Untitled-2
Untitled-2
المنوعات

لا حرب في طروادة لنوري الجرّاح.. تراجيديا غنائية لا نهاية لها

19 نوفمبر 2019
19 نوفمبر 2019

روما «العمانية»: صدرت حديثاً عن منشورات المتوسط- إيطاليا، مجموعة شعرية للسوري نوري الجرّاح، بعنوان «لا حرب في طروادة».

وبحسب الناشر، لم تعد القصيدة عند الجرّاح تكتفي باستحضار المناخ السحري للحارات الدمشقية ومنعطفاتها الضيّقة والظّليلة على تخوم بوابة «معبد جوبيتير» و«المِسْكيّة» وقوس «باب الشمس» شرقي المدينة، أو طفولة حيّ المهاجرين الشاهقة التي تنحدر إلى العالم كلّه، جالبةً كلمات الشاعر من قصاصاته في الأرض الواسعة..

بل هي الآن، وبإطلالتها هذه، من فضاء المنفى الجماعي المُتعاظم، توقظ المسوخَ التي تقاطرت على الخيال السوري، مُحوِّلة الواقعَ الكابوسي إلى واقعٍ آخر؛ تمثله تراجيديا غنائية لا نهاية لها.

ويجهد الجرّاح في هذه المجموعة، لإيصال النشيد الكوني إلى بُحّة متصاعدة، عبر نداءات عميقة قادمة من عالم بعيد، «تضع قطعَ الصورة في الفراغات الملائمة لها في تاريخ ملحمي لم يتسنّ لهوميروس ودانتي والمعري ولوقيانوس السوري تدوينه».

بحيث تبدو نصوصه وثيقة أدبية رفيعة عن اللحظة الإنسانية الدامية، وهي وثيقة «محفورة على حجر قديم، ذاهبة إلى ورَثة لم يولَدوا بعد».

وتتردد أصوات الحرب في دمشق وأصداؤها في جنبات نشيد متوسطي، وصفها الشاعر في عنوان فرعي بـ«كلمات هوميروس الأخيرة»، وتترى صورها المأساوية خارجةً من إرث ميثولوجي يرسل عبر صوت الشاعر الحديث أصواتاً وأطيافاً عابرةً للأزمنة لتتلاقى مع وقائع يومية تأبى أن تضع أوزارها إلا في نسيج المستقبل.

تضمُّ المجموعة 54 قصيدةً موزعةً على 11 فصلاً. من «كلمات هومِيروس الأخيرة»:

«لا حرب في طروادة،

لا بحر ولا مراكب ولا سلالم على الأسوار،

لا حصان خشبيّاً، ولا جنوداً يختبئون في خشب الحصان.

سأعتذر لكم يا أبطالي الصّرعى

(آخيل) بكعبه المجنّح؛

(هكتور) بصدره الطّرواديّ العريض؛

وأنت يا (أغاممنون) بلحيتك البيضاء

وسيفك المسلّط على رقاب البًحّارة الهاربين من المعركة.


لا حرب في طروادة،

لا دم ولا دموع،

لا أقواس نصرٍ ولا أطواق غارٍ في الرؤوس.

لا جروح في جثامين الرّجال،

لا قتلى ولا قبور،

لا آس على الأسماء، ولا باكياتٍ في شرفات البكاء».