العرب والعالم

الجزائر: المترشحون للرئاسيات في تحدٍ لكسب «الحراك» الشعبي

18 نوفمبر 2019
18 نوفمبر 2019

الجزائر - عمان - مختار بوروينة -( د ب أ):-

بدت الحملة الانتخابية في أيامها الأولى محتشمة ومتعبة لمرشحي الرئاسيات بالنظر إلى الظروف العامة التي تجري فيها العملية الانتخابية ككل، حيث لم يكن الأمر سهلًا لهم ووجدوا صعوبات في مهمة إقناع المواطنين بضرورة الانتخاب لإخراج الجزائر من الأزمة التي تعيشها منذ أشهر أمام رد فعل معارضو الانتخابات، ورغم مرافقة القوات الأمنية للحملة وتوفير المناخ المناسب المادي والمعنوي والإعلامي للمرشحين لتمكينهم من تجاوز تحديات الشارع السياسي.

واختار المترشح للرئاسيات عبد القادر بن قرينة انطلاق حملته الانتخابية من ساحة الحراك الرئيسية، البريد المركزي، متعهدًا بتحويل سلمية الساحة إلى «متحف للحرية والكرامة»، في إشارة منه عبر تجمع مصغر لجس نبض الميدان، وبأنه يحمل تجاوبًا مع مطالب الحراك، مدعيًا أن حركة البناء الوطني كانت أول حزب دعم الحراك الشعبي قبل يومين من انطلاقته، مضيفًا: إن الحراك حرر جميع الجزائريين دون استثناء، موضحًا: «لولاه ما كنا الآن مجتمعين، الحراك حرر الجميع من منطق الفئة والعصابة والفساد».

من جهته، قال المترشح علي بن فليس: إن الجيش هو من رافق الحراك من أول يوم، ولم يتدخل لتكسيره برفقة المؤسسات الأمنية، رافضًا الإدلاء بأي تصريح أو تعليق عن معتقلي الحراك، ليكتفي بالقول: «لا أستطيع التعليق على ملف ليس بيدي ولم أطلع عليه، لا علم لي بمضمون ومحتوى الملفات»، ومطالبًا بمحاكمةٍ عادلةٍ ونزيهةٍ وعدم الضرب بمصداقية العدالة واحترام حقوق الدفاع.

وفي توضيح أحد أهم الشعارات المرفوعة من قبل الحراك في ممارسة سلطة الشعب التي يكفلها الدستور، قال أن الانتخابات في الجزائر كانت «ملطخة ومزورة»، وهو ما منع من بناء الدولة المدنية والديمقراطية، وحولت الإرادة الشعبية إلى غير ما أراد الشعب، فلا بد من إضفاء الشرعية على المجالس المنتخبة، كي يكون الشعب معها ويدافع عنها، الشعب أصبح لا يصفق لها لأنها مفروضة عليه. والتزم باعتماد نظام شبه رئاسي إن انتخب رئيسًا للجزائر، فالنظام شبه الرئاسي ينزع عن الرئيس الهيمنة السياسة، ويعطي البرلمان الكثير من الصلاحيات، كما يقسم الرئيس صلاحيته مع رئيس الحكومة. في الاتجاه، أكد المترشح عزالدين ميهوبي على أهمية المشاركة القوية في الاستحقاقات المقبلة معتبرًا أنها الطريق الوحيد الذي سيمكن الجزائر من تجنب حالة «الانسداد الدستوري القاتل»، مفيدًا أنه بالرغم من أن جزء من الجزائريين لا يرى في الانتخابات حلا، إلا أن الجزء الأكبر منه يدرك أنه لا حل للجزائر إلا بالذهاب إلى انتخابات.

وبالرغم من ذلك فإن رئيس الوزراء الأسبق عبد المجيد تبون لا يبدي اكتراثًا كبيرًا للأمر كله، بل ويمكن القول إنه قد بات معتادًا على توقع هذا السؤال من قبل أجهزة الإعلام والمبادرة بنفيه والتأكيد على كونه مرشحًا حرًا ومستقلًا، مشددا على أن القضية الأهم في الوقت الراهن هي تصحيح الصورة التي ترسخت بذهنية الجميع حول وجود أغلبية رافضة للانتخابات.