1377644
1377644
عمان اليوم

112 مشروعا تتنافس على جائزة السلطان قابوس للعمل التطوعي في دورتها السادسة

23 نوفمبر 2019
23 نوفمبر 2019

الصوافي: العمل التطوعي يحتاج أولا إدراك احتياجات الناس في المجتمع -

تحتفل وزارة التنمية الاجتماعية في الخامس من شهر ديسمبر القادم بجائزة السلطان قابوس للعمل التطوعي في دورتها السادسة لعام 2019م، والتي يتنافس لنيّل شرف الفوز بها 112 مشروعاً على مستوى الأفراد والجمعيات والمؤسسات منها 41 مشروعاً على مستوى الأفراد، و71 مشروعاً على مستوى الجمعيات والمؤسسات.

وحول أهمية الجائزة أكد الشيخ إبراهيم بن ناصر الصوافي أمين الفتوى بوزارة الأوقاف والشؤون الدينية أن للجائزة أثراً إيجابياً عظيما، وتنم عن إيمان الحكومة بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- بأهمية العمل التطوعي، وتلفت المجتمع بأفراده ومؤسساته لبذل المزيد من الأفكار والجهود التطوعية والتنافس الشريف، مشيرا إلى أن العمل التطوعي بمفهومه الواسع لا يقتصر على مجالات أو جوانب معينة ، ولكن يشمل كل ما يقدمه الإنسان بغية وجه الله عز وجل، كما لا بد من إدراك الأنظمة والقوانين المنظمة لهذا العمل.

وأوضح أن الدين الإسلامي يحث على التطوع، والقرآن الكريم مليء بالقصص المعبرة، كقصة نبينا موسى عليه السلام مع الأختين اللتين تنتظران حتى يفرغ الناس من التزود بالماء، رغم أن النبي موسى عليه السلام غريباً عن البلدة ، ولا يعرف نظامها وسيرة أهلها، إلا أن نفسه لم تدعه يترك هاتين الأختين تنتظران مدة طويلة؛ إذ تطوع وسقى لهما، ثم تولى إلى الظل، ولم يرجع إليهما؛ لأنه لا يريد جزاء أو مكافأة، وإنما قدمه بقصد القربى إلى الله ، كما يذكر قصة « ذي القرنين » عندما أتى على قومٍ، واشتكوا إليه من يأجوج ومأجوج بأنهم مفسدون في الأرض فتطوع لبناء سد كبير لهم ، وعرضوا عليه أن يعطوه أجراً إلا أنه أبى ذلك ، ولكنه طلب منهم أن يعينوه ويتعاونوا معه، وأن يحضروا بعض المواد المعينة لبناء السد، وهذه القصة تدلل على أن الكثير من الأعمال التطوعية لا يمكن أن يقوم بها فرد أو مجموعة قليلة؛ لأن بعضها بحاجه إلى جهد وتعاون كبيرين، وتقسيم للأدوار والمهام ليتم العمل في أحسن صورة.

وأضاف الصوافي قائلاً: أي خيرٍ يقدمه الإنسان يجده عند الله عز وجل، والرسول صلى الله وعليه وسلم حث على العمل التطوعي في أحاديث كثيرة منها قوله: « من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربةً من كرب يوم القيامة»، والله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه»، ويقول: «ألا أدلكم على أفضل من درجة الصيام والقيام قالوا: بلى يا رسول الله قال: إصلاحُ ذات البين»، فالسعي للإصلاح يعد عملا تطوعيا يعود بثماره على المجتمع، وجعله الرسول في منزلة عظيمة قد تفوق الصلاة والصيام، ويقول الرسول عليه الصلاة والسلام : «الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله ، وكالصائم الذي لا يفطر، والقائم الذي لا ينام».

وبيّن بأن المتطوع عليه التيقن بأن تطوعه إخلاصا ومرضاةً لله تعالى، ولا يأمل منه شهرةً أو سمعةً أو ظهوراً أو أي مردود يعود عليه من تطوعه، فأن ساق الله له خيراً بعد ذلك فمن فضل الله عليه، وأن يتحلى بصفات الصبر والجلادة، حيث إن النفس تضعف، وقد توسوس لصاحبها للتوقف أو التراخي عن عمله التطوعي، نظراً لأنه لا يستفيد منه أي مردود مادي، بالإضافة إلى المشاورة والأخذ بآراء أصحاب الاختصاص، وكذلك وضوح الخطة التي يسير عليها، وأن يتجنب العشوائية التي تضعف الجهود.

كما أشار أمين الفتوى بوزارة الأوقاف والشؤون الدينية إلى أن الدول المتحضرة أيقنت أن التطوع يعينها كثيراً، ويسهم في بناء الحضارات، وتحقيق الأهداف ، ومنذ القدم حرص السلف على الأوقاف التي من شأنها تخفيف العبء على الجهات الحكومية أو شخص بعينه ، كأوقاف توقف للمساجد والفقراء ، وبعضها للضيوف ومرافقي المرضى ، فإذا أردنا الدخول في مضمار العمل التطوعي لا بد أولاً من إدراك احتياجات الناس في المجتمع ، وكل فئة تحاول أن تغطي جانباً من جوانب الحياة ، حيث بعضهم يقومون بعمل تطوعي في مجال الطب ومساعدة المرضى وتقديم العون لهم ولا يشتغلون بعمل آخر حتى يستطيعون التركيز في عملهم، وكذلك توجد فئة تتطوع في مجال التعليم ودعم الطلاب المتفوقين وتقديم دروس تطوعية بدون مقابل لهم، وفئة تهتم بالأرامل والفقراء والمساكين، وكذلك أعمال تطوعية تهتم بإصلاح الطرق وإماطة الأذى عنها، وأخرى تهتم بمصادر المياه وتنظيف وصيانة الأفلاج والعيون ونحو ذلك ، والناس يختلفون بتوجهاتهم وتكتمل الصورة بتعدد هذه الأعمال التي تسعى إلى تغطية أكبر قدر من احتياجات الناس في شتى المجالات ، وهذا يحقق نتائج إيجابية على الفرد والمجتمع ، لأن الفرد من خلال عمله التطوعي الذي يحصل عليه يستطيع أن ينجز كثيراً من الأفكار التي قد يقف المال حاجزا دون إنجازها.