آخر الأخبار

السلطنة تشارك في أعمال الدورة الأربعين للمؤتمر العام لليونسكو بباريس

18 نوفمبر 2019
18 نوفمبر 2019

 باريس في 18 نوفمبر/ العمانية / تشارك السلطنة ممثلة بوزارة التربية والتعليم في

أعمال الدورة الأربعين للمؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "

اليونسكو" والمنعقد حاليا في مقر المنظمة بالعاصمة الفرنسية باريس وتستمر حتى الـ27

نوفمبر الجاري .

وتترأس وفد السلطنة معالي الدكتورة مديحة بنت أحمد الشيبانية وزيرة التربية والتعليم ـ

رئيسة اللجنة الوطنية العُمانية للتربية والثقافة والعلوم .

وألقت معاليها كلمة السلطنة أمام الجلسة العامّة للمؤتمر نقلت خلالها تحيات حضرة

صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه- ، وتمنيات جلالته

لأعمال هذا المؤتمر بالنجاح والتوفيق، وتطلعاته لعالم يسوده التعاون والتفاهم والسلام

من خلال هذه المنظمة، وقدمت التهنئة لسعادة أحمد ألتاي لانتخابه رئيسـا للمؤتمر لهذه

الدورة.

وقالت معاليها انه في ظل التحولات الاجتماعية والسياسية والثقافية التي يشهدها العصر

الحالي فإن العالم ينتظر من اليونسكو القيام بأدوار ذات أهمية بالغة تتطلب تكاتف الأسرة

الدولية للعمل على تجاوزها بفكر دولي مشترك تعينها على المضي قدما نحو تحقيق

طموحاتها .

وأكدّت معاليها أن السلطنة تدرك الدور المتنامي الذي يقوم به الشباب لخدمة مجتمعاتهم،

لذا فقد أولتهم جل الرعاية والاهتمام؛ فحرصت على تنمية قدراتهم وصقلها في المجالات

الرياضية والثقافية والفنية والاجتماعية، ومكنتهم من مهارات الابتكار وريادة الأعمال

باعتبارهم المكون الأساسي للتنمية وان السلطنة تؤيد سعي منظمة اليونسكو لإشراك

الشباب في وضع السياسات والاستراتيجيات وإعداد الخطط التنموية، وإنشاء منصات

ومنتديات عالمية لهم.

وأضافت معالي الدكتورة وزيرة التربية والتعليم أن ضمان توفير تعليم ذي جودة للجميع

بات يمثّل الأولوية القصوى لجميع دول العالم، والتحدي الأبرز الذي يواجه الأسرة

الدولية بأسرها لبلوغ أهداف التنمية المستدامة لاسيما الهدف الرابع بحلول عام 2030.

وبينت معاليها الخطوات الإجرائية التي اتخذتها اليونسكو ومكاتبها الإقليمية في حثّ

الدول الأعضاء على اتخاذ إجراءات عاجلة لتدارك خطر حرمان نحو مئتين وثمانية

وخمسين مليون طفل من حقهم في التعليم كشفت عن إحراز تقدم، لكنه ما يزال ضئيلا إن

لم يكن معدوما.

واشارت إلى ان السلطنة ملتزمة بمتابعة تنفيذ الهدف الرابع المتعلق بالتعليم وطنيا

وعالميا؛ فعلى الصعيد الوطني وضعت السلطنة استراتيجية للتعليم 2040 تتضمن جميع

الغايات المرتبطة بالهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة  أما على الصعيد العالمي؛

فقد قدّمت للأمم المتحدة تقريرها الطوعي الاستعراضي لأهداف التنمية المستدامة.

ورحبت معاليها بتدشين مبادرة "مستقبل التربية والتعليم" التابعة لليونسكو .. داعية إلى

تعزيز مكانة مهنة التدريس، والاستثمار في المعلم باعتباره عنصر أساسي في العملية

التعليمية، وتبني معايير دولية لإعداده وتدريبه وتمكينه للقيام بدوره التربوي المنشود .

وفي قطاع الاتصال والمعلومات نوهت معاليها إلى أن الاستثمار في مجال العلوم

والتكنولوجيا والابتكار يعد عاملاً أساسياً في تحقيق التنمية الاقتصادية والتقدم الاجتماعي،

وهو ما تؤكده منظمة اليونسكو وتسعى إلى تعزيزه ودعمه وإيمانا من السلطنة بأن العلوم

والتكنولوجيا هي التي تشكل ملامح المستقبل فقد تم اعتماد ركيزة البحث العلمي وبناء

القدرات الوطنية ضمن الأولوية الوطنية الأولى لاستراتيجية التعليم ورؤية عمان 2040.

