Mohammed
Mohammed
أعمدة

شفافية: النمو الاقتصادي وتحديات المستقبل

19 نوفمبر 2019
19 نوفمبر 2019

محمد بن أحمد الشيزاوي -

[email protected] -

تعتبر السلطنة واحدة من الدول القلائل التي حققت نموا اقتصاديا متتاليا على مدى الـ49 سنة الماضية واستطاعت تأسيس اقتصاد متنوع إلى حد كبير رغم التحديات التي واجهت الاقتصاد الوطني من حين لآخر نتيجة التقلبات التي شهدتها أسعار النفط التي كانت ترتفع حينا وتنخفض حينا آخر بسبب الأوضاع الاقتصادية أو السياسية في المنطقة والعالم.

ومن يستعرض جهود السلطنة في مجال التنمية الاقتصادية خلال السنوات الماضية يجد أن عائدات النفط تم استثمارها في تشييد مئات المشروعات التي تعدّ محور التنويع الاقتصادي الآن خاصة في قطاع الصناعات التحويلية والمناطق الاقتصادية والصناعية والحرة والمشروعات السياحية والمرافق اللوجستية، وعلى سبيل المثال تمتلك السلطنة اليوم بنية أساسية جيدة في قطاعات المطارات والموانئ والطرق يمكنها لعب دور محوري في خطة التنويع الاقتصادي خاصة أن السلطنة تقع على بحر مفتوح وفي موقع مثالي على خطوط الملاحة الدولية، وهو ما يؤهلها لتكون وجهة اقتصادية صناعية وتجارية مميزة في المنطقة.

هذه النجاحات التي تحققت خلال السنوات الماضية تدعونا إلى التفكير في البدايات الأولى للتنمية وتأسيس الاقتصاد الوطني، فمنها نستلهمُ ما ينبغي علينا فعله لمواجهة التحديات الحالية، ويعكس خطاب جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - في احتفال السلطنة بالعيد الوطني الأول حجمَ التحديات التي كانت تواجهها التنمية آنذاك، قائلا: «ولا شك أن عملية البناء شاقة وتتطلب الكثير من الجهد والتضحيات للتغلب على المصاعب والعقبات وسنحمل هذا العبء بصبر ونمضي في العمل بجد وحزم».

وفي ذلك الخطاب الذي ألقاه جلالة السلطان المعظم في 23 يوليو 1970 حدد جلالته - حفظه الله - منطلقات التنمية التي سيتم التركيز عليها، بقوله: «فخطتنا في الداخل أن نبني بلدنا ونوفر لجميع أهله الحياة المرفهة والعيش الكريم، وهذه غاية لا يمكن تحقيقها إلا عن طريق مشاركة أبناء الشعب في تحمّل أعباء المسؤولية ومهمة البناء».

وإذا كانت التنمية الاقتصادية والاجتماعية قد استطاعت تحقيق إنجازات عديدة خلال السنوات الـ49 الماضية وأصبحت محل فخر كل عماني ومحل إعجاب الشعوب الأخرى فإن التحديات الاقتصادية الحالية تحتاج منا إلى أن نواجهها بنفس تلك الروح المحبة للوطن والساعية إلى نمائه والتي سطرت قصص نجاح ملهِمة في كل شبر من بلادنا الحبيبة.