1372325
1372325
العرب والعالم

مقتل 9 مدنيين في ضربات روسية على شمال غرب سوريا

17 نوفمبر 2019
17 نوفمبر 2019

هدوء حذر في ريف تل تمر وسط ترقب لتنفيذ اتفاق انسحاب الفصائل الموالية لتركيا -

دمشق - عمان - بسام جميدة - وكالات:

قتل تسعة مدنيين على الأقل أمس جراء ضربات شنتها طائرات روسية على مناطق في محافظة إدلب في شمال غرب سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وأحصى المرصد مقتل «خمسة مدنيين بينهم ثلاث نساء، جراء غارات روسية استهدفت قرية الملاجة في ريف إدلب الجنوبي»، بينما قتل «أربعة آخرون جراء غارات روسية على مخيم للنازحين شمال مدينة سراقب».ورجح المرصد ارتفاع حصيلة القتلى نظرا لوجود جرحى «في حالات خطرة».

وتسيطر فصائل معارضة أقل نفوذاً على محافظة إدلب. وتؤوي إدلب مع أجزاء من محافظات مجاورة نحو ثلاثة ملايين نسمة، نصفهم نازحون من مناطق أخرى.

وتوجهت صباح أمس قافلة للشرطة العسكرية الروسية على الطريق الدولي «أم 4» في منطقة تل تمر، نحو مدينة القامشلي، وذلك ضمن الدورية السابعة المشتركة بين العسكريين الروس والأتراك في سوريا قادمة من عامودا. وتشهد محاور التماس في ريف بلدة تل تمر هدوءا حذرا، بين الفصائل الموالية لتركيا من طرف، وقوات سوريا الديمقراطية والقوات الحكومية من طرف آخر، وسط ترقب لتنفيذ الاتفاق الذي جرى أمس بما يخص البلدة، حسب المرصد السوري المعارض، الذي أفاد أن اتفاقا جرى التوصل إليه بين الأطراف المذكورة، لتسليم «تل تمر» إلى القوات الروسية لتصبح تحت وصايتها، بحيث تنتشر فيها القوات الحكومية والقوات الروسية. وقالت مصادر موثوقة، لـ«المرصد السوري»، إن الاشتباكات شبه متوقفة حاليا في «تل تمر»، مضيفة: «الاتفاق ينص على انسحاب الفصائل الموالية لتركيا من بعض القرى حتى الحد الأخير لرأس العين، وكذلك الانسحاب من الطريق الدولي «أم 4»، وانتشار القوات النظامية في تلك المناطق. وكان من المتوقع أن يتم تسيير دورية روسية في تل تمر خلال أمس الأول ولكن جرى تأجيلها إلى اليوم. وفي السياق، دخلت قافلة للجيش الأمريكي، امس إلى مدينة القامشلي في شمال شرقي سوريا، وخرجت متوجهة شرقا للقيام بدورية معتادة.

وأفادت وسائل إعلام، بأن قافلة من الشاحنات تابعة لقوات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، دخلت القامشلي محملة بمواد لوجستية منذ مساء أمس الأول. وحسب المصادر فإن قافلة الشاحنات قدمت من إقليم كردستان العراق، وأن أغلب الشاحنات تحمل كتلا إسمنتية تستخدم عادة في القواعد العسكرية، إضافة لشاحنات أخرى تجر صهاريج.

وفي جبهة أخرى، وقعت اشتباكات بين دورية من قوى الأمن الداخلي السوري وبين مسلحين من تنظيم «داعش» في ريف حماة الشرقي، أسفرت عن مقتل وإصابة عدد من المسلحين عندما كانت الدورية متجهة إلى قرية العيور بريف محافظة حماة الشرقي والتي تبعد 120 كم إلى الشرق من السلمية، لإلقاء القبض على مطلوبين أمنيين». وحسب مصدر ميداني أنه «لدى وصول الدورية إلى مشارف القرية تعرضت لإطلاق نار كثيف من بعض المسلحين المتمركزين على التلال المحيطة بالقرية حيث دارت اشتباكات عنيفة بين الدورية وبين المسلحين أسفرت عن مقتل وإصابة عدد من المسلحين وإصابة أربعة من عناصر الدورية».

وأشار المصدر إلى أن قوة من الجيش الحكومي السوري والقوات الرديفة التي تتمركز بالقرب من قرية العيور هرعت إلى مكان الاشتباك بسبب إطلاق النار الكثيف، وآزرت عناصر الدورية التي حصلت في الوقت نفسه على مؤازرة جوية من الطيران الحربي السوري.

وأكد المصدر أن المسلحين ينتمون لتنظيم «داعش» مرجحا أن يكونوا وصلوا إلى المنطقة من فترة قصيرة عبر بادية حماة المتصلة جغرافيا مع بادية السخنة بريف حمص حيث لا تزال تنشط جيوب تابعة للتنظيم.

من جهة أخرى، قامت طائرة استراتيجية أمريكية مسيرة من طراز RQ-4B Global Hawk بمهمة استطلاع فوق الساحل السوري، حيث تملك روسيا قاعدتين عسكريتين، حسبما أوردت مصادر مختصة.

ونقلت وكالة «إنترفاكس» عن المصادر الغربية المختصة بمراقبة حركة الطائرات، أن طائرة الاستطلاع المسيرة الأمريكية، التي أقلعت من قاعدة «سيغونيلا» في جزيرة صقلية الإيطالية، نفذت سلسلة من المهمات بالقرب من القاعدة البحرية الروسية في ميناء طرطوس وقاعدة «حميميم» الجوية (بريف اللاذقية)، مقتربة منهما، من حين إلى آخر، على مسافة تتراوح بين 35 و45 كم.

وذكرت المصادر نفسها أن التحليقات جرت على ارتفاع يناهز 16 كلم فوق المياه الدولية بشرق البحر الأبيض المتوسط، وأن الطائرة لم تنتهك حدود سوريا البحرية.

وأضافت أن العملية استغرقت أكثر من 10 ساعات وشمل مسارها أيضا السواحل الإسرائيلية واللبنانية، حيث كان بإمكان الطائرة أن تراقب ضواحي العاصمة السورية دمشق. ويشير مراقبون إلى أن استخدام طائرة Global Hawk الاستراتيجية بالقرب من القاعدتين الروسيتين في سوريا يعد أمرا غير عادي، علما أن البنتاجون عادة ما يعتمد في هذه المهام على استخدام طائرات RC-135 المتخصصة في الاستطلاع الإلكتروني، وطائرات P-8A Poseidon المضادة للغواصات والتابعة للبحرية الأمريكية. أما Globa Hawk فاستخدمت، حتى وقت قريب، في مهام استطلاعية قرب السواحل الروسية في البحر الأسود، وطوال خط التماس بين طرفي النزاع المسلح في منطقة دونباس (جنوب شرق أوكرانيا)، وكذلك قرب الحدود الروسية في منطقة البلطيق.