العرب والعالم

جانتس في سباق مع الزمن لتشكيل حكومة إسرائيلية بحلول الغد

18 نوفمبر 2019
18 نوفمبر 2019

القدس - (أ ف ب): يخوض رئيس التحالف الوسطي «أزرق أبيض» بيني جانتس ومنذ عدة أسابيع محادثات يبدو أنها تراوح مكانها سعيًا لتشكيل حكومة إسرائيلية جديدة، ويبقى أمام خصم نتانياهو يومين للإعلان عن ائتلاف حكومي وتنصيبه رئيسًا للوزراء.

وحقق حزب الليكود اليميني بزعامة رئيس الوزراء المنتهية ولايته بنيامين نتانياهو والتحالف الوسطي «أزرق أبيض» نتائج متقاربة بعد انتخابات سبتمبر، لكن أيا منهما لم ينجح في الحصول على مقاعد الأغلبية الـ61 اللازمة لتشكيل ائتلاف حكومي. وأوكل الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين لنتانياهو مهمة تشكيل ائتلاف حكومي ومنح مدة 28 يومًا لذلك، لكنه فشل فانتقلت المهمة إلى جانتس والذي مُنح نفس المدة الزمنية التي تنتهي غدًا الأربعاء.

ويجري رئيس هيئة الأركان السابق مفاوضات شاقة سعيا لتجنب الذهاب إلى انتخابات ستكون الثالثة خلال عام، خاصة أن نتائج انتخابات أبريل أشارت إلى جمود سياسي في النظام السياسي الإسرائيلي الذي يعتمد على بناء الائتلاف.

ولعل مهمة جانتس ازدادت تعقيدا بعد التصعيد الأخير بين إسرائيل وحركة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة المحاصر الأسبوع الماضي لا سيما وأن ترؤسه للحكومة يعتمد على دعم النواب العرب في البرلمان الذي عارض التصعيد.

ويحاول جانتس إقناع زعيم حزب (إسرائيل بيتنا) القومي أفيجدور ليبرمان بالانضمام إلى ائتلافه، لكن ذلك لن يكون كافيا دون دعم القائمة العربية المشتركة ومقاعدها الـ13 في البرلمان.

ومعروف عن ليبرمان خطابه المعادي للعرب وكرر مرارا رفضه التحالف معهم، على الرغم من احتمالية دعم الأحزاب العربية لحكومة أقلية مع جانتس وإن لم يكن من المرجح أن يتولى أحدهم حقيبة وزارية. وزاد نتانياهو الذي خسر منصبه لأول مرة منذ 2009 من خطابه المعادي للعرب، وعلى ما يبدو هذه محاولة لزيادة الضغط على ليبرمان. وحذر رئيس الوزراء المنتهية ولايته الأحد من «حكومة خطيرة» تدعمها أحزاب «تدعم منظمات إرهابية».

ودعم كل من نتانياهو وجانتس وليبرمان اغتيال إسرائيل لأحد زعماء حركة الجهاد الإسلامي في غزة، وهي العملية التي أدت إلى تصعيد أسفر عن استشهاد 34 فلسطينيا وإطلاق قرابة 450 صاروخا من غزة باتجاه إسرائيل. وقال نتانياهو خلال تظاهرة ضد تشكيل حكومة أقلية «العرب، ليسوا صهاينة ولا يدعمون إسرائيل، الاعتماد عليهم طوال الوقت وخاصة في الوقت الحالي يشكل خطرا كبيرا على إسرائيل».

وقال أستاذ العلوم السياسية في الجامعة العبرية في القدس جدعون راهط «من المرجح أن تستمر المفاوضات حتى اللحظات الأخيرة». وبحسب راهط فإن «نتانياهو وجانتس يمارسان اللعب السياسي في محاولة للضغط على بعضهما البعض».

ويضيف «هناك الكثير من الشائعات، ولا أعرف ما هي النتيجة النهائية».

وعرب إسرائيل هم أحفاد الفلسطينيين الذي بقوا في أراضيهم بعد قيام إسرائيل في عام 1948، ويشكلون حوالي خمس سكان إسرائيل ولديهم حقوق قانونية لكنهم يشكون من التمييز والتحريض ضدهم في إسرائيل ذات الأغلبية اليهودية.

وتبقى هناك عدة سيناريوهات قائمة في مفاوضات حامية خلف الأبواب المغلقة.

ومن بين هذه السيناريوهات، تراجع ليبرمان وإبرامه صفقة مع نتانياهو أو أن يشكل مع جانتس حكومة أقلية.

وكتب الصحفي الإسرائيلي أنشيل فايفر في صحيفة هآرتس أمس «هل يريد جانتس لنفسه قيادة مثل هذه الحكومة؟ الجواب هو لا». وحول ليبرمان، كتب فايفر «بالتأكيد لا يريد أي شكل من أشكال الشراكة مع «العرب»، لكن هل لديه خيار أفضل؟». ومن بين السيناريوهات المحتملة أيضا، فشل جانتس في تشكيل ائتلاف حكومي بحلول الأربعاء.

وفي حال ثبت هذا التوقع، فأمام أعضاء الكنيست 21 يومًا لاقتراح اسم مرشح قادر على تشكيل حكومة أغلبية.