1370544
1370544
العرب والعالم

الأسد ينظر بإيجابية للاتفاق الروسي - التركي في الشمال السوري

15 نوفمبر 2019
15 نوفمبر 2019

الأردن يؤكد ضرورة التوصل لحل سياسي يحفظ وحدة سوريا -

عواصم - عمان - بسام جميدة - مؤيد أبو صبيح - وكالات:-

أكد الرئيس السوري بشار الأسد، أن دمشق تقيّم إيجابيا الاتفاق الروسي-التركي، لأن دخول روسيا على الموضوع يلعب دورا في سحب الذريعة الكردية لتهيئة الوضع باتجاه الانسحاب التركي.

وقال الأسد خلال مقابلة أجراها مع «قناة روسيا 24» و«وكالة روسيا سيغودنيا»: الإرهاب ليس له حدود، قد يكون اليوم في سوريا، وقد يكون في أقصى آسيا، أو قد يكون في أوروبا، كما حصل خلال السنوات الماضية من عمليات إرهابية، وقد يكون في روسيا.

وتابع: «دمشق تقيم الاتفاق الروسي-التركي بشكل إيجابي، ليس انطلاقا من الثقة بالطرف التركي، بل لأن دخول روسيا على الموضوع له جوانب إيجابية لأنه يلعب دورا في سحب الذريعة أو الحجة الكردية من أجل تهيئة الوضع باتجاه الانسحاب التركي».

وأضاف الأسد: «داعش» أتت بإرادة أمريكية، وقامت بنشاطاتها بغطاء أمريكي، ولدينا قناعة ومعلومات بأن أمريكا كانت تحرك «داعش» مباشرة كأداة عسكرية لضرب الجيش السوري ولتشتيت القوى العسكرية التي تقاتل الإرهاب، وفي مقدمتها الجيش السوري».

وقال الأسد «بعد تسع سنوات حرب أعتقد بأن معظم الناس فهموا أهمية التوحد مع الدولة بغض النظر عن الخلافات السياسية، والدولة في كل العالم هي التي تحتضن الجميع. أعتقد بأننا نسير في هذا الاتجاه»، مضيفا: «نحن لن نوافق لا اليوم ولا غدا، لا كدولة ولا كشعب، على أي طرح انفصالي».

وأكد الأسد على أن «الحرب لا تعني تقسيم البلد ولا تعني الذهاب باتجاه الانفصال، لا تعني الذهاب باتجاه نسف الدستور، ولا إضعاف الدولة، الحرب يجب أن تكون تجربة نخرج منها بوطن أقوى وليس بوطن أضعف، أي شيء انفصالي لن نقبل به على الإطلاق».

وتابع الأسد: «المسلح ليس حالة مجردة، لديه أطفال عاشوا لمرحلة طويلة بعيدا عن القانون، وعن المناهج الوطنية، تعلموا مفاهيم خاطئة، فيجب أولا دمجهم بالمدارس، وهذا ما أعلنا عنه منذ أسابيع قليلة لكي يندمجوا ويتشربوا من جديد المفاهيم الوطنية».

وأضاف: «لجنة الدستور تناقش الدستور، وبالنسبة لنا الدستور كأي نص من وقت لآخر لا بد من دراسته وتعديله بحسب المعطيات الجديدة الموجودة في سوريا، هو ليس نصا مقدسا».

وأوضح الأسد ردا على سؤال حول ما إذا كانت «التظاهرات في لبنان والعراق والأردن الشهر الماضي تذكر ببداية الأحداث في سوريا»، أن ما حصل في سوريا، هو أنه «في بداية الأمر كان هناك أموال تدفع لمجموعات من الأشخاص لكي تخرج في مسيرات، وكان هناك جزء بسيط من الناس الذي خرج مع التظاهرات لأن لديه أهدافا في تغيير ما في الحالة العامة».

وتابع أنه «بدأ إطلاق النار والقتل منذ الأيام الأولى من التظاهرات، مما يعني أنها لم تكن عفوية، حيث أن الأموال كانت موجودة والسلاح كان محضرا، وبالتالي ليس بالإمكان التشبيه بين ما حصل في سوريا وحالة الدول الأخرى».

وأضاف: «إذا كانت التظاهرات التي خرجت في الدول المجاورة عفوية وصادقة وتعبر عن رغبة وطنية بتحسين الأوضاع السياسية والاقتصادية وغيرها في البلاد، فلا بد أن تبقى وطنية».

وختم الأسد مؤكدا أن «الأهم أن تبقى الأمور في الإطار الوطني لأنها ستكون لها نتائج إيجابية ولأنها تعبر عن الشعب، لكن عندما يدخل العامل الأجنبي، فستكون ضد مصلحة الوطن وهذا ما جربناه في سوريا».

من جهته، أكد وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني أيمن الصفدي أهمية دعم عمل اللجنة الدستورية وضمان نجاحها خطوة مهمة على طريق التوصل لحل سياسي للأزمة السورية يحفظ وحدة سوريا وتماسكها ويعيد لها أمنها واستقرارها.

وشدد الصفدي بحسب بيان صحفي في مداخلة في اجتماع المجموعة المصغرة حول سوريا الذي استضافه وزير خارجية الولايات المتحدة مايك بومبيو أمس الأول في واشنطن على ضرورة تأمين المساعدات الانسانية لكل السوريين والمناطق السورية التي تحتاج هذه المساعدات، وخصوصا الجنوب السوري. وأكد ضرورة استمرار الدعم الدولي للدول المستضيفة للاجئين الذين يجب أن لا يتحملوا عبء تلبية احتياجات اللاجئين لوحدهم.

ميدانيا، استكملت قوات الجيش السوري انتشارها على الحدود مع تركيا في محافظة الحسكة بدءا من ريف رأس العين غربا وصولا إلى بلدة عين ديوار بريف المالكية شرقا بطول أكثر من 200 كم.

وأفادت وكالة «سانا» السورية الرسمية بأن وحدات الجيش بدأت عملية انتشار جديدة، امس الاول، استكمالا للتحرك الذي انطلق في محافظة الحسكة والجزيرة السورية في 13 أكتوبر الماضي.

وأوضحت الوكالة أن عمليات انتشار الجيش السوري شملت مناطق واسعة من محافظة الحسكة والرقة وريف حلب الشمالي الشرقي «وذلك لمواجهة أي اعتداء على الأهالي وتأمين الحماية لهم تحت العلم الوطني».

وذكرت «سانا» أن عملية الانتشار امس انطلقت من بلدة الجوادية إلى المالكية بريف محافظة الحسكة باتجاه الشمال الشرقي، حيث انتشرت وحدات من قوات حرس الحدود في 6 نقاط هي قرى المريجات والبستان وسويدية غربية وشمسية وحب الهوى وعين ديوار في أقصى الشمال الشرقي، وبذلك تكون قد استكملت انتشارها على الحدود مع تركيا بدءا من ريف رأس العين الشمالي الشرقي في الغرب، وصولا إلى بلدة عين ديوار بريف المالكية بطول أكثر من 200 كم، مشرفا على حقول وآبار النفط في «رميلان» ومقتربا من معبر اليونسية «سيمالكا» مع إقليم كردستان العراق، المستخدم في دخول ومغادرة القوات الأمريكية للأراضي السورية ودخوله الحقل النفطي «ملاعباس» بعد غياب استمر 7 سنوات.