1368126
1368126
عمان اليوم

ضرورة اكتشاف تغييرات بيئة العمل وبناء مجتمع معرفي مستدام ورفع إنتاجية وجودة الخدمات الحكومية وتبسيط إجراءاتها

13 نوفمبر 2019
13 نوفمبر 2019

اللقاء السنوي الثاني لأصحاب السعادة الوكلاء ومن في حكمهم يدعو إلى:-

كتبت :مُزنة بنت خميس الفهدية -

قال معالي الشيخ خالد بن عمر بن سعيد المرهون وزير الخدمة المدنية رئيس مجلس إدارة معهد الإدارة العامة أمس « إن التوجيهات السامية لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم - حفظه الله ورعاه- دائمة التأكيد على ضرورة العمل على تحديث وسائل العمل بما يكفل تبسيط الإجراءات وتحسين الخدمات المقدمة للمواطن والمقيم على أرض السلطنة».

وأكد معاليه خلال رعايته حفل افتتاح اللقاء السنوي الثاني لأصحاب السعادة الوكلاء ومن في حكمهم أن العالم مقبل على تغير نوعي في طبيعة عمل الإدارة العامة والوحدات الحكومية في السلطنة حريصة على الاستفادة من التقنيات الحديثة في تعزيز أدائها، وحريصة على تحديث أنظمة العمل بما يتواكب مع التطورات التي تعيشها الإدارة العامة على المستوى العالمي ، موضحا أنه مع ظهور الثورة الصناعية الرابعة بتقنياتها وأدواتها المتطورة والتي أحدثت تغييرات محورية في بيئات العمل والإنتاج وفي إدارة العمل الحكومي ، أصبح الأداء الحكومي يشهد تحولا ملموساً في تمكين ودعم موظفي القطاع الحكومي في مجالات الابتكار ومهارات الإبداع في البيئة المؤسسية كما تتطلبها احتياجات العمل وفق مسارات المواكبة والتجدد واستشراف المستقبل.

تسهيل الإجراءات

واختتم المرهون حديثه بأن هناك حرصا من قبل الجهات الحكومية وهذا الحرص بدأ يظهر في تسهيل الإجراءات والتطبيقات حاضرة وبقوة في بعض المؤسسات الحكومية، والجميع يسعى لتقديم أفضل صورة في تقديم الخدمات، كما أن هناك جوانب إجرائية تراجع حاليا لتبسيط الإجراءات ومع مرور الوقت القريب سوف نرى تغيرا نوعيا في الخدمات الحكومية .

جاء اللقاء السنوي الثاني لأصحاب السعادة الوكلاء ومن في حكمهم بعنوان «التحول الرقمي في القطاع العام وإدارة التغيير المؤسسي» بحضور صاحب السمو السيد كامل بن فهد آل سعيد وعدد من أصحاب السعادة الوكلاء والسيد زكي بن هلال البوسعيدي الرئيس التنفيذي لمعهد الإدارة العامة وعدد من المسؤولين من الجهاز الإداري للدولة، ونظمه معهد الإدارة العامة بالتعاون مع الشركة العمانية للاتصالات عمانتل، بفندق شيراتون عمان.

الاضطراب الرقمي

وتناول اللقاء محاضرة قدمها الدكتور توفيق الجلاصي أستاذ الاستراتيجية وإدارة التكنولوجيا بالمعهد الدولي للإدارة IMD (لوزان - سويسرا) ، ووزير التعليم العالي والبحث العلمي وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات السابق بالجمهورية التونسية الشقيقة تحدث فيها عن التحول الرقمي في القطاع العام، وكيف يمكن للمنظمات غير الربحية تسخير الاضطراب الرقمي من أجل التغيير الإيجابي، مستعرضا أبرز مشاكل الاستراتيجية التي يواجهها القطاع العام اليوم، وكيف يمكن معالجتها بواسطة التقنيات الرقمية.