وأكدّت معاليها في هذا السياق إن السلطنة تؤيد أيضا ما تقوم به اليونسكو في اعتماد وثيقة

تقوم على مراعاة القيم الإنسانية والأخلاقية لأخلاقيات الذكاء الاصطناعي.

وأشادت معاليها بدور اليونسكو في توظيف التكنولوجيا الحديثة لتحقيق التنمية المستدامة

بتقليص الفجوة الرقمية في مجال تنمية القدرات الفردية، وإتاحة الانتفاع بفرص تعليمية

عالية الجودة من خلال الموارد التعليمية المفتوحة (OER).

أما على الصعيد الثقافي فقالت معاليها ان السلطنة تثمّن مساعي اليونسكو الحثيثة في

مجال صون التراث الثقافي والطبيعي لتحقيق أهداف التنمية المستدامة وتدعو الدول إلى

اتخاذ الإجراءات الكفيلة بإدماج حفظ وإدارة التراث الثقافي في السياسات الوطنية

والاستراتيجيات والخطط التنموية، واستثمار قدرة التراث الثقافي لجعل المدن أماكن

تنبض بالحياة الثقافية وتنعم بالازدهار الاقتصادي وتحقق استدامة بيئية، وتؤكد في الوقت

ذاته على أهمية حث الدول لتكثيف التعاون والتنسيق لأجل الحد من الإتجار غير

المشروع بالممتلكات الثقافية والالتزام بتنفيذ اتفاقية عام 1970م، لا سيّما وأن اليونسكو

ستحتفل في عام 2020 بمرور خمسين عاماً  على انطلاقها.

واضافت انه تقديرا لأهمية الدور الذي يقوم به الفن في تحقيق التنمية المستدامة في

المجالات الفنية بأشكالها المختلفة من خلال دعم الإبداع وتحفيز مهارات الابتكار، وتعزيز

الروابط بين الأعمال الفنية لخدمة المجتمع وإحلال السلام، فإن السلطنة تشجع كل ما

يسهم في إثراء المشهد الثقافي في العالم، وتؤيد اقتراح المؤتمر بإعلان يوم عالمي للفن،

ويوم آخر للفن الإسلامي.

أما على الجانب العلمي؛ فأكدّت معاليها إن من بين أبرز القضايا التي فرضت نفسها

كنتيجة حتمية للتطور المتسارع في العلوم وإنتاج المعرفة؛ قضية أخلاقيات البيولوجيا،

وقد لفتت اليونسكو أنظار العالم منذ إطلاقها لبرنامج أخلاقيات البيولوجيا إلى ضرورة

الالتزام بالأطر الأخلاقية عند التعامل مع الطفرة الهائلة للعلوم والتقنيات بمختلف أشكالها

وانطلاقا من أهمية هذه الأخلاقيات وتعزيز صلتها بالتقدم العلمي وفق السياق الثقافي

والقانوني والفلسفي .. مبينة ان السلطنة تعتزم تنظيم المؤتمر الدولي الثاني لأخلاقيات

البيولوجيا، حول التشريعات المنظمة وذلك في مسقط خلال شهر فبراير 2020م، بشراكة

مع اليونسكو.

الجدير بالذكر ان معالي انطونيو جوتيرش الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة أكد في كلمة

له خلال افتتاح المؤتمر على دور منظمة اليونسكو في معالجة العديد من القضايا الراهنة

ذات الطابع العالمي أبرزها أخلاقيات الذكاء الاصطناعي، وقضايا البيئة والتغير المناخي،

وتحقيق الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة المعني بالتعليم، كما تطرق لجهود

المنظمة في هذا الجانب، بالإضافة إلى حقوق الإنسان وتغليب لغة الحوار والتسامح لحل

القضايا وقُدّمت خلال هذه الدورة عدد من التقارير المتعلقة بأنشطة المنظمة وعن تقييم

البرامج أهمها تقرير المديرة العامة للمنظمة عن أنشطة المنظمة في الفترة من 2014 –

2017، وتقرير المجلس التنفيذي عن أنشطته وتنفيذ البرامج.