1371292
1371292
العرب والعالم

المتظاهرون يعودون للاعتصام إلى وسط بغداد بعد تراجع القوات الأمنية

16 نوفمبر 2019
16 نوفمبر 2019

البرلمان يحذر من «الطرف الثالث» -

بغداد ـ «عمان» ـ جبار الربيعي - «أ ف ب» -

عاد المتظاهرون أمس للاعتصام عند أحد الجسور الحيوية في وسط العاصمة العراقية، بعدما تراجعت القوات الأمنية التي كانت منعت تقدمهم إليه قبل أسبوعين، عقب أيام من المواجهات، بحسب ما أفاد مراسلون من وكالة فرانس برس.

ويحتشد المتظاهرون منذ أكثر من ثلاثة أسابيع في ساحة التحرير المركزية ببغداد، مطالبين بـ«إسقاط النظام» وتغيير الطبقة السياسية الحاكمة التي يعتبرون أنها تعيث فسادًا في العراق منذ 16 عاما.

وكان المتظاهرون تمكنوا سابقا من السيطرة على أربعة جسور حيوية تربط ضفتي نهر دجلة وتصل شرق بغداد بغربها، حيث المنطقة الخضراء التي تضم المقار الحكومية والسفارات الأجنبية.لكن قوات مكافحة الشغب تمكنت قبل نحو أسبوعين من استعادة السيطرة على ثلاثة جسور والأحياء المجاورة لها، وإعادة المتظاهرين إلى ساحة التحرير وجسر الجمهورية بوابل من القنابل المسيلة للدموع والرصاص الحي.

وقررت قيادة عمليات بغداد صباح أمس سحب وحداتها من المنطقة التي كانت تفصل بينها وبين المتظاهرين كتل إسمنتية، ما سمح للمتظاهرين بالتقدم والاعتصام عند بداية جسر السنك.

وقال متظاهر: إن «القوات الأمنية انسحبت إلى خلف الخط الثاني من الجدران الخرسانية على جسر السنك».

بدورها، قالت امرأة طاعنة بالسن أتت من مدينة البصرة في جنوب العراق للانضمام إلى التظاهرات متوجهة إلى رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي «خسرتوا كل العراق، ليس نحن فحسب». وأضافت وهي تشير إلى المنطقة الخضراء «اطلع برة، لا مكان لك هنا. إن شاء الله سنكون الليلة في الخضراء».

وتسلق العشرات من المتظاهرين جدران مرآب كبير للسيارات يطل على نهر دجلة إلى جانب جسر السنك، ورفعوا لافتات مساندة للتظاهرات.

وقتل شخص واحد على الأقل وأصيب العشرات بجروح ليل الجمعة في ساحة التحرير، بعد انفجار عبوة لم تعرف طبيعتها حتى الآن، بحسب بيان رسمي.

وبدأ المتظاهرون أمس بتفتيش جميع الداخلين إلى ساحة التحرير، تخوفا من وقوع حادثة مماثلة.

وقال أبو كرار الآتي من البصرة أيضا «يوم أمس (أمس الأول) وقع انفجار إثر خرق أمني، لكن اليوم (أمس) كثفنا من الحواجز وهذه المشكلة لن تتكرر».

وحذرت لجنة حقوق الإنسان في البرلمان أمس، من «الطرف الثالث» بالتظاهرات.

وذكر بيان للجنة أن «تفجيرات ساحة التحرير تطور خطير في تأمين سلامة المتظاهرين وتثبت وجود الطرف التي تؤدي إلى زعزعة الأمن ونشر الفوضى»، مشيرة إلى أن «هذا الأمر يخالف القانون الدولي الإنساني ومبادئ حقوق الإنسان، والعهود الدولية لحقوق الإنسان».ودعت اللجنة في بيانها «القوات الأمنية ومنسقي التظاهرات بالتعاون في مداخل التفتيش إلى الساحات خوفا من دخول ما يسمى الطرف الثالث في العمليات الأمنية»، مطالبة «الأجهزة الأمنية إلى الكشف عن الجهات التي نفذت التفجير الإرهابي التي استهدف المتظاهرين السلميين».

كما قالت مفوضية حقوق الإنسان أمس، في بيان لها: إنها «تدين استمرار الاعتقالات العشوائية دون التحري للكثير من المعتقلين حيث وثقت فرق الرصد اعتقال 66 متظاهرا في بغداد اطلق سراح 7 منهم، و20 متظاهرا في البصرة، وأشرفت على إطلاق سراح 7 منهم على خلفية التظاهرات التي جرت في منطقة المعقل بالمحافظة».

وأوضح البيان أنه «تم اعتقال 37 متظاهرا في محافظة ذي قار، اطلق سراح 21 منهم».

كما طالبت لجنة حقوق الإنسان النيابية، منسقي التظاهرات بالحفاظ على المحال التجارية وممتلكات المواطنين في ساحات التظاهر.وأوضحت اللجنة في بيان لها، «ننبه الحكومة بخطورة اغتيال وخطف الناشطين، ونكرر مخاوفنا بشأن خطف واغتيال الناشطين والمدونين والمنظمات المدنية».

من ناحية ثانية، أعلنت مديرية الاستخبارات العسكرية أمس، عن إحباطها عملية إرهابية لاستهداف صلاة الجمعة بأحد جوامع ناحية البغدادي في محافظة الأنباز، غربي العراق.

وقالت المديرية في بيان: إنه «بعملية نوعية واستباقية جريئة تمكنت مفارز شعبة الاستخبارات العسكرية في الفرقة 7 من إحباط عملية إرهابية كانت تستهدف المصلين بأحد جوامع ناحية البغدادي بقضاء هيت في الأنباز».

وذكرت أنها «وصلت إلى مكان الحزام الناسف الذي كان سيستخدم في العملية الإرهابية وحمل عبارة (أبو عائشة الشامي) بالإضافة إلى رمانه هجومية معه»، مشيرة إلى أنه «تم التعامل مع المواد المضبوطة وفق السياقات المعمول بها». بدورها، أعلنت وزارة الداخلية، أمس عن قتل قياديين اثنين بتنظيم «داعش» في محافظة كركوك.

وقالت الوزارة في بيان: إن «قوة من وكالة الاستخبارات والتحقيقات الاتحادية في وزارة الداخلية، تمكنت من تعقب ورصد تحركات عناصر داعش في ناحية الرياض بمحافظة كركوك التي يختبئون بها في إحدى القرى الزراعية».

وأضافت: إنها «نجحت القوة في قتل اثنين من القيادات الإرهابية وتدمير وكرهم وضبط المواد الموجودة بداخله»، مشيرة إلى أنه «تم اتخاذ الإجراءات القانونية بحقهما من قبل مديرية استخبارات ومكافحة إرهاب كركوك واستخبارات الشرطة الاتحادية».