1371341
1371341
العرب والعالم

طيران الاحتلال يقصف مواقع لحماس في غزة دون إصابات

16 نوفمبر 2019
16 نوفمبر 2019

حالة هدوء مشوبة بالحذر تسود القطاع -

رام الله - عمان - وكالات:

قالت مصادر أمنية فلسطينية إن الطيران الحربي الإسرائيلي شن أمس،غارات على قطاع غزة من دون وقوع إصابات.

وذكرت المصادر أن الغارات الإسرائيلية استهدفت موقعي تدريب ونقطة رصد لكتائب القسام الجناح العسكري لحركة (حماس) في شمال القطاع.

من جهته، قال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي افيخاي ادرعي في بيان، إنه تم استهداف عدد من الأهداف التابعة لحركة حماس في قطاع غزة ومن بينها معسكر ومجمع عسكري استخدمته القوة البحرية للحركة إضافة إلى بنية تحتية تحت أرضية.

وأضاف ادرعي أن الغارات «جاءت ردا على إطلاق القذائف الصاروخية من قطاع غزة باتجاه إسرائيل الليلة قبل الماضية»، محملا حماس مسؤولية ما يجري في قطاع غزة أو ينطلق منه.

وأكد الناطق أن الجيش الإسرائيلي «ينظر بخطورة بالغة إلى إطلاق الصواريخ ويبقى في حالة جاهزية كبيرة في مواجهة كل السيناريوهات».

وبحسب الإذاعة الإسرائيلية العامة فإنه تم إطلاق رشقة صاروخية من قطاع غزة باتجاه مدينة بئر السبع ومحيطها في جنوب إسرائيل، حيث أصيب عدد من الأشخاص بالهلع، أو بجروح طفيفة عندما سقطوا خلال ركضهم إلى الغرف الآمنة.

وبعد مواجهات استمرت يومين وأسفرت عن سقوط 34 شهيدا في القطاع ولم تسفر عن قتلى في إسرائيل التي استهدفت بـ450 صاروخا، وافقت حركة الجهاد الإسلامي وإسرائيل على وقف لإطلاق النار دخل حيز التنفيذ صباح الخميس.

لكن وقف إطلاق النار هذا يبقى هشا إذ إن الطيران الحربي الإسرائيلي شنّ غارات على غزة الجمعة بعد إطلاق صواريخ من القطاع بعد دخول التهدئة حيز التنفيذ.

وقبيل دخول التهدئة حيز التنفيذ صباح الخميس، أدى قصف إسرائيلي إلى مقتل ثمانية من أفراد عائلة واحدة في دير البلج بجنوب قطاع غزة.وأسفرت الغارة عن مقتل رسمي أبو ملحوس الذي قالت القوات الإسرائيلية إنه «قيادي» في حركة الجهاد الإسلامي، مع زوجتيه وخمسة أطفال. لكن الحركة نفت ذلك موضحة أنه كان «محسوبا عليها». لكن إسرائيل اعترفت الجمعة بأن هذه الغارة على عائلة ابو ملحوس أدت إلى سقوط ضحايا مدنيين «لم يكونوا متوقعين». وأكد الجيش الإسرائيلي في بيان تسلمت وكالة فرانس برس نسخة منه أنه «ضرب الخميس بنية تحتية عسكرية للجهاد الإسلامي في دير البلح»، لكنه قال إنه «حسب المعلومات المتاحة للجيش في وقت الغارة، لم يكن من المتوقع أن يتعرض أي من المدنيين للأذى نتيجة لها». وأضاف أن البيان أن الجيش الإسرائيلي الذي كان قد اتهم حركة الجهاد باستخدام «دروع بشرية» للوقاية من الضربات، «يحقق في الأذى الذي لحق بالمدنيين جراء الغارة». ونقل ناجون من الضربات وبينهم أطفال أصبحوا أيتاما، إلى مستشفى محلي.

وقال أحد أقاربهم عيد أبو ملحوس «هل هؤلاء إرهابيون؟». ويضيف عيد «كان الأولاد في المنزل وسقطت عليهم الصواريخ، إنهم أبرياء ولم يتبق لهم سوى الذكريات المؤلمة التي ستحتاج لوقت من أجل التعافي من آثارها». وفي بيان لها، قالت وزارة التربية والتعليم العالي في غزة، إنها استأنفت العملية التعليمية بجميع مدارس القطاع، بعد تعليقها منذ الثلاثاء الماضي. وبحسب الوزارة، فإن 6 طلاب كانوا من بين شهداء العدوان الإسرائيلي.

كما تضررت 15 مدرسة جراء الغارات، شملت انهيار جدران مدارس وتصدعات في فصول وتحطيم أبواب ونوافذ ووصول الحجارة وشظايا القذائف الإسرائيلية إلى داخل الفصول وساحات المدارس، وفق بيان الوزارة.لكن حالة الهدوء التي سادت القطاع منذ صباح أمس، تبقى مشوبة بالحذر إلى حد كبير، فالعدوان قد يتجدد في أية لحظة.ويقول الكاتب السياسي الفلسطيني، مصطفى الصواف: «اعتقد أن حالة الهدوء التي تعيشها غزة حاليا ستستمر لفترة لكنها لن تكون طويلة».

ويضيف: «الأمر منوط بحالة الاستفزاز التي يمارسها الاحتلال فطالما أن إسرائيل ملتزمة بالتهدئة فإن الفصائل الفلسطينية بغزة ستكون ملتزمة، لكن في حال عادت إسرائيل لهجماتها فإن الأمور ستتصاعد». ولا يتوقع الصواف أن تلتزم إسرائيل طويلا بوقف إطلاق النار، إلا أنه يرى أن الأمور ستأخذ منحى يميل نحو الهدوء خلال الفترة القصيرة القادمة، قبل أن يكون هناك موجة جديدة من الاشتباكات.ويقول: «طالما أن هناك احتلالا يعتدي على الشعب الفلسطيني ويريد فرض إرادته عليه لا أعتقد أن يكون هناك استقرار كامل في قطاع غزة، وإنما تكون حالة من الاستقرار والهدوء المشوب بالحذر».

ويستبعد الصواف أن تقدم السلطات الإسرائيلية أي تسهيلات معيشية للفلسطينيين في غزة خلال الفترة القادمة، إلا إذا مارست أطراف دولية ضغطا عليها.

وتفرض إسرائيل منذ نحو 13 عاما حصارا مشددا على غزة، ما أدى إلى زيادة كبيرة في نسب الفقر والبطالة في القطاع المكتظ بالسكان.

كما شن الجيش الإسرائيلي خلال السنوات الماضية، ثلاثة حروب على غزة، أولها عام 2008، والثانية نهاية 2012، والثالثة عام 2014، نجم عنها مئات القتلى والجرحى، وتدمير آلاف الوحدات السكنية.