحيفة «ديلي إكسبريس» من كوربين بقولها إن الأمر كان «نقاشًا للنظارات الملتوية» في إشارة إلى نظارة كوربين المائلة على أرنبة انفه، وأصرت على أن جونسون أظهر رؤية واضحة، بينما تهرب كوربين تسع مرات من توضيح ما إذا كان سيدعم البريكست أم سيبقي على استفتاء ثان للبريكست.

وذكر جونسون أن كوربين سيسبب المزيد من الاضطرابات بتنظيم استفتاءين جديدين الأول على البريكست والثاني على استقلال اسكتلندا، وأضاف: إنه الوحيد القادر على تنفيذ البريكست في موعده المحدد في 31 يناير 2020، وختم بالقول: «انضموا إلينا لإنجاز البريكست والمضي قدما بهذا البلد، وإلا فإن الخيار البديل في العام المقبل هو أن نمضي عام 2020 بأكمله في مزيد من التردد والتأجيل».