وأشار إلى أهمية الاستفادة من القدرات الرقمية ونماذج الابتكار، ودفع التغيير التنافسي مع نطاق وسرعة غير مسبوقة، ودعا إلى التركيز على تقديم القيمة للزبائن، وليس على المنافسة في الصناعة.

وأوضح أن التحول الرقمي للقطاع العام يحتاج إلى إيجاد بيئة تنافسية مناسبة للشركات الناشئة لتزدهر، مؤكدا ضرورة تهيئة البيئة لتصبح أكثر تنافسية من خلال رسم خط للمواهب، واستثمار أفكار المبتكرين، واستخدام الأساسيات العامة لدفع عجلة الابتكار وتعزيزه.

ومن أجل حكومة أفضل يجب على المنظمة اكتشاف ومراقبة التغييرات في بيئة العمل، وصنع القرار المستنير، بالإضافة إلى قدرة المنظمة على اتخاذ القرار الأفضل في موقف معين، وتنفيذ خططها بسرعة وفعالية.

واستعرض أبرز أسباب فشل مبادرات التحول الرقمي المتمثلة في عدم وجود توافق في الآراء بشأن معنى التحول الرقمي، وعدم التركيز، ونقص في السرعة والمواهب، بالإضافة إلى وجود الفجوة الرقمية داخل المنظمة، وعدم الاستمرارية في التطوير.

واختتم الدكتور توفيق حديثه أن القادة بحاجة إلى رؤية واضحة والتزام قوي لإجراء تحول كبير، وأن يجعلوا الريادة الرقمية جزءًا لا يتجزأ من التغيير، بالإضافة إلى أهمية إنشاء مساحة الإبداع والمرونة في إطار القيادة العليا.

كما نوقش خلال اللقاء ظهور وتطور الاختراعات والابتكارات الجديدة، وتمكين ودعم موظفي القطاعات الحكومية في مجالات الابتكار ومهارات الإبداع في البيئة المؤسسية، واستشراف المستقبل وإدارة التغيير. جاء تنفيذ هذا اللقاء بالتعاون مع المعهد الدولي للإدارة IMD كونها المؤسسة الرائدة على مستوى العالم في التعليم التنفيذي.

الجدير بالذكر، انطلقت رؤية الحكومة الإلكترونية في السلطنة بعد إقرار الاستراتيجية الوطنية لمجتمع عمان الرقمي والحكومة الإلكترونية في مايو 2003م، وقد جاء في النطق السامي لجلالة السلطان في خطابه في مجلس عمان في نوفمبر 2008م بحثّ المؤسسات الحكومية على ضرورة توفير الخدمات الحكومية إلكترونيا لتسهيل المعاملات والإجراءات.

ويهدف برنامج التحول الرقمي في السلطنة إلى بناء مجتمع معرفي مستدام ورفع إنتاجية وكفاءة القطاع العام عبر بناء القدرات الوطنية وتعزيز البُنى الأساسية وتطوير صناعة تقنية المعلومات وتحسين جودة الخدمات الحكومية وطرق تقديمها وفق ضوابط ومعايير ومراحل زمنية محددة مع ضمان توافقها مع أهداف تبسيط إجراءات الخدمات للمواطنين وقطاع الأعمال والمؤسسات الحكومية.

‏‎

 

عبدالسلام المرشدي: الشفافية والسرعة شيئان يسعى لهما التحول الرقمي -

قال سعادة عبد السلام بن محمد المرشدي الرئيس التنفيذي لصندوق الاحتياطي العام للدولة: « إن التحول الرقمي خيار لابد منه سواء كان كاستراتيجية هجومية أو دفاعية، ونحن نحاول ان نلحق بالركب في التحول الرقمي إذا اردنا ان نكون في الاستراتيجية الهجومية وفي المقدمة، ولا توجد خيارات أخرى لأن العالم في النظام المالي أو الإداري يتم التواصل مع باقي منظومات العمل داخل أو خارج السلطنة عبر القنوات الرقمية، مشيرا إلى أن هذا اللقاء في غاية الأهمية ويأتي في وقته المناسب ».

