1376792
1376792
العرب والعالم

واشنطن تواجه معارضة دولية قوية لتحول موقفها من المستوطنات الإسرائيلية

21 نوفمبر 2019
21 نوفمبر 2019

لوكسمبورج: على أوروبا الاعتراف بالدولة الفلسطينية بعد القرار الأمريكي -

الأمم المتحدة - (رويترز): دافعت الولايات المتحدة امس الأول عن نفسها في الأمم المتحدة في وجه معارضة قوية من الاتحاد الأوروبي والقوى العالمية الأخرى لإعلان إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنها لم تعد تعتبر المستوطنات الإسرائيلية انتهاكا للقانون الدولي.

وغير إعلان وزير الخارجية مايك بومبيو يوم الاثنين الموقف الأمريكي القائم منذ أربعة عقود بشأن المستوطنات اليهودية في الأراضي الفلسطينية المحتلة. ورحبت إسرائيل بهذه الخطوة لكنها لاقت إدانة من الفلسطينيين والقادة العرب.

وفي الأمم المتحدة، تعرض تحول السياسة الأمريكية إلى انتقادات من الاتحاد الأوروبي ومجموعة من أعضاء مجلس الأمن، بما في ذلك روسيا والصين.

وقالت السفيرة البريطانية لدى الأمم المتحدة كارين بيرس للصحفيين قبل اجتماع مجلس الأمن الدولي «كل النشاط الاستيطاني غير قانوني بموجب القانون الدولي ويقوض صلاحية حل الدولتين واحتمالات السلام الدائم». وكانت تتحدث نيابة عن ألمانيا وفرنسا وبولندا وبلجيكا وبريطانيا، أعضاء الاتحاد الأوروبي في مجلس الأمن الدولي.

وكررت نائبة السفيرة الأمريكي لدى الأمم المتحدة شيري نورمان شاليه الموقف الأمريكي الجديد بشأن المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية، قائلة إنها «لا تتعارض في حد ذاتها مع القانون الدولي». وفُسر هذا التحول على نطاق واسع على أنه ضوء أخضر لبناء المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة التي يريدها الفلسطينيون جزءا من دولتهم المستقبلية.

ويمكن أن تقوض هذه الخطوة جهود ترامب لحل النزاع من خلال خطة سلام لا تزال طور التطوير منذ عامين لكنها أثارت تساؤلات على نطاق واسع حتى قبل صدورها.

وأضافت شاليه أن الولايات المتحدة «لا تزال ملتزمة بقضية السلام، وإعلان يوم الاثنين لا يغير هذه الحقيقة».

وقال السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة داني دانون لمجلس الأمن «ردود الفعل الآلية من بعض الدول الأوروبية على إعلان (الولايات المتحدة) لا تسهم سوى في تعطيل فرص انهاء الصراع».

وقال السفير الفلسطيني لدى الأمم المتحدة رياض منصور «تصدر الإدارة الأمريكية مرة أخرى إعلانا آخر غير قانوني بشأن المستوطنات الإسرائيلية من أجل تخريب أي فرصة لتحقيق السلام والأمن والاستقرار».

ومثل العديد من التحركات المؤيدة لإسرائيل التي اتخذها ترامب، لاقى الإعلان استحسانا من المسيحيين الإنجيليين، وهم جزء مهم من القاعدة السياسية لترامب التي يعول عليها لمساعدته على الفوز بفترة ولاية ثانية عام 2020.

والمستوطنات الإسرائيلية واحدة من أكثر القضايا الساخنة في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني المستمر منذ عقود. ويرى معظم المجتمع الدولي أن المستوطنات غير قانونية، وهي وجهة نظر لطالما عارضتها إسرائيل.

من جهته، ذكر وزير خارجية لوكسمبورج جان أسلبورن أمس الأول أن على الاتحاد الأوروبي الاعتراف بدولة فلسطينية بعدما عبرت الولايات المتحدة عن دعمها للمستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة.

وقال أسلبورن لرويترز «الاعتراف بفلسطين دولة ليس معروفا ولا تفويضا مفتوحا وإنما اعتراف بحق الشعب الفلسطيني في دولته... ليس المقصود منه مناهضة إسرائيل»، لكنه إجراء يستهدف تمهيد الطريق لحل الدولتين. وقرار إدارة الرئيس دونالد ترامب انتصار لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، الذي يجد صعوبة في البقاء في السلطة بعد اقتراعين غير حاسمين هذا العام، وهزيمة للفلسطينيين.

وقد يوجه ضربة جديدة لجهود ترامب لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي عبر خطة سلام قيد الإعداد منذ أكثر من عامين لكن أثارت شكوكا كثيرة حتى قبل إعلانها. وقال الاتحاد الأوروبي عقب الإعلان الأمريكي إنه لا يزال يعتقد بأن البناء الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية المحتلة غير قانوني وفقا للقانون الدولي.

وأقر البرلمان الأوروبي تشريعا في 2014 يؤيد إقامة دولة فلسطينية من حيث المبدأ. وكان ذلك التحرك بمثابة تسوية جرى التوصل إليها بعدما سعى المشرعون اليساريون إلى حث أعضاء دول الاتحاد الأوروبي الثماني والعشرين على الاعتراف بفلسطين دون شروط.

وتواصل إسرائيل بناء المستوطنات في الأراضي التي يريدها الفلسطينيون لإقامة دولتهم المستقلة، منذ انهيار محادثات السلام برعاية الأمم المتحدة في 2014.

وتعترف أكثر من 135 دولة بالفعل بدولة فلسطينية، بما في ذلك عدد من بلدان شرق أوروبا التي أقدمت على هذه الخطوة قبل الانضمام للاتحاد الأوروبي.