1374467
1374467
المنوعات

وزير الإعلام: نعمل على إطلاق قناة للأطفال ونحتاج إلى مجهود كبير لصناعة محتوى حقيقي

19 نوفمبر 2019
19 نوفمبر 2019

مؤتمر صحفي للأطفال احتفالا بمرور 30 عاما على إطلاق اتفاقية حقوق الطفل -

كتب ـ عامر بن عبدالله الأنصاري -

عقد كل من مكتب منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسيف» بالسلطنة، ووزارة الإعلام، مؤتمرا صحفيا تحدثت فيه مجموعة من الأطفال،احتفالا بالذكرى الثلاثين لاتفاقية حقوق الطفل، وذلك في مقر مؤسسة عمان للصحافة والنشر والاعلان.

وتحدث في المؤتمر عدد من الأطفال كانوا قد التقوا كلا من معالي الدكتور أحمد بن محمد السعيدي وزير الصحة، ومعالي الدكتور عبدالمنعم بن منصور الحسني وزير الإعلام الذي شارك في حديث عفوي بالمؤتمر، مجيبا على أسئلة الأطفال وموجها لهم وناصحا في اتخاذ مسار فكري مثمر للمشاركة في بناء الوطن مستقبلا، كما قابل الأطفال مسؤولا بالمنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، وعددا من المسؤولين.

حديث عفوي

وفي حديث معالي وزير الإعلام، قال للأطفال المشاركين في المؤتمر: «أنتم أيها الأطفال مسؤولون، وإذا صادفتم شيئا لم يعجبكم من الضروري أن تعلمونا، سواء ذلك في البيت أو المدرسة أو في وسائل الاعلام، وبذلك سنعرف ملاحظاتكم، وإن سكتم فإنكم موافقون على كل ما ترونه وتشاهدونه، وفي بوابة سلطنة عمان الإعلامية -التي سيعلن عن تفاصيلها في ديسمبر المقبل- كما اشرت أن هناك مجالا خاصا للأطفال، والآن سنعمل مع اليونيسيف لتعزيز الخدمات المقدمة لأطفال عمان، وصوتكم مسموع وعليكم أن تتقدموا لليونيسيف بملاحظاتكم ومطالبكم».

وتابع معالي الحسني مخاطبا الأطفال: «دائما فكروا بأنفسكم، ولا تدعوا أحدا يفكر عنكم، كلنا ممثلين بآبائكم وأمهاتكم ومدرسيكم، كلنا نساعدكم على تحقيق أحلامكم وإيصالكم لمبتغاكم، ولكن مهمتكم أن تُسمعونا صوتكم، وتقولون لنا ما هو المناسب وما هو غير المناسب بالنسبة لكم، فمثلا إذا كان أحد منكم يريد أن يُصبح إعلاميا، من غير المنطقي أن نجربه على أن يكون طبيبا، وإذا درس الطب فلن يكون مبدعا، ولن يلامس المتعة في شيء يتعلمه غصبا، لذلك علينا أن نعمل فيما نحب من الآن لنكون مبدعين، ولنرى بالمستقبل جيلا بمختلف التخصصات مبدعا في كل مجال».

مناقشات الأطفال

وعقب كلمة معالي وزير الإعلام، تبادر لدى عدد من الأطفال أسئلة وُجهت إلى معاليه، منها حول محتوى وسائل الاعلام المختلفة الموجهة للطفل، وملاحظة أن أغلب برامج الاطفال التلفزيونية من انتاج خارجي، والانتاج المحلي يركز على التاريخ فقط، كما تحدث الاطفال عن مراقبة الجهات المعنية للفضاء الالكتروني في مختلف المنصات، وكذلك ألعاب الاطفال التي تحتوي على العنف وغيرها من المحتويات غير اللائقة.

وأجاب معالي على جملة تلك المداخلات، ففي ما يتعلق بالمحتوى الاعلامي قال: «ما نقدمه في الاعلام العماني للأطفال لا يزال دون الطموح، لنكن واقعيين وصريحين وننتقد أنفسنا، المساحة المخصصة للأطفال سيتم من خلالها تقديم برنامج تلفزيوني أو برنامجين، هي مساحة غير كافية، وبالمقابل دائما صناعة المحتوى الاعلامي للأطفال صناعة مكلفة جدا، وتحتاج إلى تعاون الجميع، سواء المؤسسات الحكومية أو القطاع الخاص، ونعكف على تنفيذ عدد من الافكار لتخرج كبرامج للأطفال، بل ونعمل على انشاء قناة مخصصة للأطفال، لكن نحتاج إلى جهود كبيرة، الموضوع ليس عملية اطلاق قناة فقط، ولكن يجب أن يكون هناك محتوى حقيقي للأطفال، وإلا سنواجه بالانتقادات، وأول المنتقدين أنتم أيها الأطفال».

