oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

عــلاقــات مـتـيـنـة وصــداقـــة دائــمـــة

23 نوفمبر 2019
23 نوفمبر 2019

تعود العلاقات بين السلطنة والولايات المتحدة الأمريكية إلى تاريخ بعيد، ففي عام 1840م وصلت السفينة سلطانة التي أرسلها السيد سعيد بن سلطان إلى نيويورك، لتشكل بداية لهذه العلاقة ذات الأبعاد السياسية والاقتصادية والثقافية، التي تعززت عبر العقود المتعاقبة، لاسيما في عهد النهضة المباركة التي يقودها جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه-.

هنا لا بد من الإشارة إلى أن السلطنة لعبت العديد من الأدوار المهمة في إطار تقريب وجهات النظر بين الولايات المتحدة وإيران في الوصول إلى الاتفاق النووي في عهد الرئيس السابق باراك أوباما، وهو الدور الذي يشير إليه العالم ويعرفه المطلعون بكل دقة، بالإضافة إلى المساعدة في تسهيل العمليات المتبادلة لإطلاق سراح الرهائن بين البلدين وغيرها من المساعدات الإنسانية.

ويبقى إنجاز اتفاقية التجارة الحرة بين البلدين من أهم التطورات في الإطار المتعلق بالعلاقات الاقتصادية والتجارية، بما يفتح المجال نحو الأفق المستقبلي، وهو عمل مستمر يقوم عليه الطرفان بهدف تعضيده وحفزه إلى مزيد من المساحات التي تتيح التعاون البنّاء والمنفعة المشتركة لشعبي البلدين.

في هذا الإطار ينبغي الإشارة إلى التصريحات التي أدلى بها روبرت أوبراين مستشار الأمن القومي الأمريكي، لدى حضوره الاحتفال الذي أقامته سفارة السلطنة لدى الولايات المتحدة الأمريكية بمناسبة العيد الوطني الـ49 المجيد في العاصمة الأمريكية واشنطن.

وقد أكد أوبراين على العلاقات الاستراتيجية المتينة والصداقة الدائمة التي تربط بين السلطنة والولايات المتحدة منذ عقود طويلة والتي تتجسد يوما بعد يوم في أطر التعاون المشترك بين الجانبين في شتى المجالات، جاء ذلك في الحفل الذي رعته سعادة السفيرة حنينة بنت سلطان المغيرية سفيرة السلطنة لدى الولايات المتحدة. تصريح مستشار الأمن القومي الأمريكي يؤكد على ما سبقت الإِشارة إليه من علاقات الصداقة المتينة بين الجانبين، بما يعزز كل ما فيه الفائدة وتعظيم المنافع في عصر سمته الأساسية هي التكامل الاقتصادي والتجاري بين الشعوب، الذي ينعكس على منظومات الأمن والسلام الدولي.

وفي هذا البعد المتعلق بالسلام فقد جاء الجزء الثاني من تصريح المسؤول الأمريكي الرفيع، الذي أشاد بالدور الذي تقوم به السلطنة في تسهيل محادثات ومباحثات السلام في المنطقة بشكل عام وفي اليمن بشكل خاص، وهو دور مدرك ومعهود لعُمان التي تتبنى المواقف الثابتة في التزام الحياد الإيجابي وفي الوقت نفسه العمل على تقريب المسافات بين الدول والشعوب بما يخدم الأهداف الاستراتيجية للجميع في رسم المستقبل الأفضل، في ظل الإيمان العماني القوي بأن خير الشعوب ومستقبلها في تأكيد السلم والأمان والوحدة الداخلية لكل دولة بما يجعل شعب البلد المعين يعملون لصالح مستقبلهم.

أخيراً يمكن العودة إلى العلاقات في إطارها المباشر والنفعي، من تأكيد أوبراين على أن اتفاقية التجارة الحرة بين السلطنة والولايات المتحدة الأمريكية تمثل جوهر العلاقة الرئيسية بين البلدين، وبالتالي لها الدور الأساسي في توطيد التعاون الاقتصادي ودفعه إلى أفق رحب في المستقبل القريب، بما يجعل العلاقة بين الجانبين تتجه إلى المزيد من الشراكة الاستراتيجية.