وأضاف« إن التنسيق بين وحدات الحكومية وبين صاحب الخدمة ( الزبون ) أو سواء كانت شركة عالمية جميعها سوف يتم التعامل معها عبر التحول الرقمي، الذي يوفر شفافية في التعامل والعدالة في المعايير والمقاييس، وبالتالي العامل البشري في اتخاذ القرار يقل بوجود التحول الرقمي، كما أن الشفافية والسرعة شيئان يسعى لهما التحول الرقمي سواء كان القطاع الحكومي او الخاص.».

 

السيد زكي: اللقاء قناة للتحاور حول المستجدات الرقمية والتطور التكنولوجي -

قال السيد زكي بن هلال بن سعود البوسعيدي الرئيس التنفيذي لمعهد الإدارة العامة :« يأتي اللقاء الثاني لأصحاب السعادة وكلاء الوزارات كقناة مهمة للتحاور حول المستجدات الرقمية والتطور التكنولوجي في ظل الثورة الرابعة والتغير المؤسسي، حيث إنها تأتي ترجمة لرؤية عمان 2040 في تطوير الأداء المؤسسي». وأضاف :« يُعرف التحول الرقمي بأنه عملية انتقال القطاعات الحكومية إلى نموذج عمل يعتمد على التقنيات الرقمية في ابتكار المنتجات والخدمات، وتوفير قنوات جديدة من العائدات التي تزيد من قيمة منتجاتها».

وأعرب عن شكره للدكتور توفيق الجلاصي على محاضرته القيمة التي كانت ثرية بالمعلومات القيمة التي تناولت سياسة التغيير، والثورة الصناعية الرابعة.

وتُولي حكومة السلطنة اهتمامًا كبيرًا ببرنامج التحوّل الرقمي كونه داعما أساسيا للقطاعات الاستراتيجية والحيوية بالسلطنة وما له من أثر في رفد الاقتصاد الوطني بعوائد كبيرة، إلى جانب كونه من مُتطلبات العصر الحديث لتسهيل العمليات والإجراءات للمُستفيدين في كافة المجالات.

 

الذيب: توفير التكلفة والجهد بشـكل كـــبير وتحسـين الكفاءة التشغيلية -

أوضح سعادة المهندس أحمد حسن الذيب وكيل وزارة التجارة والصناعة أن التحول الرقمي او التحول الالكتروني في القطاع العام مهم جدا، كما أن مواكبة هذه المتغيرات الجديدة والتقنية الحديثة والتطورات من القطاع العام ضروري جدا لأن القطاع الخاص يواكب هذه المتغيرات بسرعة قوية.

وأكد الذيب أنه من الضروري جدا أن تقوم الحكومة والقطاع العام بدراسة كل الأوضاع والإجراءات المخصصة لتقديم الخدمات للقطاع الخاص وللافراد وأن تكون ذات تقنية رقمية سريعة، مشيرا إلى أن هناك جهات حكومية يشهد لها بالتحول الالكتروني في تقديم الخدمات للافراد والمؤسسات الخاصة في هذا الجانب، كما ان هناك جهات أخرى ساعية لتقديم هذه الخدمة فاعتقد ان الأمور تسير بوتيرة جيدة ولكن دائما نسعى للافضل.

كما يوفر التحول الرقمي التكلفة والجهد بشكل كبير ويحسن الكفاءة التشغيلية وينظمها، ويعمل على تحسين الجودة وتبسيط إجراءات الخدمات المُقدّمة للجمهور ويوفر فرص لتقديم خدمات مبتكرة وإبداعية والتي تساهم بدورها في تحسين الرضى والقبول من الجمهور تجاه خدمات المؤسسة، بالإضافة إلى ذلك، يُسهّل التحوّل الرقمي الربط بين المؤسسات وبعضها البعض أو بين المؤسسات والقطاع الخاص لضمان جودة البيانات وتوفير مصدر موثوق ومترابط من المعلومات، كما يساعد متخذي القرار في المؤسسات على مراقبة الأداء وتحسين جودة الخدمات وتحديد الأهداف والاستراتيجيات.