وحول الفضاء الالكتروني قال: «ليس بالامكان اغلاق الفضاء الالكتروني، فنحن نعيش بعالم منفتح، ولكن من دورنا أن نقوم بالتوعية، وهناك برامج حول آلية التعامل مع وسائل الاعلام بمختلف أنواعها تقدم للأطفال من خلال زيارات المدارس وملتقيات الأطفال».

كما أشار معاليه، وفيما يتعلق بالألعاب وغيرها من المنتجات، أشار إلى ضرورة الابلاغ عن كل ما لا يناسب الأطفال، كما أشار إلى أن أبواب الوزارة مفتوحة لتلقي مقترحات الأطفال للأخذ بها.

وحول المبادرات التي تطلقها الوزارة للأطفال، تحدث معاليه عن البرامج المختلفة التي توفرها الوزارة والتي تشمل مبادرتي «جليس» و«الإعلامي الصغير» والتي تهدف إلى تشجيع الأطفال وتدريبهم للعمل في مجالات التصوير والإذاعة والتغطية الإعلامية مؤكداً حرص الوزارة على احتضان الموهوبين والتواصل معهم. كما استفسر الطلاب عن سُبل مواجهة التنمر على الإنترنت وأوضح معاليه على أهمية إشراف الآباء في هذا العمل المبكر وأن الوزارة تتعاون مع وزارة التربية والتعليم لمواجهة هذه المشكلة وتوعية جيل الغد حولها.

المؤتمر

وفي المؤتمر تحدث مجموعة من الأطفال، ومنهم الطالبة فاطمة الفارسية، وقالت: «أتاحت لي هذه اللقاءات –لقاء معالي وزير الصحة ووزير الاعلام- فرصة للتعبير عن المواضيع التي تهمنا وتؤثر على حياتنا اليومية، فنحن كأطفال نريد أن يتعرف الجميع على ما يثير قلقنا وتساؤلاتنا وأن نشارك كذلك في صناعة القرار».

فيما قال الطالب جلندى البوسعيدي، الذي التقى بـ «ريجي فيرميولين» الرئيس التنفيذي لشركة ميناء الدقم: «ناقشنا مسؤوليات القطاع الخاص تجاه الأطفال وأنماط الحياة اللازم اتباعها للوصول إلى المناصب العليا في الشركات، وشهدت هذه المقابلة مناقشة أهمية قطاع اللوجستيات في عُمان والفرص الممكنة لتعزيز قدرات الشباب بالسلطنة».

أما الطالب عزام الرحبي فقد قال: «أردنا أن نعبر عما يدور في عقولنا وأن يصل صوتنا وصوت جميع الأطفال إلى القادة وصناع القرار بالسلطنة. فحياتنا الآن مختلفة عن الحياة التي عاشها آباؤنا وأجدادنا ولذا من المهم أن نستعرض التحديات والمشكلات المتعلقة بجيلنا. ونتمنى أن تساهم هذه اللقاءات في إلهام جميع الأطفال الآخرين لمعرفة حقوقهم والدفاع عنها بما يضمن مستقبل أفضل لنا جميعاً».

صناعة القرار

قالت سعادة لنا الوريكات، ممثلة مكتب منظمة اليونيسيف في عُمان: «جاءت هذه المبادرة لضمان إشراك جيل المستقبل في صناعة القرارات، وإني على ثقة بأن هذه الجلسات الحوارية قد شكلت منصة مميزة مكنت الطلاب من التعبير عن رأيهم وما يثير تساؤلاتهم وقلقهم. نصادف كل يوم، أطفالاً ممن لديهم القدرة والشغف والاستعداد للقيام بالعديد من الأشياء وأرى آخرين ممن يطمحون في التعلم ورسم ملامح مستقبل بلادهم والعالم من حولهم. ونعمل دائماً على الاستماع إليهم ونقدم لهم الدعم ليكونوا قادة المستقبل. ومن هنا، أشكر جميع أطفال السلطنة على كونهم مصدر إلهام لنا وأؤكد أننا يجب أن نتعاون جميعاً لمواجهة التحديات التي تواجههم اليوم لكي نوفر لهم عالما أفضل. ونؤمن بأن مستقبل مجتمعاتنا يتوقف على الاسثتمار في أطفالنا ووضعهم في مقدمة أولوياتنا عند صناعة القرار بما يضمن تحقيق نتائج مستدامة. وأضافت: «وفي الذكرى السنوية الثلاثين لاتفاقية حقوق الطفل، ندعو قادة العالم ليجددوا التزامهم بإيجاد مستقبل أفضل للأطفال والحفاظ على حقوقهم وحمايتها».

جدير بالذكر أن السلطنة انضمت إلى اتفاقية منظمة الأمم المتحدة للطفولة في عام 1996، وذلك تعزيزا لحكومة جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم، الذي وضع للأطفال والطفولة مساحة خاصة من الاهتمام والرعاية والرهان على الإنسان العماني الناجح منذ بداية عصر النهضة المباركة.